على الرغم من أهمية التقنية في الحياة اليومية للفرد، وملازمتها لتحركاته وتسيير أمور حياته، إلا أن ظهورها كان على حساب بعض العادات التي أخذت تتلاشى مع تطور التقنية المتسارع، وتأتي مجالس النساء والتي يطلق عليها زيارة «الخيات» التي كانت تجمع الصديقات من النساء في مجالس «الخيات» والتي يتم فيها تبادل الأحاديث وتجديد اللقاءات. «عكاظ» استطلعت آراء النساء فكانت إجاباتهن تختلف حسب ثقافاتهن ومدى تحول التواصل من الواقع إلى ذبذبات خلف شاشات أجهزة الكمبيوتر والاتصالات، مشيرات إلى أن للتنقية سلبيات على غرار إيجابياتها، فقد أفقدتهن التواصل مع شريحة كبيرات السن اللات لا يجيد أغلبهن استخدام التقنية. المعلمة سارة محمد أوضحت أنها أصبحت تضيق بهذه الرسائل التي قضت على العلاقات الاجتماعية، حيث استبدلت اللقاءات في المجالس بكلمات باردة يتم تناقلها بين أجهزة الهواتف النقالة وشاشات الكمبيوتر، مؤكدة أنها فقدت العديد من صداقاتها بسبب التقنية وقالت «هناك من الأسرة من لم أقابلهم أو ألتقي بهم من قرابتي منذ ثلاث سنوات، مكتفين بالتراسل في المناسبات» . من جهة أيدت الموظفة في أحد البنوك شيماء، استخدام الرسائل في المناسبات بدلا من الزيارات معللة ذلك بانشغالات الحياة التي تفرض على البعض، وضيق الوقت أحيانا، فيما أكدت أن المواقع الاجتماعية والرسائل النصية، وسيلة عملية ناجحة، تناسب عصر الانفتاح الذي نعيشه، وهي تحافظ على التواصل بين الأقارب والأصدقاء . فاطمة محمد ذكرت أن التكنولوجيا قربت البعيد، وجعلت التواصل أكثر سهولة ومرونة، فهي تختصر الوقت وتوفر التكلفة المادية فهي لا تقطع الرحم، بل تجعلنا دائمي الاتصال بأقربائنا وأصدقائنا، وعلى العكس من ذلك يرى البعض الآخر أن رسائل الاتصال الحديثة لها إيجابياتها وسلبياتها . ويرى أحمد الشيخ بأن الرسائل مفيدة في حفاظها على التواصل الاجتماعي ولكنها في نفس الوقت لا تغني عن الزيارات العائلية فهما مكملان لبعضهما ويجب علينا الاجتهاد في الموافقة بينهما. من جانبها عبرت سلمى حسن ربة منزل وأم لأبناء يدرسون في الخارج بقولها إن التكنولوجيا قربت أبناءها الموجودين في الخارج، حيث يمكنها مشاهدتهم يوميا عبر خدمات الإنترنت، إلا أنها بدأت تشاهد أضرار التقنية بعد أن أصبح أبناؤها يكتفون بالتواصل معها عبر الاتصال المرئي، وعدم اهتمامهم بالعودة خلال الإجازات الرسمية، مشيرة إلى أن ما تشاهده يوميا صورا خالية من الحياة لا تغنيها عن مشاهدة أبنائها والحديث معهم وجها لوجه، لذا ترى أن التكنولوجيا لها محاسنها ومساوئها ولكن نحن فقط من يحدد ذلك . كما قال مصعب عبد الله إن التكنولوجيا قربت البعيد وأبعدت القريب، إذ أصبح حتى الذين يسكنون معك في المنزل يستخدمونها كوسيلة اتصال وتواصل، فهي سلاح ذو حدين يجب علينا أن نحسن استخدامه بحيث لا يطغى جانب على جانب.