سقط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي البارحة قبل مرور 24 ساعة على انطلاقة عملية «فجر عروس البحر». وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل إن لديه أنباء تؤكد اعتقال سيف الإسلام نجل القذافي وهو في مكان آمن خوفا على حياته. وأفاد المجلس الانتقالي أن حرس القذافي استسلم للثوار الذين تدفقوا بأعداد كبيرة إلى طرابلس أمس. في حين ذكرت تقارير أن محمد الابن الأكبر للزعيم الليبي استسلم. وفي محاولة يائسة قال المتحدث باسم النظام الليبي إن القذافي مستعد للتفاوض مباشرة مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي. وكانت قوات الثوار وصلت البارحة إلى الساحة الخضراء في وسط العاصمة الليبية حيث تدفقت على طرابلس أعداد كبيرة من الثوار القادمين من الزاوية ومصراتة وجبل نفوسة ليشاركوا في المعركة الحاسمة، في ظل تدني الروح المعنوية للقوات الموالية للقذافي التي لم تبد مقاومة تذكر. وكان تلفزيون سكاي نيوز البريطاني ذكر في وقت سابق أمس عن مراسله في طرابلس أن الثوار وصلوا على بعد ثمانية كيلو مترات من وسط طرابلس. وأشار إلى أن حشودا من الليبيين انتشروا في الشوارع لتحيتهم، لافتا إلى أنه لم توجد أي مؤشرات على مقاومة من جانب قوات القذافي. وتمكن الثوار في البداية من السيطرة على أحياء تاجوراء، سوق الجمعة وفشلوم. ودارت البارحة مواجهات بين الثوار وكتائب القذافي أمام فندق يقيم فيه الصحافيون الأجانب في العاصمة، مما اضطر الصحافيين إلى ارتداء خوذات وسترات واقية من الرصاص والتلويح ببطانيات بيضاء كتبوا عليها عبارة «صحافة» أو «تي. في» لتفادي استهدافهم في القصف المتبادل بشكل عنيف. وغادر مدير الفندق «السويسري الجنسية» وكذلك الموظفون الإداريون. وقال إنهم تلقوا اتصالات هاتفية من أشخاص يتوعدون باستهداف الفندق لأنه يوجد فيه مسؤولون في نظام القذافي. وكان رئيس المخابرات الليبية عبدالله السنوسي وصل إلى الفندق نفسه ظهر أمس. وسيطر الثوار القادمون من جبل نفوسة في غرب ليبيا على ثكنة تابعة لكتيبة خميس نجل القذافي عند مدخل طرابلس حيث استولوا على أسلحة وذخائر. وأطلقوا عشرات السجناء السياسيين من سجن مية القريب من الثكنة التي كانت تشكل عقبة أمام تقدمهم نحو العاصمة من مدينة الزاوية. ولقوا لدى وصولهم إلى طرابلس ترحيبا من حشود تجمعت حول مواكبهم وكانت تهتف تأييدا لهم. وأكد متحدث باسم الثوار أن ثوارا من مدينة مصراتة يشاركون في معركة طرابلس بعد أن وصلوا إليها بحرا. وفي دلالة على اليأس قال القذافي في ثاني تسجيل صوتي خلال 24 ساعة: «إنه يخشى إذا لم يتحرك الليبيون أن يحرق المعارضون طرابلس وألا تكون هناك مياه ولا طعام ولا كهرباء ولا حرية». وكعادته وصف المعارضين ب «الجرذان». وقال إنه أصدر أمرا بفتح مخازن السلاح ودعا كل الليبيين إلى المشاركة في القتال. وطلب ممن يخشون الخروج أن يعطوا أسلحتهم لأمهاتهم أو أخواتهم. وأضاف أنه باق في طرابلس حتى النهاية وأنه سينتصر. وفي بنغازي المعقل الرئيس للثوار قال عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي المعارض إن الثوار يسيطرون على عدد من أحياء طرابلس، المزيد يتدفقون من خارج المدينة للانضمام إليهم. وأفاد مصدر دبلوماسي في باريس أن خلية سرية معارضة في طرابلس تتبع خطة مفصلة وضعت قبل شهور وأنها كانت تنتظر إشارة البدء. وقال سكان إن الإشارة كانت لحظة الإفطار أول من أمس عندما بدأ الأئمة يبثون رسائلهم من خلال مكبرات الصوت في المساجد.