باتت معركة طرابلس في حكم المنتهية لصالح الثوار الليبيين، وما يجري حاليا يدخل في إطار العمل على حقن الدماء، بالرغم من المقاومة التي يبديها أنصار العقيد معمر القذافي الذين ما زالوا متحصنين في باب العزيزية. وأعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أن لحظة النصر الحقيقية تكون عندما يلقى القبض على القذافي وتقديمه للمحاكمة، إلا أنه قال في مؤتمر صحفي أمس في بنغازي "لا يمكن تحديد مكان القذافي إن كان داخل ليبيا أو خارجها"، مؤكدا أن ابنيه محمد وسيف الإسلام تحت سيطرة الثوار. إلا أن مصدرا مطلعا لدى الثوار الليبيين أعلن مساء أمس أن محمد القذافي، تمكن من الفرار. وقال المصدر رافضا كشف هويته في بنغازي "نعم، هذا صحيح، لقد هرب". وبعد أن أكد عبدالجليل أن ليبيا الجديدة ستحرص على علاقات جيدة مع المجتمع الدولي، قال إن "أي خروقات أو عمليات انتقام ستدفعني للاستقالة"، مشيرا إلى أن السلطة الجديدة ستوفر كافة الضمانات لأي متهم للدفاع عن نفسه. ودارت معارك في جنوب العاصمة، وسمعت أصوات مواجهات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة منذ الساعة السادسة (4,00 تغ). وحوالي الساعة 6,30 (4,30 تغ) سمع إطلاق نار من رشاشات قرب فندق ريكسوس حيث يقيم مراسلو وسائل الإعلام الدولية. وأوضح مراسل وكالة فرانس برس أن مسلحين موالين للقذافي ينتشرون حول الفندق. وقال شهود من جهة أخرى إن مواجهات وقعت بين الثوار والموالين للقذافي في عدة أحياء بوسط المدينة ولا سيما من جهة المرفأ وإن قناصة موالين للنظام ينتشرون على أسطح المباني. وكان محمد نجل القذافي قد استسلم للثوار الأحد وأعطي الأمان من قبلهم، إلا أن منزله تعرض لهجوم من قبل مجموعة منهم واشتبكوا بالأسلحة الرشاشة مع حرسه أثناء حديثه فجر أول من أمس على الهواء مع "قناة الجزيرة" وتبين لاحقا أنه لم يصب بأذى وسمع دوي إطلاق نار كثيف وقريب جدا أثناء المقابلة ثم أكمل محمد القذافي الحديث للمحطة. وقال محمد القذافي "لست موجودا في الأجهزة الأمنية أو الرسمية للدولة ولا أعرف ما حدث". وانحسر التصدي لقوات المعارضة بصورة كبيرة مما أتاح للمقاتلين وأنصارهم التظاهر في الساحة الخضراء. وقرب الساحة الخضراء حرق شبان العلم الأخضر الذي كانت تستخدمه الحكومة الليبية ورفعوا علم المعارضة. وقال مقاتل من الجبل الغربي "نحن سعداء للغاية... وصلنا إلى هناك دون أي مشكلات." وتلقى الكثير من سكان طرابلس رسالة نصية من قيادة المعارضة تقول "الله أكبر. نهنئ الشعب الليبي بسقوط معمر القذافي ونحث الشعب الليبي للخروج في الشوارع والمحافظة على الممتلكات العامة وحمايتها وعاشت ليبيا حرة." وكان الثوار الليبيون بدؤوا هجومهم على العاصمة السبت ووصلوا ليل الأحد الاثنين إلى الساحة الخضراء التي تشكل رمزا كبيرا لأنصار النظام الذين اعتادوا على التجمع فيها منذ بداية الحركة الاحتجاجية منتصف فبراير للتعبير عن ولائهم للنظام. وخلال تقدمهم، سيطر الثوار الذين قدموا من جبل نفوسة في الغرب على ثكنة تقع عند الكيلومتر 27 واستولوا على أسلحة وذخائر. كما حرروا عشرات المعتقلين في سجن ماية القريب من الثكنة. وبدأت العملية التي أطلق عليها اسم "فجر عروس البحر" مساء السبت، بالتنسيق بين المجلس الوطني الانتقالي والمقاتلين داخل طرابلس وحولها، على حد قول أحمد جبريل المتحدث باسم المجلس، مشيرا إلى أن الحلف الأطلسي يشارك أيضا في العملية. وفي لاهاي، أكد مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينيو أوكامبو أمس اعتقال سيف الإسلام القذافي أحد أبناء الزعيم الليبي والملاحق بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ليبيا. من جانبه قال حلف شمال الأطلسي إن قوات الحكومة الليبية أطلقت ثلاثة صواريخ من نوع سكود من منطقة سرت صوب مدينة مصراتة الساحلية في وسط ليبيا.