في كل عام تعقد الجامعات والكليات والمدارس جملة من البرامج الإثرائية الموجهة إلى فئة الموهوبين، تحت إشراف ومتابعة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، فيما تتفاوت خدمات وسمات تلك البرامج باختلاف البيئة المطبقة بها وماتحتويه من إمكانات مادية ملائمة لنجاح تلك المناشط، وكذلك الجانب المهم الذي يمثل حجر الزاوية فيها، وهي الكفاءات المنفذة لتلك البرامج التي بحسب المختصين أن بعضها ما يزال بحاجة إلى تدعيم، للنقص الكبير في تأهيلها المهني الواضح لندرة المراكز البحثية والأكاديمية المختصة بالتأهيل لمثل تلك البرامج النوعية، في ظل وجود عدد من السلبيات الميدانية التي ترافق جوانب التطبيق، إلا أن تلك البرامج تشترك في تطوير وتنمية شخصية الطالب، واكتشاف مواهبه وقدراته، وزيادة حصيلته العلمية، وإكسابه الخبرات والمهارات المختلفة التي تنمي شخصيته في مختلف المجالات، والتي تساهم في دعم خطط التنمية والتطوير والوصول إلى مجتمع معرفي تقني متطور من خلال إعداد عناصر شابة موهوبة قادرة على الابتكار والإبداع . مدير المركز الوطني لأبحاث الموهبة والإبداع البروفيسور عبدالله بن محمد الجغيمان أكد أن البرامج الإثرائية الصيفية تهدف إلى إعداد جيل من الشباب السعودي الموهوب القادر على توظيف مجموعة الخبرات، والمهارات الشخصية والمعرفية إضافة إلى العقلية و البحثية، التي اكتسبها وتعلمها خلال مشاركته في البرامج لخدمة المجتمع وتقدمه. وبالتالي فهي أحد أهم الوسائل التي تسهم في عملية الكشف عن الطلاب الموهوبين في جميع مناطق المملكة، وتقديم الرعاية المناسبة لهم في المجالات العلمية المهمة بما يتناسب وميولهم واهتماماتهم، ومساعدتهم في اكتساب مهارات واستراتيجيات التفكير، والبحث العلمي بشكل متقدم يراعي ما لديهم من قدرات وإمكانات، مشيرا إلى أن ذلك يتم من خلال تقديم برامج إثرائية عالية المستوى خلال فترة الصيف على يد نخبة من المتخصصين من أساتذة الجامعات والكليات، في المجالات العلمية المختلفة التي تناسب ميول واهتمامات الطلاب المستفيدين منها. وأضاف الجغيمان أن فكرة البرامج الإثرائية الصيفية كونها برامج إثرائية مجانية للطلاب الموهوبين، تعقد مع مطلع الأسبوع الثاني من بداية الإجازة الصيفية، وتمتد لمدة أربعة أسابيع يتلقى فيها الطلاب نشاطات علمية متخصصة ومهارات نوعية متقدمة لتنمية جميع الجوانب الشخصية لديهم، معرفيا وعقليا ونفسيا وبدنيا. وذلك لتحقق الأهداف التي تساهم في اكتشاف الطلاب والطالبات ذوي القدرات العقلية والمهارية العالية، ومساعدة الموهوبين في تنمية قدراتهم والمجالات الأكثر مناسبة لهم، و العمل على مساعدة الطلاب والطالبات الموهوبين على تنمية قدراتهم العقلية، والشخصية إلى أقصى حدودها الممكنة وفق منهجية علمية سليمة. ويشير البروفيسور الجغيمان إلى أن المركز الوطني لأبحاث الموهبة والإبداع في جامعة الملك فيصل نفذ مجموعة من الدراسات العلمية حول جدوى وكفاءة هذه البرامج ما بين الأعوام 1429ه إلى 1432ه، وأشارت نتائج دراساته إلى فاعلية هذه البرامج من نواح عديدة من أهمها: تنمية مهارات التفكير العليا، وتنمية مهارات التفكير الإبداعي، تعزيز الاتجاهات نحو التعلم والتخصصات العلمية، كما اكتسب الطلبة من خلالها بعض المهارات الشخصية والاجتماعية المهمة. كما أشارت دراسات المركز إلى أنه على الرغم من هذه الإيجابيات العديدة للبرامج الإثرائية الصيفية، إلا أن هناك حاجة ملحة إلى العمل على تطويرها باستمرار من خلال التقويم المنهجي، وانتقاء الكوادر العلمية المتميزة، والتدريب الجيد والمتقن قبل بدء هذه البرامج بوقت كاف.