تباشر ثلاث لجان فنية وإدارية مراقبة وتيرة العمل في أكبر توسعة عمرانية يشهدها المسجد الحرام حيث تقف فرق ميدانية من مهندسين وباحثين مختصين لرصد سير العمل في مشروع توسعة الساحات الشمالية الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين البارحة الأولى بتكلفة مالية تتجاوز 80 مليار ريال. ويعد المشروع الأبرز في عمارة الحرم المكي الشريف وأحد ركائز مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لإعمار مكةالمكرمة والذي سينقل مكةالمكرمة إلى دول العالم الأول كما سيقود نحو توفير بيئة صحية مناسبة إلى جانب رفع مؤشرات الأمن والسلامة من خلال تفتيت الكتل البشرية في عدة محاور وهذا ما يساعد في تطبيق خطط إدارة الحشود البشرية في الجهات الأمنية. كما أن المشروع سيوفر بيئة مرورية متطورة من خلال فك الاختناقات وعزل حركة المشاة عن المركبات حيث خصصت ستة أنفاق للمشاة وأخرى للمركبات مرتبطة بالطريق الدائري. وأكد قائد قوات الطوارئ الخاصة العميد خالد قرار وصف المشروع بالنموذجي في إدارة الحشود البشرية وقال: سنعيد خططنا الأمنية في تفتيت الكتل البشرية مع ما يتسق مع المشروع من عمران هندسي روعي فيه الكثافة البشرية للحرم المكي الشريف، وهو مشروع بلا شك سيشكل نقلة حضارية سواء على مستوى التصاميم الهندسية والعمرانية أو إدارة الحشود البشرية وهذا ما سيخفف من عبء رجال الأمن في إدارة الحشود البشرية لاسيما أن هذا المشروع الجبار اعتمد مسألة التفتيت الاستباقي للكتل البشرية من خلال الممرات الضخمة التي تقود إلى توزيع الكتل البشرية إلى أدوار الحرم المكي الشريف وأبان أن المشروع سيغير طبوغرافية المنطقة المركزية من خلال اتساقه بأحدث التقنيات من سلالم كهربائية وممرات إلى جانب احتواء المشروع على نظام تقني متطور في تصريف الغازات ومعدمات الوقود التي تؤثر على البيئة مما يؤهل المشروع بأن يكون صديقا للبيئة. «عكاظ» اطلعت على مخطط تفصيلي لهذا المشروع الحلم الذي سيكون الأضخم تاريخيا في عمارة المسجد الحرام حيث تصل مساحة التوسعة إلى 750 ألف متر مربع وتصل كمية الحديد المطلوبة إلى 280 ألف طن وكميات الخرسانة إلى أكثر من 850 ألف طن وتغطي فيها طابقا تحت الأرض وكذلك الطابق السفلي والميزانين وطابق السطح، كما يخترق المشروع خمس ممرات تمتد على طول المشروع وتربط الداخلين من بداية الساحات بعمق المسجد الحرام فيما يتظلل المشروع بخمس قبب ذات طراز عمراني فريد تتوسطها قبة ضخمة متحركة فيما تغطي ساحات المشروع مظلات إلكترونية متحركة. ليشمل إضافة ساحات شمالية للحرم بعمق 380 مترا تقريبا وأنفاق للمشاة ومحطة للخدمات بمساحة 300 ألف متر مسطح تقريبا ليدخل الحرم المكي الشريف مرحلة تاريخية جديدة في بنائه. واقتضت الموافقة الملكية على نزع ملكيات ألف عقار موجودة في المنطقتين الشمالية والشمالية الغربية للحرم المكي بمساحة 300 ألف متر مسطح تقريبا بتكلفة إجمالية قدرت ب40 مليار ريال. وتبدأ التوسعة من حدود الجهة الشمالية القائمة حاليا للمسجد الحرام لتضم أجزاء من الأحياء والمناطق القديمة المحاذية للحرم المكي الشريف من جهته الشمالية كأجزاء من أحياء المدعى والشامية والقرارة وكذلك المواقع الممتدة من المدعى في الشمال الشرقي للمسجد الحرام حتى الشامية وحارة الباب إلى الشمال الغربي منه. * ويهدف المشروع إلى تفريغ المناطق المحيطة بالمسجد الحرام لتسهيل حركة المصلين ورواد بيت الله الحرام وإعطاء راحة وطمأنينة أكثر للمصلين إضافة إلى تحسين وتجميل منظر شكل البيئة العمرانية بالشكل الذي يواكب التطور العمراني في هذا العصر مع الأخذ في الاعتبار روحانية وقدسية المكان.