يطالعنا الإعلام العربي وفي مقدمته الصحف بين الفينة والأخرى بأخبار عن اكتشاف مركز بحوث أو طبيب من الأطباء لعلاج لأحد الأمراض المستعصية من ماركة السرطان والإيدز والسكري ونحوها من الأمراض التي لم تزل محل بحث في كبريات مؤسسات البحوث الطبية في جامعات العالم، ومن عادتي أنني عندما أقرأ عنوان خبر الاكتشاف فإن نظري يتجه أولا بعفوية نحو مصدر الخبر أي العاصمة التي صدر عنها خبر ذلك الاكتشاف الطبي العلاجي المزعوم، فإن وجدته منسوباً إلى واحد من أبناء أمتنا المجيدة وطالع من أحد مختبراتنا السعيدة، فإن حماسي لقراءة متن الخبر وتفاصيله ينخفض إلى عشرة بالمائة وقد أكتفي بقراءة العنوان مردداً عبارة «سلموا لي على الباذنجان!»، وقد أقرأ الخبر من باب التسلية والاستعداد لمناقشة فحواه مع بعض الإخوة الذين يصدقون مثل هذه النوعية من الأخبار ويبنون عليها برامجهم الصحية، وقد يسافرون إلى الدولة التي صدر عن مراكزها أو أطبائها الاكتشاف المزعوم، طلبا للعلاج الذي لم يجدوه في أي مكان في العالم، فظنوا أنهم سيجدونه عند أصحاب الاكتشاف المزعوم فهرعوا إليهم دون أن يسأل الواحد منهم نفسه، كيف أن ذلك الاكتشاف قد غفل عنه أساطين الطب والبحث في العالم وتوصل إليه أبو جلمبو وشركاه؛ وكيف أن الإعلان المدوي عن الاكتشاف لم يحرك ساكناً في أية جهة طبية أو علمية في مراكز الأبحاث المتخصصة، إلا أن يكون تفسير ذلك أنه الحسد - قاتل الله الحسد! -، لعباقرة أبناء هذه الأمة المجيدة، مما أدى إلى تجاهل اكتشافاتهم الباهرة وعبقريتهم الظاهرة، فأعطيت جوائز نوبل للطب والعلوم لغيرهم ولم تعط لهم ضمن ما يسمى نظرية المؤامرة على كل ما هو عربي مسلم حسب ما يذاع وينشر! والحاصل والفاصل أن العديد من الاختراعات والاكتشافات الطبية والعلاجية المزعومة التي تنشر عنها وسائل الإعلام ناسبة إياها إلى مراكز بحث إقليمية لا تستند في واقع أمرها إلى حقائق علمية مجربة، وإنما هي مجرد ادعاءات يراد منها تكبير (.....) بالخرق البالية وقد تكون استسمان ذي ورم وما أكثر أصحاب الورم في عالمنا الثالث؟! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة