كشفت قيادة الدوريات الأمنية في العاصمة المقدسة عن ارتفاع بلاغات الإزعاج الواردة لغرفة العمليات بما فاق 40 في المائة من إجمالي البلاغات اليومية، وسجل النظام الإلكتروني المتطور ضبط حالات إزعاج يقف وراءها نساء وأطفال، في حين أوضحت البرامج الإحصائية في غرفة العمليات، أن معظم البلاغات التي ترد لغرفة العمليات يبحث أصحابها عن خدمات. وأكد ل «عكاظ» رئيس غرفة عمليات الدوريات الأمنية في العاصمة المقدسة النقيب فواز الثبيتي، أن قيادة الدوريات الأمنية تتجه إلى ربط غرفة العمليات نهاية العام الحالي ومسرح عملياتها ميدانيا، بصور جوية ذات الأبعاد الثلاثية ضمن خطة التطوير التي نفذتها العام الماضي على كامل محتويات غرفة العمليات، التي أصبحت مرتبطة مباشرة بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وسيمكن هذا النظام معرفة تفاصيل دقيقة عن مواقع البلاغات، إلى جانب إسهامه في وضع خطوط الهواتف المزعجة في القائمة السوداء والتي يحضر استقبال وورود اتصالاتها لغرفة العمليات. مواجهة الجريمة قبل وقوعها الدوريات الأمنية في العاصمة المقدسة، تتولى مهمات أمنية متعددة، لكن مهمة وأد الجريمة قبل وقوعها تعد المهمة التي تحظى بالمزيد من الاهتمام والتركيز خصوصا في رمضان والحج، حيث يتم التركيز على المناطق المحيطة بالمسجد الحرام وتكثيف التواجد الأمني فيها طوال اليوم، مع زيادة أعداد الضباط والأفراد في أوقات الذروة وفي مناطق الكثافة البشرية، حيث يتولى الرائد مرزوق مشعل الزايدي قيادة شعبة الدوريات ميدانيا، ويحافظ هو وزملاؤه على مهمة الأمن التي تعد مهنتهم الجليلة خاصة حين تمتزج أهميتها بالمكان والزمان، كونهم مسؤولين عن تحقيق الأمن في مهبط الوحي فترة المواسم الدينية، إلى جانب باقي القطاعات الأمنية، حيث يتم توزيع كافة الفرق الميدانية من الدوريات الأمنية في مختلف أحياء مكة وشوارعها، وتتولى مهمات غاية في الأهمية حيث تسند إليها مهمات إحباط الجريمة قبل وقوعها، وهي المهمة التي تحتاج إلى متابعة وتركيز وحس أمني عالٍ، وقدرات أمنية تستطيع كشف أي غموض أو محاولة لتنفيذ جريمة أو التخطيط لعمل مشين. وأثبتت الوقوعات الأمنية، أن الدوريات استطاعت إحباط عدد من الحوادث قبل وقوعها والقبض على مرتكبي جرائم في أوقات قياسية، كون قيادة الدوريات تعتمد على نظام تتبع مركبات الدوريات الأمنية ميدانيا لمعرفة مواقع تواجدها ما يسهل توجيه الدورية الأقرب لموقع البلاغ للوصول مبكرا ومباشرة الواقعة أمنيا، في حين تتولى غرفة العمليات عملية الربط بين ما يحدث في الميدان ونقله على الفور إلى السجلات الأمنية في النظام، ورفع التقارير الجنائية وتقارير حالات الضبط والتي يتم إعدادها وإرسالها عبر أجهزة الفاكس إلى أقسام الشرطة، وحددت قيادة الدوريات مؤشر القياس لنقل البلاغ بشكل سريع بين وقت ورود البلاغ ووصوله للدورية، بحيث لا يتجاوز دقيقتين في حين يجب على الدورية الوصول لموقع البلاغ في غضون خمس دقائق في أحياء مكة، وسبع دقائق في المنطقة المركزية نظرا لما تشهده من كثافة مرورية، وكثفت تركيزها الميداني على المنطقة المركزية قبل وبعد المغرب، وجهزت شعبة الدوريات الأمنية خمسة مواقع انطلاق للميدان، زودت كل منطقة بصالات عرض يتم من خلالها تقديم المحاضرات والدروس والبرامج للضباط والأفراد العاملين في الميدان مرتبطة بغرفة العمليات، وتشكل حلقة وصل بين شعبة الدوريات وغرفة العمليات، حيث يتلقون توضيحا كاملا ومفصلا عن البلاغات والمطلوبين والحوادث التي تحتاج إلى متابعة الفرق التي ستتولى المهمة، والتي يجب أن تتواجد في صالات العرض قبل ساعة من بدء العمل وتتواجد في الميدان قبل انصراف رجال الأمن العاملين في الوردية التي سبقتها، قبل 15 دقيقة من انتهاء مهمتها حرصا على عدم حدوث أي فراغ أمني. غرفة العمليات في غرفة العمليات وتلقي البلاغات في قيادة الدوريات الأمنية في العاصمة المقدسة كل شيء مختلف، إذ العمل بالنظام الإلكتروني المتطور ولا وجود للورقة والقلم، فكل ما يتم استلامه من بلاغات ومعلومات يتم تسجيله عبر نظام مرتبط مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، يعمل عليه نحو 12 ضابطا وفردا في كل وردية في تنافس مبني على برنامج قياس الأداء، الذي يخضع له جميع المأمورين في الغرفة عبر نظام معلوماتي دقيق، ويتابع كل رجل أمن انخفض أداؤه أو ارتفع بشكل مستمر دون الحاجة للرجوع إلى المسؤول المباشر عنه، ما يدفعه إلى تحسين أدائه في حال انخفاضه أو البقاء متربعا على عرش التميز حال حصده 100 في المائة. أثناء قضاء «عكاظ» قرابة الساعة في غرفة العمليات، لم تهدأ هواتف استقبال البلاغات والهواتف الساخنة من الرنين، ومع كل رنة هاتف تجد رجل الأمن متيقظا لكل بلاغ يخطف سماعة الهاتف قبل أن تكمل الرنة الأولى، حيث إن دخول الرنة الثانية دون إجابة على المتصل يعني تأخرا في الرد، ما يؤثر على نسب قياس إنتاج الفرد، يجيب «قيادة الدوريات الأمنية في العاصمة المقدسة في خدمتكم» يتفاعل مع المتصل ونوعية البلاغ الذي ينقله «المخبر»، وهو المصطلح المستخدم داخل غرفة العمليات لمن يتولى الإبلاغ عن أية حادثة، ليس هناك استخفاف بأي بلاغ، فجميع البلاغات تؤخذ بعين الاعتبار يتم تسجيلها إلكترونيا ويظهر النظام رقم المتصل والمكان الذي يتواجد فيه، ما يسهل مهمة متلقي البلاغ في توجيه الدورية في الميدان حتى وصولها إلى موقع الحدث. ظاهرة التسول التسول من الظواهر السلبية التي تشهدها شوارع وأحياء مكةالمكرمة، وهي من الظواهر التي تزعج المارة وتعرقل حركة السير أو التعاملات في الأسواق أو تتسبب في وقوع حوادث مرورية، لذا تتلقى غرفة العمليات بلاغات من مواطنين يعانون من الظاهرة في تعاملاتهم اليومية، حيث تلقى مأمور غرفة العمليات جندي أول خالد الثقفي بلاغا من تاجر في ساحة الأسمنت على الطريق الدائري الثاني، يشكو كثافة المتسولات من جنسيات أفريقية ويطالب بضرورة الإسهام وإنهاء معاناتهم المستمرة جراء هذه الظاهرة، ما دفع المأمور إلى تحديد أقرب دورية من موقع البلاغ ووجهه بالتحرك فورا نحو الموقع للتأكد من صحة البلاغ ورفع تقرير فوري لغرفة العمليات، يتضمن تفاصيل المشكلة والتعامل معها وفقا للأنظمة والتعليمات الأمنية، في حين تلقى مأمور غرفة العمليات العريف محمد الجهني بلاغا عن حدوث مشكلة في فندق في شارع أم القرى بين معتمر يسكن الفندق ومسؤول استقبال رفض تسليمه جواز سفره، ما دفعه على الفور إلى إبلاغ الدورية وتحديد موقع الفندق عبر التصوير الفضائي، وسجل رجل الأمن المباشر للبلاغ ميدانيا أن المشكلة ناتجة عن قدوم المعتمر ضمن حملة هي من تولت تسليم الجوازات للفندق منعا للتخلف ووفقا للنظام، في حين أن المعتمر يريد أن يستلم جوازه دون علم الحملة التي قدم عن طريقها، وتم إبلاغ وزارة الحج بالمشكلة كونها جهة الاختصاص. بلاغات إزعاج سجلت قيادة الدوريات الأمنية في العاصمة المقدسة ارتفاعا في بلاغات الإزعاج وبلغت نسبتها من المكالمات الواردة يوميا ما يفوق 40 في المائة، والتي يقف وراءها عدد من الأطفال والنساء، وسجلت غرفة العمليات بلاغات كاذبة عن حوادث لا صحة لها، وتم إحالة البعض منهم إلى شرطة العاصمة المقدسة وفقا لرئيس غرفة العمليات النقيب فواز الثبيتي، الذي أكد أن أكثر بلاغات الإزعاج تصدر من أطفال من هواتف منزلية كون الرقم سهل الحفظ، وهي الاتصالات التي يتم تسجيلها فورا في النظام لتتولى قيادة غرفة العمليات التعامل معها وفقا للنظام. وأوضح النقيب الثبيتي، أن البلاغات تصنف في غرفة العمليات إلى بلاغات أو شكاوى أو خدمات «وجميعها نتعامل معها بنفس الاهتمام، حيث لدينا 10 رجال أمن يتولون الرد على خطوط الهاتف عبر برنامج إلكتروني مرتبط بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، موزعين على أربع ورديات كل وردية تستمر ست ساعات، ويتم تقييم رجل الأمن عبر النظام الذي يبين إنتاجية الفرد وما يرتكبه من تأخر في الرد على البلاغات الواردة وفقد المكالمات ومدة المكالمة والمكالمات التي أسقطت، ويتولى النظام آليا توزيع مكالمات البلاغات الواردة بالتساوي بين كافة العاملين في غرفة العمليات وتسجيل بيانات كرت «المخبر» وتضم الاسم ورقم الهاتف أو الجوال والجنسية والموقع ومعلومات البلاغ، مضيفا أن غرفة العمليات تحدد بدقة عبر النظام المتطور موقع البلاغ حال وروده في حال كان البلاغ عن طريق الهاتف الثابت، ما يسهل وصول الدورية للموقع في وقت قياسي. وأشار رئيس غرفة عمليات الدوريات الأمنية في شرطة العاصمة المقدسة، أن غرفة العمليات مرتبطة بأنظمة الاتصالات وبأنظمة القيادة والسيطرة وتراقب عبر 170 كاميرا شوارع وأحياء مكة والمنطقة المركزية والمسجد الحرام، وأي حدث يتم نقله لغرفة العمليات عبر الكاميرات الموزعة على المواقع الحيوية في مكة، والتي تشهد كثافات مرورية وبشرية، وتم ضبط حالات عن طريق شاشات العرض العملاقة التي تنقل ما تصوره الكاميرات مباشرة لغرفة العمليات، وتم إبلاغ الدوريات الأمنية لمباشرة ما تم رصده من حالات، ويتم تركيزها أوقات الإفطار على محلات الذهب والمجوهرات والبنوك والمصارف. برنامج بلاغات الصم والبكم في غرفة العمليات رجال أمن يتلقون بلاغات ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم، الذين لا يستطيعون الحديث أو الاستماع ونقل البلاغات عن طريق الاتصال، حيث وفرت غرفة العمليات خدمة الرسائل القصيرة من خلال إرسال البلاغ على رقم الدوريات الأمنية 999 وفي غضون ثوانٍ يتم الرد عليه برسالة من داخل غرفة العمليات، سواء لتأكيد وصول البلاغ أو طلب تزويدهم بمعلومات أكثر تفصيلا عن البلاغ. وتتولى غرفة العمليات مهمات إنسانية، حيث تتولى مهمات إيقاظ بعض الزوار والمعتمرين من النوم والملتزمين بمواعيد سفر محددة بعد أن يطلبوا ذلك من غرفة العمليات. كما أن الغرفة تتولى مساعدة التائهين أو الطالبين للمساعدة في معرفة موقع سوق تجارية أو فندق سكني، وإرشاد الزوار والمعتمرين، والدعم الفني في حالة تعرض أي من المركبات لعطل فني من خلال رجال الأمن الذين يعملون في غرفة العمليات، والذين خضع جميعهم لدورات تدريبية في فن التخاطب مع الجمهور، وجميعهم حاصلون على شهادات جامعية ويجيدون اللغة الإنجليزية.