عبرت مياه كثيرة تحت جسور الانتظار، وأهالي المندق يحلمون بتوديع الطوابير في أشياب المياه، ولحظات الانتظار الممل للحصول على بطاقات توزيع الصهاريج، وتحقق حلمهم في مشروع المياه، غير أن الحلم سرعان ما انطفأ، حينما بدأ الضخ التجريبي للمشروع والذي واكبته الكثير من العيوب. وأفاد عدد من مواطني المندق أنهم ظلوا ينتظرون عشر سنوات، ويترقبون تنفيذ المشروع بمواصفات قياسية جيدة ولكن منذ إطلاق المرحلة التجريبية، بدأت معاناتهم في تسرب المياه من المواسير وتدفقها في الشوارع، رغم ان تكلفته تجاوزت ال 40 مليون ريال. يشار إلى أن سنوات الانتظار كانت كافية لصدمة المواطنين في المحافظة والقرى، بعد أن بدأ الضخ التجريبي للمشروع حيث انتقد المواطنون سوء تنفيذه، وأبلغوا «عكاظ» أن التهريبات والتصدعات بدأت في المشروع الذي نفذه المقاول قبل أن يجري تسليمه لوزارة المياه، مبينين أن الخلل يظهر عندما يبدأ الضخ للمنازل حيث تتحول الشوارع إلى مستنقعات مائية بسبب تهشم المواسير المغذية للمنازل المدفونة تحت الأرض. غير أن هذه الإشكالية لم تكن معاناتهم الوحيدة فحسب، بل كانت الصدمة في غياب الجودة في المشروع والرقابة التي تحكم تنفيذه بشكل دقيق وهو ما دفع لشكاوى المواطنين من المشروع. وأفاد المواطن عبد الله عطية الزهراني أن انفجار إحدى المواسير بجوار التيار الكهربائي كادت أن تؤدي لكارثة بعد أن صعد الماء بقوة عالية إلى ارتفاع بلغ 20 مترا، ملامسا التيار الكهربائي ولولا تدخلنا لكبح الماسورة بالحجارة لحدثت كارثة. وأضاف أن المواسير لا زالت مهشمة وأدت لسقوط العدادات، وتقدمت بشكوى لوزير المياه وجرى إرسال لجنة لمعاينة المشكلة وفعلا أتت اللجنة، وتحجج أحدهم بأن المشروع لم يجر تسليمه حتى الآن ما ضاعف من معاناة الأهالي. وأكد علي بن حنش جمعان أن إحدى محطات التغذية الموصلة للمنازل عند التشغيل جرى اكتشاف أنها مغلقة فاضطروا لحفرها من جديد، بمعنى غياب الرقابة من قبل المسؤولين عن المشاريع، وهذا ما ضاعف معاناة المواطنين. فيما أشار المواطن أحمد الزهراني من قرية بحرة إلى أنه عندما تضخ المياه للمنازل تبدأ المياه بالظهور لسطح الأرض مشكلة مستنقعات مائية وكذلك فهناك منازل مرتفعة لا تصل لها المياه وهذا يدل قطعيا على عدم مراعاة الجانب الفني والهندسي عند التنفيذ. ودعا المواطن عبد الله حسن خضران من قرية عويرة فرع المياه في الباحة لمتابعة أعمال الحفريات، موضحا أن الأهالي يعانون من الحفريات التي أحدثها المقاول في الطريق ولم تردم. «عكاظ» زارت العديد من القرى في المحافظة ورصدت معاناة الأهالي، لكن مدير فرع المياه في محافظة المندق محمد بن جمعان الزهراني أصر في رده على تساؤلات «عكاظ» بأن شكاوى المواطنين مرتكزة على وكالة «يقولون»، على حد قوله، وقال : «هؤلاء يعتمدون وكالة يقولون وهي وكالة لا مصدر لها، من لديه مشكلة محددة فليراجع فرع المياه في المندق، وعليكم التوثق من صحة ما يصلكم قبل النشر، فتحققوا من سلامة الصور التي تجسد واقع المشروع». وزاد من قوله «هذا المشروع ليس وليد الساعة بل هي شبكة مياه انطلق العمل بها منذ عشر سنوات وبالمصادفة تكشفت لنا حقائق عطلت المشروع في بعض القرى وهي تلاعب مواطنين بعدادات المياه وطبق في حقهم الغرامات المالية والإجراءات النظامية، أنتم لا تعرفون حجم المعاناة ولم تقفوا على الواقع، فإذا لديك أي تساؤلات فابعث بها خطيا وأنا أجيبك خطيا». وتساءل مدير فرع المياه متعجبا بقوله : «لماذا يتجه الناس للشكوى للصحافة ويتجاهلون فرع الإدارة في المحافظة وكذلك الإدارة في المنطقة أو الوزارة إذا لم ينصفوا». وعاد ليقول : «لدينا حزمة من المشاريع التي يجري تنفيذها في المنطقة فهذا المشروع تكلفته المادية بلغت 40 مليون ريال، وقد مضت منه سنة وبقت سنة حيث ينهي المقاول المشروع فيما نعمل منذ سبعة أشهر في مشروع في دوس وبرحرح، والذي تصل تكلفته المادية 20 مليونا إلى جانب مشروع بني حسن وبلخزمر والذي تقدر تكلفتة ب 20 مليون ريال».