أطاحت شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة بإحدى أكبر عصابات السرقة في جدة، وضمت بين صفوفها 42 شخصا تراوحت أعمارهم ما بين 18 32 عاما، نفذوا أكثر من 60 سرقة شملت محال تجارية مختلفة الأنشطة، وترأس العصابة واحد منهم والذي تولى التخطيط للسرقات واختيار الأهداف. وتلخصت أعمال العصابة في تحطيم الأبواب الخارجية للمحال التجارية عن طريق الخلع، بعد أن احترف عدد منهم استخدام العتلات الحديدية لتحطيم البوابات أو فتحها وخلعها، أو عن طريق سحب الأبواب الآلية لإيجاد مساحة لإدخال أحدهم لينفذ عملية السرقة ومن ثم الخروج لبقية أفراد العصابة والتي اشتهرت باسم «الحمالين». وانحصرت سرقات «الحمالين» في منطقة البلد، حيث مارسوا نشاطهم مستغلين طبيعة عملهم والتي تسمح لهم بالدخول إلى محال بيع الجملة كونهم حمالين يعرضون خدماتهم على أصحاب المحال، فيما يعمدون إلى تفتيش مداخلها ومواقع الخزن وما إذا كانت تلك المحال تمتلك كاميرات مراقبة أو تستخدم رجال حراسات أمنية، وهو ما سهل مهامهم في السرقة. وتولى تحديد الأهداف زعيم العصابة، والذي كان يعمد إلى التأكد منها ومعرفة ساعة الإغلاق وفحص الأبواب وتحديد طريقة فتحها عن طريق العصابة، والتي تتحرك عند الساعة الثانية صباحا نحو الموقع المستهدف وبمجرد فتح الأبواب يندفع عدد منهم لحمل الخزنة الحديدية المحددة مسبقا ويتفرغ آخرون لحمل بضائع يتم بيعها لاحقا. أجهزة شرطة جدة، تعاملت مع تلك السرقات السريعة بالتحقيق في كافة البلاغات من خلال مراكز الشرط، فيما تم إسناد العمل الميداني إلى وحدة مكافحة جرائم الأموال والتي شكلت فريقا متخصصا لجمع كافة بلاغات السرقة ودراستها وكشف غموضها ومنفذيها، وتابع العمل الأمني مدير شرطة جدة اللواء علي بن محمد الغامدي، وبإشراف من مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي، حيث نجحت الفرق الأمنية في جمع معلومات شرعت في دراستها، منها الأساليب المستخدمة والتي تتم بها السرقات والتي انحصرت ما بين الخلع والتكسير للأبواب الخارجية والدخول من النوافذ الصغيرة المهملة في المحال التجارية. أعمال التحقيق تفاجأت بأسلوب جديد مارسه أفراد العصابة وهو تحطيم الجدران الخارجية لبعض المحال المسروقة، حيث لاحظ ضباط البحث الجنائي تنفيذ سرقات باستخدام ذلك الأسلوب، بعد أن أبلغ عن تنفيذ مجهولين حفر الجدران الخارجية وصولا إلى داخلها وتنفيذ السرقة من خلالها. رجال الأمن وضعوا عدة كمائن في مواقع مختلفة قد يرتادها اللصوص لتصريف مسروقاتهم وإنشاء نقاط تفتيش في مداخل منطقة البلد في ساعات متأخرة، خاصة أن دراسة ملفات السرقة حددت أوقات تنفيذ السرقات عند الساعة الثانية والثالثة فجرا، وهو ما مكن فرق البحث من زيادة تواجدها ومضاعفته في تلك الساعات لتنجح إحداها في رصد عدة أشخاص من جنسية عربية يتواجدون في ساعة متأخرة بجوار محال تجارية شهيرة، لذا تم استدعاء فرق إضافية إلى الموقع وراقبتهم لبعض الوقت حتى جرى رصدهم وهم يجتمعون مع آخرين ساروا نحو محل تجاري عمدوا سريعا إلى محاولة سرقته من خلال ارتقاء لوحته وصولا إلى نافذة صغيرة في أعلى المحل، حيث دخل أحدهم وتبعه آخر، وما إن استقروا داخل الموقع حتى تحركوا سريعا لتنفيذ سرقتهم، وعندها أطبق عليهم رجال الأمن وهم يضبطونهم متلبسين بجرمهم. بلغ عدد الموقوفين في هذه القضية 12 شخصا من جنسية عربية واحدة، تم اقتيادهم للتحقيق في شعبة التحريات والبحث الجنائي والتي عكفت على استجوابهم لتتساقط الاعترافات، مؤكدين وجود أطراف أخرى شاركت في تنفيذ السرقات تم الإرشاد عنهم، لتتحرك الفرق نحو مساكن عدة جنوبي جدة، وتم ضبط أكثر من 30 شخصا من ذات الجنسية العربية وجرى ضبط مسروقات وأدوات تستخدم في سرقاتهم كانت بحوزتهم. رجال التحقيق واجهوا بين اللصوص، حيث أكدوا على رجال الأمن ضرورة وضعهم في موقع يسمح للأشخاص المضبوطين رؤيتهم حال وصولهم، ما يؤكد لهم سقوط كامل أفراد الشبكة، عندما يعمد المضبوطون حديثا إلى إسقاط كافة الاعترافات وتحديد كل المواقع التي تمت سرقتها وهو ما حقق نتائج كبيرة بعد أن تسابقت عصابة الحمالين بالاعتراف. أفراد عصابة الحمالين أكدوا لرجال التحقيق أن السرقات كافة انحصرت في منطقة البلد، حيث تمت سرقة محال لبيع الملابس الجاهزة وأخرى للاكسسوارات، ودلوا على ما يقارب 60 محلا تمت زيارتها من خلال فرق التحقيق للتأكد من تسجيل بلاغات بالسرقة ومعرفة المسروقات، وكان منها محال شهيرة للملابس تمت سرقة ما يقارب 200 ألف ريال من خزنة. وأشار المضبوطون إلى أن عددا منهم احترف فتح المحال عن طريق عتلات حديدية والبعض الآخر بالدخول من النوافذ، واحترف أحدهم فتح وتحطيم الخزن الحديدية. أساليب عصابة الحمالين كانت مختلفة، ومنها تحطيم الجدران الخلفية لبعض المحال التجارية، حيث أكد زعيم العصابة أن بعض المواقع كانت أبوابها محكمة ولا يستطيعون الدخول إليها، لذا عمدوا على مدار يومين إلى تحطيم أحد الجدران الخلفية والتي تتم تغطيتها بألواح من الزنك والحديد والأخشاب، وبعد أن يقوم أفراد العصابة بفتح مدخل لهم ينفذون سرقتهم ويفرون على عجل. بدوره، أشار الناطق الإعلامي لشرطة جدة الملازم أول نواف بن ناصر البوق، إلى أن الأشخاص المضبوطين بلغ عددهم 42 شخصا من جنسية عربية تم التصديق على اعترافاتهم بأنهم نفذوا ما يقارب 60 سرقة دلوا عليها في مواقع مختلفة وفضحوا الأسلوب المستخدم لسرقاتهم. وقال البوق «اتضح من أعمال التحقيق أن اللصوص لا يملكون إقامات نظامية وعملوا في أدوار مختلفة، منها أدوار رئيسة وأخرى ثانوية في تصريف المسروقات وتأمين المسكن»، وألمح إلى أن «اللصوص اختاروا مواقع لا تملك كاميرات مراقبة أو حراسات أمنية وهي ثغرة أمنية تم استغلالها، ولذا يجب أن يحرص ملاك المحال على استخدام التقنيات الحديثة من أجهزة إنذار وكاميرات مراقبة والاستعانة بشركات الحراسة المتخصصة». وحذر الناطق الإعلامي لشرطة جدة من ترك مبالغ مالية كبيرة داخل المحال ما يجعلها هدفا لضعاف النفوس، وشدد على ضرورة عدم الاستعانة بالعمالة غير النظامية وهو ما أقدم عليه البعض من الاستعانة بمتخلفين قدموا أنفسهم على أنهم حمالون، مما سهل لهم دخول المحال والتعرف عليها وعلى كافة الموجودات داخلها من أموال وعدم وجود كاميرات وما إلى ذلك وهو ما يجب الحذر منه.