أطاحت وحدة مكافحة جرائم الأموال في شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة بإحدى أخطر عصابات السرقة في منطقة مكةالمكرمة، ضمت 11 يمنيا، أعمارهم بين (23 30 عاما)، تورطوا في سرقات محال تجارية متنوعة الأنشطة قبل أن يقعوا في كمين نصبته لهم الأجهزة الأمنية. وتمكن أفراد العصابة من سرقة 40 جهاز كمبيوتر محمول من محل في محافظة جدة، والكثير من أجهزة الجوال ومحلات تجارية عدة لبيع المواد الغذائية ومواد البناء. وأكدت ل«عكاظ» مصادر أمنية أن زعيم العصابة والمعروف ب«البرق»، يعتبر من أخطر اللصوص، إذ تولى أخيرا أعمال المراقبة، مستغلا امتلاكه إقامة نظامية، إضافة إلى عمله على سيارة أجرة مكنته من مراقبة المحال التجارية قبل أن يدعو إليها شركاءه لاصطياد ما فيها في الليالي المظلمة. واتسمت أعمال العصابة بالسرية التامة، إذ تركزت على عدم إشراك أي شخص غير معروف من قبلهم، حتى لو كان من نفس جنسيتهم، وهو ما أجل وقوعهم في قبضة الأمن. وبعد ورود معلومات حول سرقة محال تجارية بدأ رجال الأمن في رصد خيوط دلت على أفراد العصابة، إذ شرعت وحدة مكافحة جرائم الأموال في جمع كل بلاغات السرقة بهدف دراستها وكشف غموضها، بمتابعة مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي ومساعده للأمن الجنائي. وعمدت فرق البحث والتحري لنشر كمائن ورجال أمن في مواقع عدة، منها أسواق لبيع أجهزة الجوال والكمبيوتر وبطاقات الشحن، ونجحت تلك الفرق في حصر الشبهات وكشفت إحدى الفرق مجموعة من الأشخاص يعرضون أجهزة كمبيوتر محمولة بأسعار زهيدة دون أن يبرزوا أي أوراق ثبوتية لها. طريقة العرض تلك أثارت الشبهات حولهم ليتابعهم رجال شعبة التحريات والبحث الجنائي ورصد كل تحركاتهم، حتى ضبطوا وهم يسرقون أحد محال مواد البناء جنوبي جدة وهم متلبسون. واعترف أفراد العصابة بما نسب إليهم، وبدأوا يدلون رجال الأمن على المواقع التي سرقوها، كما أرشدوا الأمن على أوكارهم التي يجتمعون فيها ومنها ينطلقون لتنفيذ عمليات السرقة، مشيرين إلى أنهم تعمدوا السكن في منزل واحد يحتفظون فيه بالمسروقات التي يحصلون عليها. وكشفت اعترافات العصابة عن الكثير من جرائم السرقة التي نفذوها، والتي تصل إلى 30 عملية ما بين جدة والعاصمة المقدسة، ودلوا عليها جميعها، كما اعترف اللصوص بأن زعيمهم «البرق» يسكن منفصلا عنهم وضبط أثناء خروجه من المنزل باتجاه سيارة الأجرة التي يراقب فيها عددا من المحال. وحاول زعيم العصابة الإفلات من الاتهامات، إلا أنه انهار بعد أن شاهد جميع أفراد شبكته في قبضة الأمن، كما أن مساعده شرع في الاعتراف أمامه وهو يؤكد لزعيمه أنهم سقطوا ولا فائدة من الإنكار. وقال مساعد الزعيم ويدعى عبده أن جميع أفراد العصابة بلا إقامات نظامية باستثناء الزعيم، إذ هو من وفر لهم السكن والتنقل مستغلا سيارة الأجرة التي يعمل عليها ظاهريا وكان يستخدمها في نقل أفراد العصابة ومراقبة المحال التجارية التي تصبح مواقع مستهدفة للسرقة. واعترف عبده أن الزعيم يخطط للسرقة ويحدد الزمن المناسب لتنفيذ العملية، كما هو يحدد حصة كل فرد من العصابة بحسب مجهوداته، وأنه ليس لدى الزعيم فرق بين محل تجاري أو غذائي أو مواد بناء أو أجهزة كهربائية وغيرها من محال بيع الجملة. واعترف بقية أفراد العصابة بأنهم كانوا يبيعون جهاز الحاسب الآلي المحمول بمبلغ يقل كثيرا عن قيمته الحقيقية، وذلك لتصريف المسروقات، فيما كانوا يعدون العدة لتصريف أكثر من 30 ألف بطاقة شحن مسبقة الدفع حصلوا عليها من سرقاتهم السابقة بينها عشرة مواقع في العاصمة المقدسة. وحول الطريقة في اقتحام المحال أقر أفراد العصابة أنهم اتخذوا في سبيل ذلك خطوات عدة، بينها خلع الأبواب الحديدية الخاصة بالمحال التجارية وتكسير قفل الأبواب الحديدية الخاصة بالمحال. من جانبه، أكد ل«عكاظ» الناطق الإعلامي لشرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، أن الجهات الأمنية ضبطت 11 يمنيا وصدقت اعترافاتهم شرعا في تنفيذ أكثر من 30 سرقة في العاصمة المقدسة وجدة، مشيرا إلى أن سبعة من المضبوطين بلا إقامات نظامية.