تقابلك الدهشة عندما تجد شاباتنا وشباننا مرتبطين بتراث فنوننا الأصيلة وأسماء كانت ذات عطاء فني وإرث ثقافي عظيم يوازي كنوز تراثنا وفلكلورنا في الموسيقى والغناء، هذا الارتباط أو هذه الدهشة لا تعني عدم إيمان هؤلاء بعظيم فنوننا ومبدعيها من الرواد بقدر ماتعني، أن الأصالة في فنون الأمم ليست حكرا على جيل مبدعيها بل هي لكل الأجيال.. بتعاقبها الطبيعي وأن تعامل الشبان اليوم مع عطاءات الفنانين من أبناء جيلهم لا يعني أن ليس في ذائقة البعض منهم عطاءات أولئك الكبار من الفنانين لدى الأمم كل الأمم، ونستضيف اليوم الكاتبة السعودية الشابة التي تواصل دراستها في لندن سجى فؤاد ينبعاوي التي تتحدث عن الفن الأصيل في الزمن الجميل وكأنها ابنة الأمس البعيد.. تقول سجى: للفن الجميل قيمته واعتباره الذي لا يأتي إلا من خلال ما يؤكده كل فنان يحترم عمله وموهبته ونفسه وبالتالي يحترم المتلقي وأنا من تجاربي في التعامل مع الإبداع الراقي تشبعت من فنون مبدعينا الكبار منذ الصغر بحكم البيئة والبيت الذي نشأت فيه والمحب للثقافة الفنية المحلية، فكم تضوع فن وموسيقى محمد علي سندي وفوزي محسون وطلال مداح ومحمد عبده وغيرهم وأرى أن جيل «السميعة» في الأمس لم يختف عن جيلي ولكنها الندرة والقلة في النسبة للتعامل بين فنون وعطاءات الأجيال، كما أن النشاط الإعلامي في المجال الفني كان بحجم ذلك العطاء في تلك الفترة حيث كان هناك مؤرخون للحياة الفنية نقلوا إلينا الجميل من تاريخ أساتذة الأغنية يومها. ماهي نماذج استماعك اليوم في الأغنية السعودية؟ كل ماهو جميل وممتع، لديك الكثير من الأعمال الجميلة مثل تلك التحفة الجميلة لفوزي وثريا قابل والتي شدا بها أيضا طلال مداح رحمهما الله (توحشني وأنت بجنبي واشتاق لك تغيب... واحسد عليك حتى نفسي واخشى يمسك غريب.. واخجل إذا «جات» عيني صدفة في عينك واصير مربوك وحاير في امري من فرحي ابغى اطير). حتى في الابتهالات الدينية تلك التحفة لطاهر زمخشري وطارق عبدالحكيم (أهيم بروحي على الرابية وعند المطاف وفي المروتين) وأغنيات محمد علي سندي مثل (على العقيق اجتمعنا). الخلاصة أن فنوننا الغنائية بالأمس أجمل ألف مرة.