ارتبط اسم مؤسّس الأغنية السعودية الفنان الراحل طلال مدّاح -يرحمه الله- برموز الثقافة والفن والأدب والإبداع في المملكة والعالم العربي، وطوال مسيرته مع الفن الأصيل، تعاون الأستاذ طلال مع أكبر الشعراء، والشاعر الراحل الأستاذ أحمد قنذيل من هؤلاء الشعراء الكبار في ساحة الأدب السعودي، وقد عرُف واشتهر ب «شاعر جدّة»، ومشوار الأستاذ أحمد قنديل حافل بالإبداع والعطاء الشعري الجميل الذي كان يتميّز به، ولا أبالغ حينما أقول ان أسلوب الأستاذ قنديل -يرحمه الله- كان متفرّدًا ومختلفًا عن غيره من الشعراء، بأسلوبه الخاص ونكهته في التعامل مع المفردات الجميلة المعبّرة، ورغم مشواره الحافل مع العطاء الشعري المبدع، إلا أنه لم يتغنّ من أشعار الأستاذ قنديل سوى الراحل الكبير طلال مدّاح في أغنية واحدة تُعتبر من أجمل أغنيات الطرب السعودي، وهي أغنية: الليل ما يحلى إلاّ بجلاّسوا والقلب ما يسلى أهل الهوى وناسوا وانت الهوى كلّوا وانت الهوى وأهلوا يا حلو يا غالي يا زينة المجلس. أغنية رائعة الكلمات، تألق في لحنها وادائها -كعادته- طلال مدّاح، واصبحت هذه الأغنية مثلًا يُضرب عن الاجتماع واللقاء بين الأحباب والأصدقاء، فيقال: «الليل ما يحلى.. إلا بحضور فلان». مرة أخرى أشكر نادي جدة الأدبي الذي احتفى الأسبوع الماضي بالشاعر أحمد قنديل -يرحمه الله-، وقبله بالمبدع الكبير مطلق مخلد الذيابي -يرحمه الله- فأمثالهم يستحقون هذا الاحتفاء والتقدير، وشاعرنا قنديل -بكل صراحة- لم يأخذ حقّه من التقدير والإنصاف، مثله مثل الكثير من مبدعينا، وتكريم نادي جدة الأدبي لاسم الأستاذ أحمد قنديل بادرة تستحق الشكر والإشادة. * * * لا بد من إيجاد طريقة لعرض المسرحيات الهادفة في مختلف مدن المملكة، وعدم الاكتفاء بعرضها في مدينة واحدة، وقد طالبت قبل فترة بعرض مسرحية «الدود» التي قُدمت في الرياض ضمن احتفال المملكة باليوم العالمي للمسرح، فقد سمعت عنها الكثير وبما تحمله من أسلوب مسرحي جديد، فطالبت بضرورة إعادة عرضها في أكثر من مدينة بالمملكة وبالذات في جدة، وعلمت بعد ذلك من مصادري أن الظروف المادية والإمكانيات تقف حائلًا دون ذلك. والأن اقرأ عن مسرحية «كائنًا من كان» للمخرج المبدع علي الغوينم، وبما تحمله هذه المسرحية من مناولة جادة لكثير من الموضوعات الاجتماعية الهادفة، تناولتها المسرحية بأسلوب كوميدي مفيد وممتع، وهذه المسرحية أتمنى أيضًا أن تُعرض في أكثر من مدينة وبالذات في جدة. فهل نجد حلًا لمشكلة الإمكانيات المادية، فهذه المسرحيات وغيرها من الأعمال الهادفة التي هي بحاجة إلى أن يشاهدها الجميع لتعم الفائدة وليعم الهدف الإيجابي من تقديمها. أتمنى ذلك. * * * تراجعت قناة «وناسة» بعد أن كانت متألقة في فترة من الفترات الماضية قدمت خلالها مجموعة مميزة من الجلسات الغنائية الجميلة بمشاركة مطربين ومطربات قدموا أجمل الأغنيات، وسبب هذا التراجع للقناة هو كثرة التكرار، وكثرة محاولة إنجاح (بعض) الأغنيات الضعيفة، وكثرة (مجاملة) بعض المطربين ومحاولة (فرض) أغنياتهم على المشاهدين بشكل واضح جدًا، دون إدراك أن الأغنية الناجحة هي ناجحة من أول مرة، والمطرب الضعيف لن ينجح بالتكرار وفرضه على المشاهدين والمستمعين، وإذا كنا في فترة سابقة أشدنا بقناة «وناسة» فاليوم لا بد أن تقال كلمة حق، ف «وناسة» أصبحت تكرّر (بعض) الأغنيات بشكل سيئ جدًا، وهل أكثر من أن أغنية واحدة يتم تكرارها مرتين وراء بعض في نفس الوقت!! هل هذا أسلوب يحترم المشاهدين؟! هل المجاملة تكون بهذا الشكل الغريب؟! التكرار لا يُنجّح أي أغنية ضعيفة، ولا يُنجّح صوت أي مغنٍّ ضعيف، وأي قناة إذا أرادت أن تنجح وتحقق اسمًا مميزًا فإن أول ما يجب أن تفعله هو أن تحترم مشاهديها ولا تفرض عليهم مجاملات مكشوفة! إحساس لو رميتي شالكِ الدافي على متن السما.. دفيت الشمس في فصل الجليد.. لو نثرتي صوتكِ الحاني.. على صدر الضما أنبت العشب.. وأخضر الجريد (يا طفلةً تحت المطر)