حظي خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حول التداعيات الأخيرة في سورية باهتمام عربي ودولي واسعين، سيما من حيث التوقيت إذ تصاعدت حدة العنف في سورية على خلفية المطالبة بالإصلاحات. وتناولت بعض القيادات اللبنانية خطاب الملك التاريخي بالمزيد من التحليل والتفسير. وأكدت القيادات السياسية اللبنانية في استطلاع خاص ب «عكاظ» أن النداء الذي وجهه الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى سورية يشكل فرصة أخيرة وذهبية للنظام السوري لولوج طريق الحكمة والإصلاح وتجنب المصير المجهول والآلام الكثيرة للشعب السوري. النظام السوري يتعامل بفوقية مع المبادرات الإقليمية وقال عضو كتلة المستقبل النائب الدكتور عمار حوري في تصريحات ل «عكاظ» «كالعادة كان الملك عبد الله بن عبد العزيز هو صوت الحكمة والعقل، الصوت الذي يعمل لصالح العرب كل العرب والشعب السوري مكون أساسي من مكونات الأمتين العربية والإسلامية، والنداء الذي أطلقه خادم الحرمين استشرف القادم من الأمور، وبخاصة عندما حدد الخيارين أمام سورية، إما الحكمة أو الفوضى. ولقد كان نداء الملك مزيجا من اللباقة والحكمة والدبلوماسية، كما تعودنا إضافة إلى لغة حازمة رافضة لكل أعمال القتل المجاني التي تمارس حاليا في سورية، ولذلك على من يعنيهم الأمر التجاوب وبشكل سريع مع متطلبات هذا النداء لأنه يمثل مصلحة الشعب السوري ووحدته ومستقبله الآمن».وأضاف «لقد فوت النظام السوري الكثير من الفرص لتجاوز الأزمة والانتقال إلى المصالحة والإصلاح، وتعامل بفوقية مع كل المبادرات من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ثم مجلس التعاون الخليجي، والآن أمامه هذه الفرصة الأخيرة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين» . من جهته أفاد أمين سر حزب القوات اللبنانية العميد وهبي قاطيشا أنه عندما تتعدى الأحداث التفاصيل والأمور السياسية الخاصة لتأخذ طابعا إنسانيا وأخلاقيا، فإن المملكة تكون دائما السباقة في مد يد العون وفي إطلاق لغة العقل والحكمة. من هنا، فإن النداء الذي وجهه الملك عبد الله حول الشأن السوري جاء بعدما استفحل القتل، فكان هذا النداء إنسانيا أكثر مما هو سياسي، ولكن السؤال يبقى حول قدرة النظام السوري الحالي على الاستجابة لهذا النداء بعدما ذهب بعيدا جدا بخياره الأمني. وختم قاطيشا بالقول: «إن نداء الملك عبد الله هو الفرصة الأخيرة للنظام السوري وإلا فإن المستقبل مجهول وسقوط هذا النظام سيكون حتميا لا، بل قريب جدا». من جهته اعتبر نائب عكار في البرلمان اللبناني الدكتور معين المرعبي أن نداء الملك عبدالله هو نداء الخير والإنسانية، وتابع : «اليوم نرى الدور الذي تلعبه المملكة وهو دور عظيم للأمة العربية والإسلامية، وهو دور طبيعي ودور أعطى الفرصة الكافية للنظام السوري لتغيير نمط التعاطي والتصرف مع مواطنيه من قتل وقمع وتعذيب.