أكد رئيس المرصد السوري رامي عبد الرحمن في تصريح خاص ل «عكاظ» أن الخطاب التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كان واضحا بشكل صريح، إلى حد أنه لم يعد مقبولا ما وصلت إليه الأمور في سورية، وسقوط هذا العدد من الضحايا سواء أكانوا مدنيين أم عسكريين. وأضاف أن خادم الحرمين لم يتحدث فقط عما يجري من قتل للمدنيين، فقد أبدى الملك عبد الله تعاطفه مع الشعب السوري، فمنذ أن كان وليا للعهد كان يدعم الشعب السوري ويدعم حكومته، لذلك يجب على الحكام السوريين الآن قراءة خطاب الملك عبد الله بشكل جيد، وحقيقة فقد وصلت الأمور إلى مفترق طرق، إما أن ننقل سورية إلى دولة ديمقراطية أو ندخل المجهول. وأوضح أن هذا النداء هو الفرصة الأخيرة ليس للنظام فقط، بل لسورية. وأعتقد أن التقارير الموجودة لدى الملك عبد الله والتقارير الموجودة لدينا الآن تفيد بأننا وصلنا إلى مرحلة حساسة جدا، ويجب إخراج سورية من هذا النفق المظلم الذي دخلنا فيه بشكل يومي، من قتل شهداء وجرحى وسجون وأمور لا ننشرها خوفا على المحكمة الدولية في سورية، لذلك أعتقد أن هذا النداء كان نداء وطنيا وخرج من رجل يحب الخير لسورية. عبدالرحمن أكد ل «عكاظ» رفض المعارضة التدخل الخارجي العسكري في سورية وقال: «إن التدخل الخارجي ليس من مصلحة الشعب السوري، وقد حذرت منذ انطلاقة الثورة ما يقال عن تدخل خارجي، لأن التدخل الخارجي على شكل السيناريو الليبي سيجلب الدمار إلى سورية، وإلى المنطقة بشكل عام، وستتفتت المنطقة من البحر المتوسط إلى أفغانستان. لذلك التدخل الخارجي بطريقة عسكرية نحن نرفضه رفضا قاطعا، وحقيقة إذا كان هناك من تدخل عسكري على سورية نحن سنواجهه، ونحن مع الضغط على النظام بطرق أخرى». عبد الرحمن أشار إلى ارتفاع كبير بعدد الشهداء وقال: «العدد وصل إلى 2100 شهيد، والأغلبية الساحقة من الشهداء المدنيين، وهذا رقم كما قلت لا يشمل الشهداء الذين سقطوا في حماه بسبب الحصار المفروض عليها». وحول قدرة الحملات العسكرية الأخيرة على تخفيف التظاهرات، قال: «ممكن أن يكون عدد المتظاهرين تناقص بشكل ملحوظ كون حماه شهدت عملية عسكرية، حيث خرج من مدينة حماه إلى قراها، أكثر من 650 ألف متظاهر في 22 يوليو، ومن مدينة دير الزور خرج فيها ما يزيد 550 ألف متظاهر، ويمكن أن تكون خفت نسبة هؤلاء المتظاهرين فقط في مدينتي دير الزور وحماه. لكن الثورة انطلقت ووضعت على الطريق الصحيح، وستصل إلى نهاية تكون فيها دولة ديمقراطية مدنية».