يقضي معظم الصائمين نهارهم تحت أجهزة التكييف متمتعين بالراحة بعيدا عن شظف العيش وإرهاق الحياة. لكن فئة تزاول أعمالها في رمضان تحت لهيب الشمس الحارقة دون أن يطرأ تغييرا ملحوظا في نظام عملها. تلك الفئة هي عمال حظائر المواشي من العمالة الوافدة في منطقة حائل ومعظمهم من جنسيات آسيوية الذين يعملون في مجال الرعي وسقيا الأغنام وحلبها في نهار رمضان. يقول راعي أغنام ولي خان وهو باكستاني الجنسية أمضى 20 عاما في هذه المهنة، أن نظام عمله لا يطرأ عليه أي تغيير يذكر في رمضان، حيث يستيقظ باكرا على أصوات المواشي. يقول عن تفاصيل يومه «في الصباح الباكر أخرج مع الماشية إلى حيث المرعى ومن قبل تزويدها بالماء ثم أعمد إلى توزيع حزم البرسيم في الحظائر على الأغنام التي لا تستطيع الذهاب إلى المرعى لسبب مرضي وعددها أكثر من 500 ماعز وضأن وجلب الماء لها من آبار تبعد قرابة 80 كم عن موقع الحظائر، إضافة إلى ضرورة تجهيز وجبة الإفطار لي ولزملائي الرعاة المجاورين لحظيرتي، وهي عادة ما تتكون من الخبز والبطاطس والماء والتمر والشوربة». ولم يخف حيدر مرجان وهو من العاملين في بيع الأعلاف في حائل مشقة العمل في نهار رمضان «نواصل تنزيل البرسيم من الشاحنة، كما نتولى عملية تحميل سيارات الزبائن طوال ساعات النهار تحت أشعة الشمس وأصدقك القول: إن ذلك مرهقا بالنسبة لي إلا أن الصبر سلاحي الوحيد».