نفض عدد من الشباب عن أنفسهم غبار الكسل في رمضان، وتحولوا إلى خلية نحل يعملون في مجال العمل الحر، مشيرين إلى أن رمضان فرصة لتحقيق عائد مالي جيد يصل إلى أكثر من ستة آلاف ريال. وتنوعت الأعمال التي اتجه لها الشباب بين البسطات والمطاعم وحلقة الخضار ونقل الركاب وغيرها، مؤكدين على أن الوظيفة في القطاع الخاص لم تعد مغرية لهم. يقول عبدالله الغامدي أنه استأجر بسطة شعبية من الأمانة لبيع الكبدة والمأكولات الرمضانية، متوقعا أن يحقق دخلا جيدا في نهاية الشهر الكريم واصفا الإقبال في الأيام الأولى من رمضان بالجيد. وأشار إلى أن معدلات البيع ترتبط بجودة المأكولات التي يقدمها بعد إن اكتسب خبرة جيدة من عمله في العام الماضي وأنه يتطلع إلى تحقيق ربح أكبر هذا العام تمهيدا للتفكير في افتتاح مشروع دائم بعد العيد. وأعرب عن شكره للمسؤولين في أمانة جدة على هذا المشروع الذي يوفر فرصة عمل جيدة لشباب الوطن والأرامل والمطلقات، مستغربا الاتهامات التي توجه للشباب السعودي بأنه كسول من جانب بعض رجال الأعمال الذين يعمدون إلى التهرب من مسؤولياتهم في توظيف السعوديين. وشاركنا فواز على الذي حول سيارته إلى تاكسي لنقل المعتمرين إلى مكة من مختلف المدن، مشيرا إلى أن العمل الحر أفضل له بعشرات المرات عن الوظيفة محدودة الراتب. وقال: إنه لايمانع أيضا في نقل المسافرين المتوجهين إلى اليمن حتى الحدود وأنه يستفيد في ذلك من خلال نقل بعض البضائع التي تشهد ازدهارا على الحدود. وأضاف فواز إن نشاطه لم يقتصر على النقل فقط وإنما امتد إلى الشراكة في محل تجاري في حراج الأمير متعب مشيرا إلى أن أرباح المستعمل تزيد بكثير عن أرباح المواد الجديدة. وفي حلقة الخضار وجدنا بعض الشباب السعودي الذين يحاولون أن يجدوا لأنفسهم موطأ قدم بين جحافل العمالة الوافدة. وقال الشاب علي الغامدي الذي كان يرتدي تي شيرت أبيض مع جينز أزرق إنه وجد نفسه في البيع في حلقة الخضار بعد أن فهم أسرار اللعبة ومضايقات العمالة الوافدة له في الحصول على البضائع والبيع. وأضاف «حاولت أن أكسب الزبائن بالمعاملة الحسنة والابتسامة واللغة والاكتفاء بربح قليل»، مشيرا إلى أن ربحه في نهاية اليوم يتراوح بين 200 إلى 250 ريال وأن العمل في الحلقة يستدعي اليقظة والاستيقاظ مبكرا وفهم السوق. وأشار إلى أن رمضان يشهد نسبة عالية من المبيعات خاصة من الخضراوات والفواكه وأنه يعتزم التوسع في عمله داعيا الشباب السعودي إلى أن يأخذ زمام المبادرة في الكثير من الأعمال مثل الجزارة وبيع الخضار وإدارة البقالات مشيرا إلى إن الأرباح في المتوسط تتراوح بين 20 30 في المائة. وقال أحمد العبدالله الذي استأجر تاكسي للعمل عليه إن العمل في رمضان فرصة جيدة لزيادة الدخل مشيرا إلى أنه لايزال على مقاعد الدراسة الجامعية ويحتاج إلى نفقات متزايدة له ولأسرته في ظل مرض والده. وأشار إلى أن دخله في رمضان يصل إلى 350 ريالا يدفع منها أجرة التاكسي، مشيرا إلى أنه يتطلع إلى الحصول على تاكسي عبر بنك التسليف بعد عيد الفطر. وقال إنه يمكنه العمل على التاكسي من خمس إلى ست ساعات يوميا أثناء الدراسة حتى يكون لديه السيولة المالية الكافية التي تمكنه من توفير المال اللازم لعلاج والده.