تباينت ردود أفعال المقيمين السودانيين تجاه الإعلان أخيرا عن انفصال إقليمالجنوب تحت مسمى دولة جنوب السودان، ففي حين أعرب عدد منهم عن سعادته بميلاد دولة للجنوبيين الذين لم يستطيعوا الانصهار في المجتمع السوداني طيلة خمسين عاما، أعرب آخرون عن حزنهم العميق للانفصال، مشيرين إلى أن ذلك قد يشكل البداية لانفصال أقاليم أخرى، رغم ترسيخه للسلام في أقاليم الجنوب. وفي البدء تحدث عادل البدوي مناع قائلا: لا شك أن اختلاف الثقافة بين أبناء الشمال والجنوب كان سببا في العديد من إشكالات المجتمع السوداني والتي لم تسفر الجهود السياسية عن حلها، ولذا كان خيار الانفصال هو الملاذ الأخير ليعيش الجميع بعيدا عن الحروب والنزاع. ويرى أحمد ميرغني أن اقليمالجنوب يشكل جزءا عزيزا من الوطن، وفي انفصاله سيشكل بداية لتفتت الوطن الواحد، مضيفا: عاش الشماليون والجنوبيون جميعا في وطن واحد طيلة خمسين عاما، وفي انفصال الجنوب عن الشمال دليل واضح على دور السياسية في تجزئة السودان الواحد الذي يعد اختلاف ثقافاته ميزة حضارية يفخر بها. ومن جهته يرى بكري إبراهيم، إن السياسية الدولية بدعم من مجلس الكنائس العالمي هي من تقف خلف مشروع تقسيم السودان، بدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي، خدمة لمصالحهم التي لا تتحقق إلا بتقسيم السودان. وفيما أيد ياسر أحمد انفصال الجنوب عن باقي الدولة السودانية قائلا إن الحرب الأهلية التي أضرت بمقدرات الوطن، وامتدت لأكثر من عشرين عاما كانت دليلا واضحا على استحالة التعايش بين الشمال والجنوب، وعلى سعي الجنوبيين بالاستقلال بدولتهم. يرى عبد العوض عثمان أن استقلال جنوب السودان سيشكل سلاحا ذا حدين: إما أن يكون معينا على ترسيخ السلام بين شطري السودان الذي انقسم جنوبه الآن، أو تجدد الحرب مرة أخرى لكن في هذه المرة بين دولتين جارتين، وعموما أقول إن استقلال الجنوب كان لابد أن يحدث، حتى يمكن للسودان بناء دولته على أساس الشريعة الإسلامية في ظل السلام السوداني الذي بدأت نتائجه من قبل، وليذهب الجنوبيون إلى دولتهم ليحكموا أنفسهم كيف شاءوا.