أدى سلفا كير القسم كأول رئيس لدولة جنوب السودان أمس وتعهد سلفا كير في أداء القسم بتحمل مسؤولياته واحترام الدستور والقانون وحماية النظام الديمقراطي وكرامة ووحدة شعب جنوب السودان. وسبق أداء القسم إنزال العلم السوداني حيث جرى رفع علم جنوب السودان بجوبا في إطار الاحتفالات بميلاد دولة جنوب السودان لتصبح الدولة الرابعة والخمسين في إفريقيا. وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير من بين العديد من رؤساء الحكومات والدول تجمعوا للمشاركة في الاحتفالات بميلاد الدولة الجديدة. وكان رئيس البرلمان السوداني الجنوبي قد أعلن رسميا استقلال جنوب السودان، لترى بذلك النور أحدث دولة في العالم إثر تقسيم أكبر بلد في إفريقيا من حيث المساحة. وقال جيمس واني ايغا «نحن ممثلي الشعب المنتخبين ديموقراطيا وبناء على ارادة شعب جنوب السودان واستنادا إلى نتيجة استفتاء تقرير المصير، نعلن جنوب السودان أمة مستقلة ذات سيادة». وقرأ إعلان الاستقلال أمام العشرات من رؤساء الدول والشخصيات الدولية البارزة ووسط ابتهاج الآلاف من الجنوبيين الذين حضروا المراسم. ومن ثم رفع العلم الوطني لجنوب السودان وسط تصفيق حاد ودموع وأناشيد. وهتفت الحشود «لن نستسلم أبدا! أبدا!»، وسط انطلاق صفارات ودموع الكثيرين. وقال أحد الرجال وقد بدت الدموع في عينيه «أنا أبكي لأن هذا العلم بات بين أعلام العالم». وأضاف «لقد حرمنا من حقوقنا، ولن يحدث ذلك بعد الآن». وجاء إعلان الاستقلال مؤكدا على الطبيعة الديموقراطية والتعددية العرقية والدينية للدولة الجديدة، فضلا عن التزامها بعلاقات ودية مع كافة البلدان، «بما فيها جمهورية السودان»، بحسب إعلان رئيس البرلمان. وقال ايغا إن جنوب السودان سيسعى «كأولوية استراتيجية» للانضمام إلى الأممالمتحدة، والاتحاد الإفريقي، ومجموعة (ايغاد) لبلدان شرق إفريقيا وغيرها من المنظمات والمحافل الدولية. وشارك عشرات القادة والمسؤولين الأجانب بينهم 30 رئيسا إفريقيا والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في احتفال إعلان الاستقلال. وأعلن الرئيس الكيني مواي كيباكي، أول المتحدثين في الحفل، اعتراف بلاده «الكامل» بجنوب السودان. وقال كيباكي متحدثا عن (ايغاد) إن إعلان استقلال جنوب السودان «خطوة.. هامة في طريق السلام الدائم والاستقرار لكافة السودانيين». ويأتي إعلان الاستقلال بعد أكثر من خمسين عاما من الحرب - تخللتها فترة هدوء لبضعة أعوام - بين المتمردين الجنوبيين وحكومات الخرطوم المتعاقبة والتي جعلت الجنوب في حالة دمار وقتلت وشردت الملايين وأدت إلى فقدان الثقة بين الجانبين. وقد مهد اتفاق السلام الموقع في 2005 تحت ضغط الولاياتالمتحدة وبريطانيا خصوصا، الطريق لإجراء الاستفتاء على استقلال جنوب السودان الذي نظم في كانون الثاني/يناير الماضي. وقد اختار 99% من الجنوبيين الانفصال عن الشمال في ذلك التصويت الذي جرى دون تسجيل حوادث كبيرة.