أعلن رئيس البرلمان السوداني الجنوبي أمس رسميا استقلال جنوب السودان، لترى بذلك النور أحدث دولة في العالم إثر تقسيم أكبر بلد في إفريقيا من حيث المساحة. وقال جيمس واني ايغا «نحن ممثلي الشعب المنتخبين ديموقراطيا وبناء على ارادة شعب جنوب السودان واستنادا الى نتيجة استفتاء تقرير المصير، نعلن جنوب السودان امة مستقلة ذات سيادة». وقرأ اعلان الاستقلال امام العشرات من رؤساء الدول والشخصيات الدولية البارزة ووسط ابتهاج الآلاف من الجنوبيين الذين حضروا المراسم. ومن ثم رفع العلم الوطني لجنوب السودان وسط تصفيق حاد ودموع واناشيد.وهتفت الحشود «لن نستسلم ابدا! ابدا!»، وجاء اعلان الاستقلال مؤكدا على الطبيعة الديموقراطية والتعددية العرقية والدينية للدولة الجديدة، فضلا عن التزامها بعلاقات ودية مع كافة البلدان، «بما فيها جمهورية السودان»، بحسب اعلان رئيس البرلمان. وقال ايغا ان جنوب السودان سيسعى «كأولوية استراتيجية» للانضمام الى الاممالمتحدة، والاتحاد الافريقي، ومجموعة (ايغاد) لبلدان شرق افريقيا وغيرها من المنظمات والمحافل الدولية. البشير يصل جوبا لحضور الاحتفالات.. والأممالمتحدة تتعهد بتوفير الدعم وبعد ذلك وقع الزعيم الجنوبي سالفا كير الدستور الانتقالي وادى يمين تولي الرئاسة كأول رئيس للدولة الجديدة، متعهدا ب»دعم التنمية ورفاهية شعب جنوب السودان». ويأتي اعلان الاستقلال بعد اكثر من خمسين عاما من الحرب -تخللتها فترة هدوء لبضعة اعوام- بين المتمردين الجنوبيين وحكومات الخرطوم المتعاقبة والتي جعلت الجنوب في حالة دمار وقتلت وشردت الملايين وادت الى فقدان الثقة بين الجانبين. سلفاكير في طريقه لأداء اليمين ليصبح أول رئيس للجمهورية الجديدة وكان الرئيس السوداني عمر البشير حضر مراسم استقلال جمهورية جنوب السودان متجها من الشمال وان نظيره الجنوبي سالفا كير كان في استقباله. وكان السودان بين طليعة البلدان التي اعترفت رسميا بجمهورية جنوب السودان الوليدة، والتي بحاجة لكافة المساعدات الممكنة للتغلب على التحديات التي يفرضها تأسيس مستقبل مستقر ومزدهر. ولم تنجح حتى الان المحادثات التي جرت في اديس ابابا بهدف حل القضايا العالقة بين الشمال والجنوب ومن بينها الوضع النهائي لمنطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها وكيفية التعامل مع القطاع النفطي ومصير الجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب. وكان وزير إعلام جمهورية جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين اعلن امس عن استمرار الحوار مع شمال السودان لحل الأمور العالقة، موضحاً ان حدود بلاده معروفة وهي قائمة على أساس العام 1956. وقال بنجامين في مقابلة خاصة مع قناة «روسيا اليوم» ان الأمور العالقة بين شمال وجنوب السودان ستحل عبر الحوار الذي سيبقى مستمراً حتى بعد إعلان الدولة. جنوبيون يرفعون علم بلادهم الجديد احتفالا بالاستقلال (الفرنسية) وشدد على ضرورة تواجد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في بلاده لأنه أمر يدعم السلام والاستقرار. وأكد ان فرص الاستثمار في دولة جنوب السودان واسعة، بالإضافة إلى وجود قانون مريح للاستثمار، مشيراً إلى الموارد الكبيرة التي يمتلكها. وأضاف بنجامين انه سيتم إصدار عملة خاصة لجنوب السودان وستعرف باسم «الباوند»، مشيراً إلى أنه أمر ضروري فكل بلد مستقل لديه عملية خاصة به. وأوضح ان مشروع العملة جاهز وتجري في الوقت الحالي مشاورات مع الشركاء في الخرطوم وخاصة مع البنك المركزي لشمال السودان. أما فيما يخص المواطنين الشماليين المقيمين في الجنوب، قال ان بلاده ترحب بهم في حال اختاروا البقاء ولا تمانع في تقديمهم طلب للحصول على جنسية دولة جنوب السودان . ولفت إلى ان 22 دولة قررت فتح سفارات لها في عاصمة الجنوبجوبا منها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا ومصر وغيرها. الى ذلك قال السفير أحمد بن حلي نائب الامين العام للجامعة العربية ان انضمام جمهورية جنوب السودان للجامعة العربية حق أصيل لها لأنها كانت جزءا من دولة عربية انقسمت الي شطرين.غير ان بن حلي اشترط النص في دستورها علي أن تكون اللغة العربية لغة رسمية فيها. طفل سوداني يحمل أعلام بلاده احتفالاً بانفصال الشمال عن الجنوب (الاوروبية) وحول موقف الجامعة من القضايا العالقة بين الشمال والجنوب التي من بينها قضية أبيي ، قال « الجامعة العربية في حالة تواصل مستمر مع قيادات الشمال والجنوب ونحن نعتقد أن من الضرورة بمكان معالجة التراكمات والتداعيات التي نتجت عن الانفصال عبر الحوار والتفاوض والطرق السلمية». وعن المخاوف من أن تقيم الدولة الجديدة في الجنوب علاقات مع اسرائيل خصما من رصيد علاقاتها مع الدول العربية ، قال بن حلي « لدينا تطمينات من قادة الجنوب بأن تكون دولتهم الوليدة أقرب الي القضايا العادلة والوقوف الي جانب الحق والعدل خاصة أنها عانت من ويلات الحروب ومن الغبن وبالتالي فانها لابد أن تكون مدافعة عن قضايانا وفي مقدمتها لقضية الفلسطينية «. وكانت عدة دول في مقدمتهم الولاياتالمتحدة اعترفت رسمياً بالجمهورية الجديدة وقال أوباما في بيان أصدره البيت الأبيض «بعد كفاح طويل لسكان جنوب السودان ترحب الولاياتالمتحدة بميلاد دولة جديدة.»وحث الرئيس الامريكي على تنفيذ اتفاق السلام بين الشمال والجنوب. كما اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اعتراف المملكة المتحدة رسميا بجمهورية جنوب السودان. وقال كاميرون نرحب بجنوب السودان في المجتمع الدولي ونتطلع قدما لبناء علاقات اكثر قوة بين المملكة المتحدةوجنوب السودان في الاشهر والسنوات المقبلة». واعلن ايضاً الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعتراف فرنسا بجمهورية جنوب السودان وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان ان «فرنسا تعترف وترحب بجنوب السودان في عداد مجموعة الدول»، مؤكدة ان ساركوزي «رحب بحصول جنوب السودان على استقلاله» و»عرض على الرئيس سالفا كير اقامة علاقات دبلوماسية وتبادل للسفراء». من جانبها تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدعم الدولة الجديدة ووصفت ميركل تأسيس دولة جنوب السودان على أنه «يوم خاص جدا بالنسبة لأفريقيا». وأضافت المستشارة: «إننا نريد أن تنشأ دولتان مستقرتان في شمال وجنوب السودان ، وجنوب السودان يحتاج على وجه الخصوص إلى دعمنا ودعم المجتمع الدولي بأكمله». كما اعترفت تركيا رسمياً بجمهورية جنوب السودان كدولة مستقلة. وقال وزير التنمية جودت يلماز، الذي يزور عاصمة جنوب السودان، جوبا، لوكالة أنباء الأناضول «سلّمت رسالة باعتراف تركيا بجمهورية جنوب السودان من الرئيس عبد الله غول إلى السلطات السودانية الجنوبية». وأضاف يلماز، الذي يشارك في احتفال الاستقلال «لدينا علاقات جيدة مع السودان قبل الانفصال والآن سنحافظ على هذه العلاقات مع شمال السودان وجنوب السودان على حد سواء». وأعلنت الحكومة الأسترالية امس انها ستقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية جنوب السودان الجديدة وستخصص 16 مليون دولار في العامين المقبلين لمساعدتها في تأمين الخدمات الأساسية. ونقلت وكالة الأنباء الأسترالية «أي أي بي» عن رئيسة الوزراء جوليا جيلارد ووزير الخارجية كيفن رود في بيان مشترك ان «أستراليا ستقيم قريباً علاقات دبلوماسية مع جنوب السودان». وأشار البيان إلى أن أستراليا ستخصص 16 مليون دولار للدولة الجديدة لتأمين خدمات أساسية كالتعليم وصحة الأم والصحة العامة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته خلال الاحتفالات إن جنوب السودان يمكنه الاعتماد على تضامن المجتمع الدولي فيما باتت دولة جنوب السودان أحدث دولة مستقلة في العالم. وأوضح بان كي مون أن الأممالمتحدة مستعدة لتقديم المساعدة في البنية التحتية والاقتصاد وكذلك مع المؤسسات من أجل سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان. كما ذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية ان وزير الخارجية المصري محمد العرابى أعلن امس إعتراف مصر رسميا بجمهورية جنوب السودان. وقالت الوكالة إنه فور وصول الوفد المصرى المشارك فى إحتفالات إعلان الدولة فى جوبا عاصمة جنوب السودان قام بتسليم خطاب رسمى بالإعتراف بجمهورية جنوب السودان.