ما إن يدلف المتسوقون إلى المحال الخلفية لسوق الخضار والفواكه القديمة في عفيف في منطقة الرياض، حتى يصطدموا بالروائح الكريهة التي تنبعث من أروقة السوق، فالمحال التي هجرها أصحابها أصبحت مرمى للفضلات إلى جانب مياه الصرف التي تنساب بين الأقدام، وفي الجانب الآخر تسيطر العمالة الوافدة على أغلب المحال في واجهة السوق، ومزاولة البيع والشراء بعيدا عن الرقابة والمتابعة. فهد مبارك القحطاني «صاحب محل في السوق» يشير إلى معاناتهم من مزاحمة العمالة الوافدة ومحاربتهم بكل الوسائل حد «التطفيش»، لهذا لم يتبق في السوق سواي وآخر، فيما أغلقت بجواري أربعة محال لشباب سعوديين خلال أشهر بسبب الخسارة، وهذا في رأيي ناتج عن ضعف إقبال المتسوقين بالشراء من المواطن، هذا إضافة إلى التحزب الدائم من العمالة ضد الباعة السعوديين، بل وصلت ألاعيبهم إلى سحب عمال الخدمة لدى محال السعوديين حتى يتركوا العمل، وبذلك يزداد الضغط مع الخسارة حتى يغلقوا محالهم، مؤكدا تلقيه عروضا بالإيجار وصلت لعشرة آلاف ريال شهريا، بعد أن يئسوا من إفشال مشروعه، متهما لجنة السعودة في المحافظة بالمساهمة في سيطرة الوافدين على سوق الخضار والفواكه في عفيف، بعد أن تقاعست عن المتابعة، وخصوصا محال الخضار والفواكه وتطبيق أوامر السعودة، مشيرا إلى أنه منذ عامين ونصف العام لم يشاهد في السوق أحدا من لجنة السعودة أو أي مندوب من مكتب العمل من المعنيين بمتابعة تطبيق سعودة محال الخضار، فضلا عن المحسوبية التي تلعب دورا كبيرا عند حضور الجوازات أو البلدية في عدم تفتيش بعض المحال لأن أصحابها معروفون. ويشاركه في الرأي صاحب محل آخر هو المواطن هايف مبارك العتيبي، مطالبا البلدية بضرورة إنشاء سوق مركزي شامل لبيع الخضار والفواكه والتمور واللحوم ومنتجات المواسم بالجملة والتجزئة وتأهيله بمحال كبيرة ومستودعات ومواقف للشاحنات وسيارات الزبائن، مضيفا أن سوقي عفيف الحاليين انتهى عمرهما الافتراضي وأصبحت محالهما غير مناسبة، خصوصا عند هطول الأمطار ودخول المياه عبر أسقفها فتكون النتيجة خسارة ما فيها من بضاعة. وعبر كل من عايض البعير وسعود سعيد من مرتادي السوق عن أسفهما لسيطرة الوافدة على أسواق الخضار والفواكه رغم الأنظمة التي تنص على سعودة محال الخضار. وأضاف سعود أنه يفضل أن يشتري حاجياته من محال بها شباب سعوديون، ولكن في الغالب تكون بضاعتهم قديمة بسبب ضعف حركة البيع لديهم. رئيس المجلس البلدي في محافظة عفيف ملفي بن عبد الرحمن العتيبي اعترف بأن مباني أسواق الخضار والفواكه في عفيف قديمة، ولكنها خاضعة للرقابة وتطبق عليها الاشتراطات الصحية، موضحا أن العمل جار منذ ثلاثة أشهر على إنشاء مشروع مبنى سوق للخضار واللحوم والتمور بجوار أسواق الأنعام على مساحة تقارب عشرة آلاف متر مسطح وبقيمة حوالى ستة ملايين ريال، لافتا أن السوق سيكون مركزيا وشاملا وسيشمل إلى جانب المحال مواقف وساحات للبيع وجميع الخدمات الضرورية الأخرى. ومن جانبه، نفى مصدر مسؤول في لجنة السعودة في محافظة عفيف (فضل عدم ذكر اسمه) تقاعس اللجنة عن متابعة المحال، مؤكدا استمرار جولات اللجنة على محال الشعير والأعلاف وسوق الأغنام والخضار والفواكه.