يبدو أن تزاحم الطالبات غير المقبولات أمام عدد من الجامعات أصبح بمثابة سيناريو ومشهد يومي يتصاعد هتافه، بعد أن أغلقت بوابات القبول الإلكترونية، وانتهى الموسم قبل أن يشفي غليل الذين لم يجدوا مقعدا في الجامعات. فمن جامعة الأميرة نورة إلى جامعة أم القرى وانتهاء بجامعة الملك خالد كان المشهد واحدا، طالبات وأولياء أمورهن يشتكون اختبار القدرات ويؤكدون أنه عصف بأحلام بناتهم، وفي نفس الوقت فإن إدارات هذه المؤسسات التعليمية ما زالت تؤكد أن آليات القبول جرت وفق النظم واللوائح وليست هناك خروقات أو عمليات قبول غير مشروعة. أمام جامعة الملك خالد تكرر مشهد تزاحم الطالبات وأمهاتهن، وفي هذا الصدد وصفت ل «عكاظ» مجموعة من الأمهات أن عمليات القبول كانت مجحفة، نظرا لاعتماد القبول في الكليات الأدبية على نتائج اختبار القدرات وتهميش نتائج الثانوية العامة. وقالت أم أسماء ابنتي حاصلة على نسبة 80 في المائة وحصلت في اختبار القدرات على معدل 70 في المائة وحينما توجهت بها إلى الكليات الأدبية في طريق الملك عبدالله في أبها صعقت أنا وابنتي حينما أخبرنا أحد المسؤولين عن القبول هناك بأن ابنتي لن تقبل كمنتظمة في أي كلية أدبية بسبب معدلها في اختبار القدرات. وتضيف أم أسماء هل يجري تهميش دراسة وسهر امتدت لسنوات طوال ويجري استبدال تلك الجهود باختبار ورقة لاتعلم عنها الطالبات شيئا سوى أن اسمها القدرات. وتضيف أم أسماء خرجت ابنتي وهي تجهش بالبكاء بسبب تحويلها للانتساب ورفض قبولها كمنتظمة، وهذا بلاشك جعل حالتها النفسية سيئة جدا بسبب هذه الآلية التي لاتمت للواقعية بصلة. وزادت أم أسماء عندما رأيت هذا المشهد حاولت مقابلة المسؤولات عن القبول، ولكن المشرفة منعتنا من الدخول وبقينا تحت لهيب الشمس أكثر من أربع ساعات ونحن نطالب بالدخول وأخيرا جرى السماح لعدد معين بالدخول فأبلغنا أحد المسؤولين بأن الطالبة التي تريد الانتظام في إحدى الكليات الأدبية لابد أن تكون حاصلة على أكثر من 70 في المائة في اختبار القدرات. أم أثير تحدثت ل «عكاظ» باكية من خيبة الأمل التي أصابتها من جراء الاعتماد على نتائج اختبار القدرات لابنتها التي حصلت فيه على نسبة تقل عن 70 في المائة، تقول أم أثير: ظروفنا المادية صعبة للغاية واستبعاد ابنتي من القبول فاقم المشكلة حيث كان الأمل يحدونا بأن يجري قبولها لتعيننا أنا ووالدها وإخوتها من خلال تخرجها غدا علها تحصل على وظيفة تصرف علينا منها وحتى المكافأة التي كانت تحلم بها جرى حرمانها منها بسبب هذه الآلية التي يبدو أن الغرض من إقرارها تقنين القبول بطريقة غير مباشرة. أم نعمة تقول: حينما تخرجت ابنتي الكبرى العام قبل الماضي بنسبة 98 في المائة من الثانوية قسم علمي كان اختبارها في القدرات منخفضا فجرى تحويلها لقسم أدبي وحينما حاولت أنا ووالدها إقناع المسؤولين بأن نسبة الثانوية عالية وهي المحك وعدونا حينها بتحويلها إلى القسم الذي تريده فور حصولها على معدل 3،50 فماذا أفادتنا الوعود بعد تحطيم ابنتي وإدخالها في قسم لاترغبه، وللأسف أخفقت في خمس مواد في أول فصل درسته، وفي الفصل الثاني أخفقت في ثلاث مواد والآن أحضرت ابنتي الصغرى التي لم تتجاوز نسبتها في القدرات 70 في المائة بينما حصلت على 80 في المائة في شهادة الثانوية وكان الرد عليها وعلينا كالصاعقة حينما تقرر قبولها كمنتسبة وليس كمنتظمة. وأضافت: يجب إعادة النظر عاجلا في مسألة تحديد قبول الطالبات باختبار القدرات لأن مادرسناه في المدارس ليس كما هو موجود في أسئلة اختبارات القدرات. «عكاظ» بدورها حاولت مهاتفة أحد المسؤولين في القبول والتسجيل طوال يوم أمس ولكن لم يجب أحد على الاتصالات المتكررة، فيما أوضح مصدر في الجامعة فضل عدم ذكر إسمه أن هناك آلية معينة تسير عليها الجامعة في عملية القبول وليس هناك مايخالف النظام.