في كل عام وفي مثل هذه الايام يعاني الخريجون والخريجات من الثانوية العامة من اقسامها المختلفة الكثير من المتاعب في الحصول على مقاعد في الجامعة وانا هنا اتحدث عن جامعة الملك عبدالعزيز بجدة فعلى الرغم من الاهتمام الكبير الذي تلقاه الجامعات في بلادنا العزيزة من دعم غير محدود الا ان المعاناة لا تزال، ويشارك اولياء الامور ابناءهم وبناتهم هذه المعاناة . ان مشكلة القبول خاصة للدرجات المتدنية تحتاج الى اعادة نظر والى علاج عملي يلمسه الجميع على ارض الواقع بعيدا عن الحلول المؤقتة والتي غالبها لا تحقق الهدف المنشود لدخول الطالب او الطالبة الحاصلين على معدل متدنٍ . ثم هناك امر آخر هو غاية في الاهمية . وهو مايتعلق باختبار القدرات بالنسبة للطلبة والطالبات . فقد حدثني أحد اولياء الامور ان ابنته تخرجت هذا العام من الثانوية العامة ادبي بتقدير يفوق % 91 الا ان معدلها في اختبار القدرات لا يزيد عن % 73 وقد عرقلت نتيجة اختبار القدرات قبولها في الجامعة . ان هذه المعضلة تحتاج الى حل من قبل المعنيين من رجال التربية . حتى لا تكون نتائج اختبار القدرات عقبة امام الخريج او الخريجة لدخوله القسم المناسب لتحصيله العلمي . وهنا لابد ان اشيد بالخطوة الموفقة التي انتهجتها جامعة ام القرى حيث استقبلت حسبما اشارت الصحف اكثر من الف طالب وطالبة من الحاصلين على نسبة % 83 فأكثر بنظام القبول الفوري في كليات الجامعة المختلفة حيث اوضح مدير ادارة القبول بجامعة ام القرى الاستاذ ناجح باجابر ان عملية القبول تسير بنجاح حيث تم توفير الاماكن المريحة لاولياء الامور واتبعت اجراءات القبول بكل مرونة . وفي الحقيقة ان ما اتخذته جامعة ام القرى في قبول التحاق الطلبة اثلج صدور الجميع، ونقول هل الجامعات الاخرى تنهج نفس الاسلوب في اجراءات القبول حتى يتمكن الجميع من تحقيق رغبته بعيدا عن الاجراءات المعقدة التي لا تحقق الهدف المنشود . وان الامل كبير في مديري الجامعات باتخاذ اجراءات تحد من عقدة اختبار القدرات حتى لا يحرم من يرغب مواصلة تعليمه الجامعي بعد حصوله على معدل من الثانوية العامة يؤهله لدخول الجامعة لكونه لم يحصل على درجات موازية لدرجات تحصيله في اختبار القدرات . ان الامر كما اشرت انفا يحتاج الى تنسيق بين مديري الجامعات لحل هذه الاشكالية والمعضلة؟؟ جامعة الملك عبدالعزيز وما دام الحديث عن الجامعات والقبول المتعثر في بعضها لابد من الاشارة هنا الى ما سبقني اليه زميلي الاستاذ محمد علي الزهراني في الزميلة المدينة حيث اشارإلى ان جدة تحتاج الى اكثر من جامعة حيث من غير المنطق ان نطالب جامعة الملك عبدالعزيز بقبول 97 الف طالب تقدموا لها هذا العام . لان الرقم بالتأكيد يفوق امكاناتها وطاقاتها الاستيعابية وفي المقابل من حق مواطني جدة ان يتساءلوا عن مصير 70 الف طالب وطالبة من ابنائهم لا مقاعد لهم حتى الآن خاصة انها الجامعة الوحيدة بالمحافظة، وفي اشارة للزميل العزيز حول اهمية وجود اكثر من جامعة في جدة الى ان الجامعات ممكن تقبل في هذا العام % 65 من الخريجين كما حدث في العام الماضي . واذا تحقق ذلك فإننا نجد ان ثلثهم في الانتساب المدفوع . وربعهم في التعليم الموازي والبرامج المسائية، والتعليم عن بعد برسوم، ونصف العدد المقبول مجاناً في تخصصات لا يرغبونها ولا تواكب سوق العمل . فأين يذهب الشباب؟ ! ومتى يعاد النظر في سياسة التعليم العالي؟ ومتى تتدخل المجالس ولجان التطوير والجهات المختصة لحل هذه المشكلة التي تكبر عاماً بعد آخر؟ ! انني اثني على ما اشار اليه زميلي العزيز وارجو من المسؤولين في وزارة التعليم العالي الاسراع في اعادة النظر في سياسة التعليم العالي حتى لا تتكرر المعضلات ولعل المجالس ولجان التطوير والجهات ذات العلاقة تتعاون في تحقيق ما يسعد طلابنا وطالباتنا في دراساتهم الجامعية .