لم يعد الاختراع مقتصرا على العباقرة والكبار، بل إن الأطفال في زمن الثورة التكنولوجية يخترعون ما يساعدهم على قضاء احتياجاتهم ومساعدة غيرهم على العيش بطريقة أفضل. مخترعات سعوديات في مقتبل العمر اخترعن العديد من الأجهزة القابلة للتطوير والتنفيذ وطرحها كمنتجات تجارية للاستخدام، ولكن ما يعوقهم هو عدم معرفتهم بالجهة التي توجههم وتساعدهم على تطوير اختراعاتهم، بالإضافة إلى ضرورة دفع مقابل مادي للحصول على براءات الاختراع من قبل المؤسسات المسؤولة. المخترعة بيلسان فيرق (13سنة) تقول «كوني من مكةالمكرمة، ومن خلال مشاهدتي لمعاناة بعض الحجيج وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، اخترعت فكرة لتطوير الكرسي المتحرك، بالإضافة إلى جهاز مساج لتحريك الدورة الدموية وماسكة جهاز آي باد، ويسهل تطبيقها وتحريكها بشاشة لمس صغيرة تتحكم بتحريك الكرسي، وفي حالة الطوارئ أو في حالة حمله للسفر يمكن تطبيق الكرسي لحمله بسهولة، كما اخترعت عكازا لكبار السن متعدد الاستخدامات، يحتوى حاملة ماء يشبه الكيس الشبكي لوضع قارورة الماء وحاملة أدوية ومظلة تفتح حال هطول الأمطار، وتستعمل للوقاية من حرارة الشمس، وتوجد مروحتان صغيرتان داخل المظلة لتخفيف الحرارة. أما تهاني كالو (17سنة) فاخترعت جهازا يعتمد على منبه لأوقات تغذية الأسماك، ويوضع فوق حوض السمك حتى لا يدخل الماء لعلبة الغذاء فيصبح الغذاء غير صالح، وتقول «إذا ارتفعت درجة الحرارة فإنه لا بد من زيادة كمية غذاء السمك؛ ولأن الأسماك حديثة الولادة تحتاج إلى كمية غذاء أكبر وفي الوقت المحدد لإطعام الأسماك يعمل الجهاز بإنزال الغذاء داخل الحوض، ويمكننا أن نتحكم في تغيير الوقت من خلال المؤقت اليدوي متى احتاجت الأسماك لكمية إضافية من الغذاء»، وزادت «طورت هذا الجهاز ليصبح متحركا على طول الحوض أثناء إنزال الغذاء، وبمميزات الاختراع الأول نفسها، إضافة إلى مساره الجديد فوق الحوض، وبذلك أكون قد وفرت الجهد على كل شخص يمتلك الأسماك بإطعام أسماكه آلياً في الأوقات التي حددها دون تدخل منه. وتضيف كالو «واجهتني صعوبات من ناحية المبلغ المادي المخصص، حيث إنني قرأت في الشروط أن البراءة تستمر لمدة 20 سنة وكل سنة لها رسومها الخاصة، وتزداد بحلول كل سنة، كما تتمثل معاناتنا في عدم توفر أماكن لمنح براءات الاختراع في مدينتي، وبما أنني طالبة غير متفرغة فلا يمكنني السفر وإتمام إجراءات الحصول على البراءة». أما يسرا قوقندي (13سنة) فقالت «فكرة الابتكار طرأت على بالي بعد تعرض منزل صديقتي إلى السطو، فاخترعت جهازا من قطعتين توضع الأولى عند باب المنزل أسفل السجاد والأخرى في غرفة النوم؛ وهي عبارة عن مصباح قوي الإضاءة يضيء بمجرد الضغط على القطعة الأولى وينبه المستفيد، فهو عبارة عن جهاز إنذار قابل للتطوير وإضافة المنبه الصوتي». سعدة عامر أمين (14 سنة) اخترعت الفرشاة العجيبة وهو عبارة عن فرشاة وأنبوب يوضع فيه المعجون وأنبوب آخر للمعقم وفرشاة ملحقة به لتقويم الأسنان، واستشارت أطباء متخصصين في طب الأسنان وأثنوا على الاختراع؛ لأنه يقوم بالقضاء على الجراثيم، ويشتمل على أكثر من جهاز بالإضافة إلى سهولة حمل الفرشاة لصغر حجمها، ويمكن للأطفال استخدامها بيسر. من جهته، أكد عبدالله المنقور مدير إدارة الإعلام في موهبة، أن براءات الاختراع ليست من اختصاص موهبة، بل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وهي الجهة الحكومية الوحيدة التي تمنح البراءات.