دفعت معاناة طفل صغير من ذوي الاحتياجات الخاصة، شقيقتيه اللتين تدرسان في الصف الأول الثانوي بالثانوية الخامسة عشر بحفر الباطن إلى ابتكار «كأس المعوقين»، وهو عبارة عن مضخة ماء موصولة بزر تشغيل، وأنبوب ينطلق منه الماء في شكل متقطع، كي لا يختنق المعوق من اندفاع الماء إلى فمه. وقالت التوأم نورة وندى الراشد «أن الاختراع يوضع على شكل سترة تحوي المضخة والوعاء، ويوصل الأنبوب عبر الكتفين حتى يكون بمحاذاة الفم». وأضافتا أن «الاختراع الذي يتكون من مولد صغير، وخزان ماء، وأنبوب، وزر تشغيل، يهدف إلى تسهيل شرب الماء للمعوقين حركياً، ويساعدهم على الاعتماد على أنفسهم، ما يخفف من العبء على الأهالي». وأكدت الشقيقتان أن «الابتكار وليد المعاناة، وأي عائلة لديها ابن معوق حركياً ستدرك أهمية المخترع»، وتمنتا أن يجد ابتكارهما «من يتبناه ويطوره، وأن تصبح ابتكارات الفتيات السعوديات إسهاماً في رفع اسم المملكة على الأصعدة كافة». وعرضت نورة وندى ابتكارهما ضمن معرض «المخترعات الصغيرات»، الذي أقامه الفرع النسائي في «الندوة العالمية للشباب الإسلامي» في حفر الباطن، على مدى ثلاثة أسابيع، بمشاركة طالبات يدرسن في المرحلة الثانوية. ومن الابتكارات المعروضة أيضاً قلم موصول بالليزر للكتابة أثناء انقطاع الكهرباء، وصممته مدى العساف ، وهناك اختراع نجود العبد الكريم ، وهو عبارة عن سلة مهملات مُقسمة إلى قسمين، أحدهما للطعام، والآخر للمهملات، وعند امتلائها تضيء باللون الأحمر، وتهدف كما قالت نجود إلى «فصل الطعام عن بقية المهملات، ومن ثم جمعه ووضعه للطيور أو الحيوانات، احتراماً للنعمة وتقديراً لها، كما ان فيه أجراً». وقدمت رحاب ابتكاراً تقوم فكرته على أنابيب مياه في أسفل جسم السيارة، وتحيط فيها من كل جانب، وفي حال حدوث حريق يضغط السائق زراً كي تنطلق المياه لإخماد الحريق. أما معالي فاخترعت أداة لتسخين المياه تعمل بالبطارية في حال السفر، أو انقطاع الكهرباء. وهناك اختراعات متنوعة، مثل سلة مهملات متنقلة للمعوقين، ومحفظة شخصية برقم سري، وكواية ينفصل عنها الكهرباء بمجرد رفعها عن الملابس، وشريحة توضع في الطفل لتحديد مكانه عبر جهاز تحمله الأم. وخضعت المشاركات في المعرض إلى دورات على مدى ثلاثة أسابيع، تضمنت مراحل عدة، بدأت بمقدمة عن الابتكار، ثم نماذج من الاختراعات والمخترعين. كما خضعن إلى دورة قصيرة بعنوان «مصنع الأفكار»، وأخرى بعنوان «الاختراع وطرقه وأنواعه وأدوات المخترع»، وثالثة بعنوان «مشروعي»، حاولت المدربة فيها استحلاب أفكار الطالبات ببعض الاختراعات، وأخيراً خضعن إلى دورة مختصرة عن «الاختراع براءة وتسويقاً». كذلك تخللت البرنامج زيارة إلى معهد «انترناشونال للحاسب الآلي»، وكذلك ندوة بعنوان «التخلص من رهبة الاختبارات» للمدربة نوال العنزي. بدورها أوضحت مدير الفرع النسائي في «الندوة العالمية» في حفر الباطن حصة السبيعي، أن الهدف من هذه البرامج «توفير البيئة التعليمية المناسبة لتنمية قدرات الطالبات في مدارس التعليم العام، من خلال تدريبهن على استراتيجيات ميسرة في تعليم الاختراع، وذلك وفق منهجية محددة»، مضيفة أن «رعاية الموهوبات في مجال الاختراع واكتساب الطالبة مهارات التفكير الإبداعي والناقد وحل المشكلات وطرح الأسئلة، أبرز ما نطمح إليه، من خلال بذل الجهد والوقت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية و أظهرت شابات حفر الباطن اللاتي لم يتجاوزن العشرين موهبة الاختراع . و قبلهن كان هناك اختراع للشاب يوسف القثامي من متوسطة الملك خالد باختراع : جهاز حساس يفصل تلقائيا عند الاقتراب من التلفزيون.