أكد إمام وخطيب الحرم المكي الشريف الشيخ الدكتور سعود الشريم على سعة الصدر فيما يتعلق بالحديث عن الأهلة وأن لا يكون اختلاف المطالع سببا للتنازع والتدابر وأن يؤخذ الأمر على العفوية والاجتهاد الموصل إلى الهدف المنشود وأن نتقي الجدال العقيم دون لغط أو تناوش مذموم، وقال في خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام: «الرؤية أصلها شرعي وينبغي أن لا يكون هذا الأصل مانعا من أي استفادة من المستجدات العصرية التي لا تنقض ذلك الأصل ولا تعارضه كالمكبرات البصرية والحساب المعين على تحقيق الرؤية وبذلكم تتفق وجهات النظر ويقل الخلاف وتقصر المسافة». وبين إمام وخطيب الحرم المكي الشريف «إن قلوب العباد مشرئبة وعيونهم محدقة بلهف المشتاق ولوعة الفاقد مشرئبة لانبثاق هلال رمضان الوليد الذي سيطل عليها بعد أيام معدودة يترقبون ذلك الوليد ليؤذنوا بشهر له في مجتمعهم تأثير وفي نفوسهم تأديب وفي مشاعرهم إيقاظ يترقبون ذلك الوليد بعد أن ظلوا أحد عشر شهرا وهم سالكون في مسالك الحياة ودروبها ينالون منها وتنال منهم، مشيرا إلى أن الله جل وعلا جعل للعبادات أوقاتا زمنية ومكانية وقد احتل القمر جزاء كبيرا من الأوقات الزمانية كالحج، والصوم وغير ذلكم من الأوقات الزمانية المرهونة بالأهلة ومنازل القمر كالعدد وأيام البيض وغيرها، لافتا النظر إلى أن التوقيت القمري هو ممن امتن الله به على أمة الإسلام وجعله من خصائصها حيث كانت الأمم السابقة تعتبر ميقاتها وأعوامها بالسنة الشمسية وهي تزيد على القمرية بأحد عشر يوما وكان ميقات العرب قبل الإسلام القمر خلافا لمن سواهم فوافق الإسلام هذا التوقيت ووجهه. وانتقد إمام وخطيب المسجد الحرام ما يقال حول الرؤية الشرعية للهلال وقال: «هناك من الناس من يرى أن الرؤية الشرعية لا تتفق مع الحساب وأنها ظن ونقص أمام الوسائل العصرية في حين أن الحساب يقين في الدقة والصحة والجواب هو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عاجزا عن التفاصيل وإن كان أميا فهو يوحى إليه لأنه صلى الله عليه وسلم يخبر بما هو أعظم من ذلكم فقد وصف السموات السبع ومن فيها من الأنبياء في قصة الإسراء ونعت المسجد الأقصى كما هو وإنما كان جوابه صلى الله عليه وسلم مختصرا لكون رسالة أمته وحاجتها للعبادة والطاعة وللأثر الفعلي للأهلة لا النظري كانت الإجابة أنها مواقيت للناس والحج فهذا هو ما ينفعهم فيها»، مشيرا إلى أنه من ادعى أن في جوابه مخالفة لما في علوم الفلك فقد أعظم على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الفرية فكتاب الله جل وعلا أكبر من أن يكون كتابا فلكيا أو كيميائيا أو فيزيائيا كما يحاول بعض المتحمسين أن يقصروا همتهم في الخوض فيها بعيدا عن كونه هداية ونورا ونجاحا ولربما وقعوا بسبب ذلكم في محاذير ثلاثة أولها التراجع النفسي الذي يخيل إليهم أن العلم هو المهيمن على القرآن وأن القرآن تابع له فيحاولون تثبيت القرآن بالعلم وإن كان القرآن خلافة وهذه طامة كبرى وثانيها سوء الفهم بحقيقة القرآن ورسالته وأن حقيقته نهائية لا تقبل التغيير والفحص لأن قائلها هو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وثالثها الوقوع في التأويل المتعسف والتكلف في توجيه نصوص القرآن بمعلومات ونظريات مستجدة قد تنسخها أخرى لاحقة»، مؤكدا أن هذا لا يعني بداهة عدم الانتفاع بالمستجدات العلمية في توسيع مدلول الآيات وإظهار إعجازها لتكون هي تابعة للقرآن لا العكس. وفي المدينةالمنورة أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي عبدالرحمن الحذيفي فضل الصدقة على المسلم وما لها من آثار إيجابية بين المسلمين من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية لأنها تسد حاجة المسلمين وتعينهم، وتقوي الروابط بينهم لذا كانت من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، وقال: «الصدقة إذا أريد بها وجه الله تعالى فإن الله يتقبلها بواسع رحمته ويضاعف لأصحابها المثوبة، ويعلي درجاتهم ويغفر بها ذنوبهم وتكفر الخطايا وتبارك المال وتكون سببا في زيادة الرزق بالإضافة إلى أنها إحدى السبل المؤدية إلى جنة عرضها السموات والأرض». وبين الشيخ الحذيفي «إن الصدقة دليل آخر على صدق الإيمان وحسن الظن برب العالمين باعتبار أن النفس إذا سمحت بالتصدق والإنفاق في مرضاة الله عز وجل كان ذلك برهانا على صحة إيمان العبد بالإضافة إلى أنها تعلق النفس بالقربات وتشغلها بالطاعات، وهي بوابة لسائر أعمال البر»،.