هذه رواية من أم عن زوج يسرق ابنته منها ويغيبها شهورا دون شفقة أو رحمة تجاهها.. تقول الأم التي رمزت لاسمها (ب.م): «وضعت طفلتي ولم أكد أفيق من آلام الوضع حتى فاجأني زوجي آنذاك بأنه يرغب في أخذ طفلتي التي لم يتجاوز عمرها ساعات لبعض الوقت ليريها لوالدته كي تشاهد حفيدتها، صدقته حينها ووافقت وليتني لم أفعل ذلك، لأن الوالد أخذ الطفلة واختفى عن الأنظار». تضيف الأم «انتظرت ساعات، تحولت إلى أيام وطفلتي لم تعد إلي، بحثنا هنا وهناك ولا أثر، سألت القاصي والداني ولم أعثر على إجابة عن مكان ابنتي، وعندما تملكني اليأس قصدت مركز الشرطة وقدمت شكوى بما حدث، وبعد بحث طويل وصلتني أنباء بأن طليقي الذي كان طلقني أيام حملي باع ابنتي إلى امرأة تربيها، عندها تقدمت بشكوى أخرى للمحكمة العامة في جدة، وهناك أحضروه وجاء وكلي أمل في أن أشاهد ابنتي بين ذراعيه، خصوصا أن فترة غيابها طالت إلى ثلاثة أشهر، وبعد التحقيق معه فى المحكمة ادعى أن ابنتي لدى رجل فى المدينةالمنورة، وأنه سيحضرها في اليوم التالي، عدت إلى المنزل وكلي أمل متى ستشرق شمس الغد لأرى طفلتي، وبعد ليلة لا أدري كيف انتهت عدنا إلى المحكمة وكانت المفاجأة أن والد ابنتي لم يحضر، وظللت في انتظار آخر إلى أن تم إحضاره بالقوة الجبرية، وبعد السؤال تبين أن ابنتى في حوزة امرأة، فأجبره القاضي على إحضارها، وفعلا حضرت المرأة وهي تحمل ابنتي، كنت حتى تلك اللحظة التي ضممتها إلى صدري لا أعرف لها اسما حيث اختطفها والدها قبل أن نطلق عليها اسما». جناية ومشاركة قال المستشار القانوني خالد عبدالقادر الحلواني في هذه القضية: لماذا لم يحكم حتى الآن على هذا الأب والأم البديلة؟ وأضاف «الجريمة واضحة، في أخذ الأب للطفلة لامرأة ثانية وربما كان ذلك بمقابل مادي أو ما شابه ذلك، وإذا ثبت عليه ذلك في التحقيق فإن تلك جناية ومشاركة في الجريمة لأن إخفاء نسب الطفل أو تفريقه عن أمه جريمة لايقبل بها أبدا». تجرد من الفطرة من جهته، قال المرشد الأسري بمركز المودة للإرشاد الاسري عادل بن عابد الجهني، «إن هذه الحالة نادرة لكنها تنم عن انعدام لمشاعر الأبوة والرحمة، ولا يمكن لإنسان أن يتخيل مجرد التخيل أن يتجرد أب من الفطرة التي يجبل عليها وهي حب الأبناء وهم زينة الحياة الدنيا، ثم يقدم على هذا التصرف غير الأخلاقي وغير الإنساني».