يتوجس المتجهون إلى المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف خيفة من حالة الاختناق التي ربما ستشهدها المنطقة خلال الأيام المقبلة بالتزامن مع إطلالة رمضان؛ إذ تعكف شركات المقاولات على تنفيذ سلسلة من المشاريع الخدمية الحيوية الأمر الذي ربما يعرقل الحركة فيها ويؤثر على الحركة التجارية التي تحولت من محال إلى بسطات غزت المنطقة المركزية. وأفصح أمين عام هيئة تطوير المدينةالمنورة المهندس محمد العلي أن الهيئة تجري تنسيقاً مع كافة الجهات الخدمية المعنية (المرور، الأمانة، النقل) بغية معالجة المشكلات والوصول إلى حلول جذرية لها وليس فقط وضع معالجات مؤقتة، مبيناً أن اتخاذ مثل تلك الإجراءات يتطلب وقتاً لتصبح واقعاً وتدخل دائرة التنفيذ. وتصاعدت مطالبات الأهالي بضرورة فتح عدد من المداخل التي تم الانتهاء من تنفيذها على امتداد الطريق الدائري، الأمر الذي دفع مرور المدينة لفتح بعض المداخل في الشوارع الحيوية المتفرعة من الطرق الرئيسة، إضافة إلى وضع إشارات ضوئية في بعض الميادين لتفادي الاختناقات المرورية عند التقاطعات، والتقليل من حوادث السير، إضافة إلى فتح تحويلات على الطرق المؤدية إلى الحرم النبوي من الناحية الشمالية؛ نظراً لكثافة المشاريع التي تتوزع في النواحي الغربية، الشمالية، الشرقية من المنطقة المركزية. وشرعت فرق ميدانية في فتح منافذ على طريق الملك فهد للتغلب على حالات الاختناق التي شهدها الطريق جراء استمرار أعمال تنفيذ مشروع تقاطع (طريق الملك فهد مع الدائري الأول) والذي تعكف شركة مقاولات متخصصة على تنفيذه لتوفير معدل كثافة أعلى لمرور الحافلات والمركبات باتجاه المسجد النبوي وفنادق المنطقة المركزية. وعلى الصعيد التجاري، تسبب الإغلاق وإعادة فتح تحويلات في شوارع المنطقة المركزية والطرق المؤدية إليها في إعاقة جزئية للأنشطة التجارية في المنطقة الشمالية من المنطقة المركزية، ودفعت أصحاب المحال على إغلاقها نظراً لعدم تمكن المركبات من الوصول إليها، ووجودها بمحاذاة المشروع الجاري تنفيذه، فيما يتركز نشاط عدد من تلك المحلات على المشاة المتجهين إلى الحرم النبوي خلال أوقات الصلاة. وذكر بائع في متجر يقع على جانب طريق الملك فهد أن تحويل مسار الطريق بسبب المشروع قلل من أنشطة البيع في المنطقة، إضافة إلى أن حركة عبور المركبات من أمام المحلات تحتم على كافة المركبات عدم الوقف نظراً لكثافة السير على الطريق الذي يشكل منفذاً وحيداً للقادمين من الناحية الشرقية إلى الشمالية للمنطقة المركزية وصولا إلى فنادق الحرم النبوي. وطال تأثير استمرار أعمال المشاريع الخدمية في محيط المنطقة المركزية باعة الخردوات والبساطين الذين كانوا يتخذون من الرصيف على امتداد طريق الملك فهد أماكن لعرض تلك السلع، قبل أن يتحولوا بفعل تلك المشاريع إلى شوارع متاخمة للفنادق ومجاورة للساحات الشمالية والغربية للمسجد النبوي، وفي ظل تدني الرقابة الميدانية من قبل فرق الضبط التابعة لأمانة المدينة حرص مئات البساطين على حجز أماكن لهم قبالة الساحات، وعلى الطرقات التي يسلكها المشاة في طريقهم لأداء الصلاة في الحرم، ورصدت «عكاظ» أمس كثافة البسطات في منطقة الحرم تنوعت بين باعة الخضار والفاكهة، الخردوات، السبح، الأقمشة، وانتشرت بشكل مكثف في الناحيتين الشمالية والغربية للمنطقة المركزية، إضافة إلى مواقع خارج الدائري الأول من الناحية الجنوبية وفي محيط جسر الصافية.