تعيش جدة هذه الأيام مزيجا من مظاهر الصيف الحار مع المهرجانات في عدد من المواقع، إضافة لمهرجان التراث الشعب الذي ينظمه هذه الأيام مركز جدة للمعارض والاحتفالات، التي تتخللها عروض الفرق الشعبية من مختلف الدول العربية، تعرض تاريخها وعاداتها وتقاليدها، وجذبت نحو 15 ألف زائر وسائح ومواطن ومقيم في جدة خلال أسبوع. ويحتل كورنيش جدة الشمالي نصيب الأسد من خيارات السياحة لزوار جدة، الذين يحرصون على زيارة الكورنيش الشمالي وأبحر الشمالية، بشكل متكرر إضافة للمراكز التجارية التي تزدحم في الفترة المسائية بالمتسوقين والزوار، فضلا عن توجه عدد من العائلات للسباحة في أبحر الجنوبية في الصباح الباكر مع ارتفاع حرارة الصيف. يطالب عدد من زوار أبحر الجنوبية بالاهتمام بشكل أكبر بالكورنيش الجنوبي، لا سيما بالمواقع التي تشهد إقبالا كبيرا من العائلات للسباحة فيها، ونقل بعض مظاهر مهرجانات جدة إلى تلك المنطقة مع التركيز عليها. وزار عدد من أهالي جدة وعدد من المصطافين والسياح القادمين إلى عروس البحر الأحمر، القرية التراثية المقامة حاليا في مركز جدة للمنتديات والفعاليات ضمن مهرجان جدة الصيفي، وأجمعوا على سوء الدعاية والإعلان في وسائل الإعلام عن هذه الفعاليات، وقال عدد من الزوار إن القرية التراثية تحظى بمشاركة أغلب الدول العربية، وتحتوى على عروض لفنون تشكيلية وشعبية، بهدف رفع مستوى الوعي الجماهيري بقيمة التراث السعودي ودفعهم إلى الاهتمام به، حيث تقوم فكرة المهرجان على دعوة فرق شعبية ومهتمين بالفنون التراثية والفنون عامة والمسرحيين والعاملين في مجال الفنون الشعبية حتى المأكولات، لإقامة فعاليات وعرضها أمام الجمهور، إضافة إلى عرض أزياء من التراث السعودي للرجال والنساء، وبمشاركة مصممين ومصصمات إضافة إلى جلسات عائلية من التراث. وقال مرتادون للقرية إنها تضم عددا من الأجنحة والفعاليات منها جوانب عديدة من التراث، والألبسة التراثية والأدوات المنزلية وأدوات العمل، كما نصبت خيم خاصة لبعض الفعاليات، منها خيمة للعزف على الربابة، وأخرى للنقر على الدفوف التي تستخدم في الأعراس، وساهم مشاركون في عرض فنونهم في الطهو وتطريز الملابس يدويا، وتقديم واجب الضيافة من القهوة والتمر إحياء للعادات السعودية، اضافة إلى أجنحة خاصة بجميع البلدان العربية، كي تقدم شيئا من تراث الشعوب، وتقوم يوميا فرقة شعبية عربية بتقديم ألوان من الفنون الشعبية من بلادها، ويشاهد الحضور عروضا مسرحية للأطفال وألعابا بهلوانية ومسابقات، شارك فيها عدد من الأطفال. ويقول عدد من مرتادي جدة منهم فايز الشهراني ومحمد الزهراني ويوسف الجهني ومحمد العيدي وخالد ابو صفية وهاني العمري ومحمد الجابر، إن جدة رغم حرارة الصيف التي تزداد كل يوم إلا أنها تجد إقبالا كبيرا من الزوار القادمين من خارجها، لا سيما أن كثيرا من العوائل فضلت هذا العام خيار السياحة الداخلية بسبب الأحداث الحالية في بعض الدول التي اعتادت الأسر السعودية زيارتها مثل مصر وسورية، ورصدت جولة «عكاظ» في عدد من الأسواق سياحا من سلطنة عمان ومن البحرين ومن الكويت، وبعضهم قال إنه جاء ليقضي أسبوعا يؤدي خلاله مناسك العمرة ثم يكمل إجازته في أبها، كما رصدت الجولة عددا من أهالي الرياض والمنطقة الشرقيةوالمدينةالمنورة ممن يقضون إجازاتهم في عروس البحر الأحمر. ويطالب زوار جدة بمراقبة المطاعم والمحال التي تقدم الوجبات في المساء، على أن تبادر الأمانة بزيارات مفاجئة لتلك المطاعم ولا تنتظر وصول شكاوى من السياح. ولاحظ أهالي وزوار جدة كثافة الحركة الدؤوبة الناتجة عن تنفيذ المشاريع منذ سنوات عديدة، إلا أن اللافت هذا العام تزامن إطلاق عدد من المشاريع مع بداية الإجازة الصيفية، مثل تقاطع طريق المدينة مع شارع صاري، حيث تشهد جدة كثافة بشرية ومرورية ينتج عنها العديد من الإشكاليات، لا سيما في الحركة المرورية رغم الجهود التي تبذلها الجهات المعنية لتفاديها، إلا أن المواجهة تبدو صعبة في ظل الزخم الكبير المصاحب لإنطلاقة مشاريع خدمية في المدينة، ويؤمل السكان والزوار أن تشهد المدينة نقلة نوعية من خلال تلك المشاريع التي يجري العمل على تنفيذها الآن، ودعوا أن تكون تلك الجراح التي أرقت كاهل المدينة، هي آخر الجراح، وأن تنعم مدينتهم بالهدوء والتنظيم الجيد. إلى ذلك، تشارك قيادة حرس الحدود في منطقة مكةالمكرمة ضمن برنامج حملة السلامة البحرية لهذا العام الذي تنظمه بمناسبة بدء الإجازة الصيفية لعام 1432ه، وتوزع أكثر من مليون نشرة توعوية تعليمية موضح فيها مناطق السباحة المعتمدة على شواطئ منطقة مكةالمكرمة من (محافظة رابغ شمالا حتى محافظة القنفدة جنوبا) وكذلك إجراءات السلامة البحرية والإسعافات الأولية في حالة الغرق بالإضافة لرقم مركز عمليات حرس الحدود (994).