ليس جديدا أن ما نسبته 60% من أحياء جدة بدون مشاريع صرف صحي، وليس جديدا ما تحدثه صهاريج الصرف الصحي من فساد في المدينة، وليس جديدا طول أمد بقائها جنبا إلى جنب مع السكان في الميادين العامة، لكن الجديد بحسب اتهام أحد سائقي الصهاريج، الفساد الإداري والمالي في محطات معالجة مياه الصرف الصحي المجاورة لمردم النفايات شمالي جدة. وبدون تحديد أسماء أجمع سائقو صهاريج الصرف الصحي هناك، أن أحد المسؤولين يتقاضى عن كل رد 10 ريالات دون وجه حق، وبمعادلة بسيطة إذا حسبنا أن متوسط عدد الصهاريج التي تزور المحطة يوميا 100 صهريج، فإنه يجمع 1.000 ريال يوميا، أي 30.000 ريال شهريا بخلاف راتبه الذي يتقاضاه من الأمانة. وبعيدا عن هذا وذاك تظل صهاريج الصرف الصحي علامة فارقة في مدينة جدة، يتمنى سكانها قبل الزوار سرعة زوالها والاستغناء عنها، لما تحدثه من تلوث بيئي، وتشويه للمنظر البصري، وتدمير وتكسير لطبقات الإسفلت، فضلا عما تسببه من ازدحام مروري في جميع أوقات اليوم، واستباحاتها الميادين العامة والشوارع الرئيسية في نقاط تجمع للوقوف. خالد الحربي من سكان حي الصفاء 4 قال: «طالت معاناتنا نع صهاريج الصرف الصحي، وأصبح الاستغناء عنها حلما لا أظنه سيتحقق يوما ما، بالنسبة لي فأنا أعاني من انسدادات وتكسر في الشبكات أمام منزلي منذ ما يزيد على العامين، ولم تقدم الجهات المعنية أي حلول، ولا أعرف السبب الحقيقي وراء طفح المجاري أمام المنزل، وربما كان بفعل المياه الجوفية، المهم أنني ألجأ إلى صهاريج الصرف الصحي كل ثلاثة أيام أو أربعة لشفط المياه أمام المنزل، وأخسر مايقارب 1500ريال شهريا لذلك الغرض، مالم يتلاعب سائقو الصهاريج بالأسعار، كما يحدث وقت هطول الأمطار أو في المواسم كرمضان والعيدين». عبدالله المباركي من سكان حي البوادي قال: «لايمكن الاعتماد على سائقي صهاريج الصرف الصحي، والأمر بأيديهم من حيث العمل من عدمه وقيمة التسعيرة التي يغيرونها بحسب أهوائهم، وإن حاولنا الاتصال على المتعهد يرد أحد أبنائه ليتلقى البلاغ وفقا لرقم الصهريج، ولكن دون فائدة فالسائقون يتعاونون فيما بينهم في تحديد الأسعار خلافا للتسعيرة المحددة، وإن لم أرضخ لمطالبهم فإن المجاري ستطفح أمام منزلي وسيكون الخاسر الأول والأخير هو أنا». عبيد النمري من سكان حي المروة، أشار إلى تجمع صهاريج الصرف الصحي في الشارع العام أمام منزله بأعداد كبيرة، ملوثة الأجواء المحيطة بالروائح الكريهة ومشوهة المنظر العام للحي، لافتا إلى أنه سبق أن تقدم هو وعدد من السكان ببلاغات لدى الأمانة، مطالبين فيها بضرورة منع وقوف الصهاريج في الحي، لكن شيئا على أرض الواقع لم يتغير ولازالت الصهاريج في مكانها حتى اليوم. ناصر القحطاني زائر لمدينة جدة قال: «رغم تزايد الإشكاليات المحيطة بمدينة جدة، وخصوصا في العامين الأخيرين عقب كوارث الأمطار، إلا أن أسوأ ما أشاهدها فيها كزائر هي صهاريج الصرف الصحي، ومن غير المعقول أن تكون مدينة كجدة لازالت تعتمد عليها في الألفية الثالثة، فضلا على ما تسببه من ازدحام وحوادث مرورية». نايف الغامدي من سكان حي غليل يقول: «هنا في غليل يتشرط سائقو الصهاريج في تحديد أسعارهم، إذ لا يخفى على أحد عشوائية الحي وصغر شوارعه، مما يعطيهم الحجة برفع الأسعار ونضطر لمجاراتهم خوفا على صحتنا من التلوث، خاصة أن الحي يعاني من إشكاليات كثيرة خلافا لطفح المجاري». ظافر القرني من سكان كيلو 14 لفت إلى أن العديد من سكان الحي من ذوي الدخل المحدود، ولا يستطيعون مجاراة مغالاة سائقي صهاريج الصرف الصحي في أسعار خدماتهم، مما يتسبب في طفح المجاري بين فترة وأخرى، متمنيا أن تشمل مشاريع التصريف منازل كيلو 14لإنهاء هذه المعاناة الدائمة بالنسبة للحي.. منصور الجهني من سكان حي قويزة قال: «بعد هطول الأمطار قبل عامين تقريبا، تسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية في طفح المجاري بشكل دائم، ولا يستطيع حتى المقتدرون ماليا شفط مياه الصرف الصحي يوميا، ومنذ ذلك الحين تقدمنا بعدة شكاوى للأمانة لحل المشكلة ولكن دون جدوى».