يشكو عدد من مراجعي مستشفيات أبها، من تأخير الجثث في ثلاجات الموتى لفترات طويلة تصل إلى سنوات، ويعزو البعض أن التأخير يعود لعدة أسباب منها التحقيقات الجنائية حول أسباب الوفاة، وثانيها عدم استلام الجثث من قبل بعض أهالي المتوفين. وأوضح المواطن سعيد القحطاني أن الإجراءات روتينية صعب التغلب عليها، وخصوصا فيما يتعلق بالموتى وتسليمهم لذويهم، وعلى سبيل المثال توفي أحد العمال لدي في المستشفى عام 1430، ولم أستطع استلام الجثة إلا بعد عامين، بسبب طول التحقيقات والعمل الروتيني الصعب. فيما أشار زائد الأسمري إلى أن القصور ملموس في جميع الجوانب سواء من قبل أهل المتوفى أو المستشفى أو الجهات الحكومية ذات العلاقة ومنها الشرطة أو الصحة، وطالب الأسمري بتسهيل الإجراءات بعيدا عن الروتين، فإكرام الميت دفنه. فيما قال الباكستاني محمد جان عامل في إحدى شركات المقاولات في عسير، إن المشكلة تكمن في الإجراءات الشديدة والمطولة في تسليم الجثث لذويهم، والتي تتطلب توفر جميع التحقيقات أو الوصول لسفارة المتوفى إذا كان مقيما، وأضاف أن أحد العاملين في بلجرشي توفي خلال حادث مرور، فتم إدخاله مستشفى خاص والذي بدوره رفض تسليم الجثة خلال ستة أشهر قضاها المتوفى في ثلاجة المستشفى، لأسباب واهية. وتحدث أيمن شهاب (أحد العاملين في أحد المستشفيات الحكومية في منطقة عسير) أن الإجراءات ربما تمتد إلى ستة أشهر ما بين المستشفيات والجهات الأخرى، وهذه معاناة حقيقية يلمسها كل من لديهم متوفى في ثلاجات المستشفيات. من جهته ذكر الناطق الإعلامي في صحة عسير عبدالله النقير أن أعداد الموتى في الثلاجات بكافة مستشفيات منطقة عسير غير ثابتة وتتراوح ما بين اثنين إلى أربع عشرة جنازة في اليوم الواحد. وأضاف أن الجثث التي تكون مدتها طويلة في ثلاجة الموتى يتم تشريحها من قبل الطبيب الشرعي حسب الحالة الجنائية، وهذه الحالات تكون أمر إخراجها عن طريق الشرطة وليس عن طريق إدارة المستشفى حسب مجريات التحقيق مع الحالة وقضيتها، والتي قد يتطلب مجرى التحقيق بقاءها مدة طويلة في الثلاجة، والأمر الآخر بعض الجثث مجهولة ولا يوجد أحد يستلمها وهذه قد تأخذ وقتا طويلا في الثلاجة.