أفصحت اللجنة الوطنية للحج والعمرة عن أن موسم العمرة الحالي لم يستقبل معتمرين من دولٍ عربية تشهد ساحاتها اضطرابات أمنية في ظل الثورات التي تشهدها بعض تلك الدول إذ أن ليبيا وتونس لم يفد منها معتمر واحد بينما وصلت أعداد معقولة من المعتمرين من دول مصر فيما سجلت سورية واليمن العدد الأقل وأكد رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة سعد جميل القرشي أن أعداد المعتمرين القادمين من الدول العربية التي تمر بظروف سياسية كانت ضئيلة باستثناء مصر بينما سورية واليمن وصل للعمرة منها أعداد ضئيلة جدا فيما لم يقدم أي معتمر من تونس وليبيا. وأضاف القرشي «الفتن والمظاهرات ونتائجها التي تمر بها غالبية الدول العربية الشقيقة تضرر منها الكبير والصغير وبدروها أثرت على الوضع المادي لأفراد الشعوب وآخرهم عن العمرة». وعن نسبة التخلف قال القرشي «لا يمكن تحديدها حتى يتم إغلاق موسم العمرة في 30 شعبان كما أن المهلة الممنوحة لخروج آخر معتمر من المملكة 15 شوال وعقب ذلك يمكن تحديد نسبة التخلف لدى الشركات». ولفت إلى أن نسبة التخلف ضئيلة جدا وتكاد معدومة ويعود ذلك إلى أن الشركات انضبطت أكثر والأمور ترتبت من الجانبين من الوكيل الخارجي والوكيل الداخلي وطبقت جميع الشروط. من جهته أوضح حسن صادق 40 عاما من سورية أن الوصول إلى مكة هذا العام كان متعبا بعض الشطي يقول صادق «وصلنا للأراضي المقدسة وقلوبنا معلقة بأبنائنا وأقربائنا في سورية إذ أن ما يمر به الوطن جعلنا في قلق مستمر وخوف شديد". وتحدث الحاج حمدي كامل القادم من جمهورية مصر العربية عن ما الوضع القائم في أرض الكنانة بالقول «من المؤلم إن نرى الفرقة تدب بين أبناء الشعب الواحد وما يدور في مصر لا تبعث بالسرور إذ أن القلق والخوف أصبحا يعيشان في بيت كل مصري وقلوبنا معلقة بأهلنا هناك حتى نفرغ من عبادتنا ونعود». وفي المدينةالمنورة تواصل رحلات العمرة في التوافد عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية فيما شرعت عدة الجهات ذات العلاقة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم في إعداد خططها الميدانية لموسم رمضان الذي يشهد تزايدا في أعداد الزوار القادمين وفي هذا الصدد دأبت الجهات الأمنية والخدمية وشؤون العمرة في وزارة الحج على إعداد خطة منفصلة عن الخطة الشاملة لموسم العمرة تتضمن جدولة لرحلات القدوم في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينةالمنورة. وعلمت «عكاظ» أن ما يزيد على 600 رحلة عمرة تم البدء بجدولة مواعيد وصولها خلال النصف الثاني من شعبان الجاري عبر أكثر من 15 شركة طيران دولية تقل نحو ربع مليون مسافر. من جهته أكد مدير مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينةالمنورة المهندس عبدالفتاح بن محمد عطا أن 7000 موظف في أقسام وإدارات ومرافق المطار شرعوا في تنفيذ خطة العمرة وإنهاء إجراءات القدوم والمغادرة، مبينا أن الأيام المقبلة تشهد زيادة في عدد الرحلات القادمة. وفي سياق متصل، رصدت «عكاظ» أمس حركة توافد الزوار والمعتمرين عبر ميقات آبار علي وبدت حركة توافد الحافلات ظهر أمس اعتيادية، فيما أنهت لجنة تشمل ممثلين من؛ أمانة المدينة، الشؤون الإسلامية، الكهرباء، الشرطة، من إخلاء ساحات جامع الميقات من المتاجر التي كانت تتخذ من الساحة الشرقية موقعا لبيع مستلزمات العمرة، حيث تمت إزالة المتاجر وتحويل الساحة إلى مواقف للحافلات والمركبات، وتشغيلها خلال موسم العمرة ورمضان المقبل، بغية زيادة الطاقة الاستيعابية للزوار أثناء وقوفهم في الميقات قبل توجههم للعاصمة المقدسة. واشتملت التجهيزات على تشغيل 32 كاميرا لمراقبة حركة توافد الحافلات والمركبات والمصلين إلى جامع الميقات والساحات المحيطة به، وتشغيل مكاتب خدمات إرشاد التائهين، وتحريز المفقودات، وتوجيه الحافلات. وعمدت وكالة شؤون العمرة في فرع وزارة الحج في المنطقة 650 موظفا لتنفيذ خطة موسم رمضان خلال الأيام المقبلة، تزامنا مع تصاعد حركة القدوم للمدينة المنورة، تشتمل تفعيل الخدمات الميدانية التي يقدمها المشرفون والمراقبون في عمليات تفويج المعتمرين وإسكانهم، من المطار إلى الفنادق ودور الزائرين، وكذلك أثناء اتجاههم بين المدينتين المقدستين. وكانت مصادر رجحت زيادة في أعداد المعتمرين القادمين بنهاية شهر شعبان بنسبة 30 في المائة عن الشهر الماضي، بعد أن كشفت إحصائية رسمية أن عدد المعتمرين الذين قدموا للمملكة خلال شهر رجب الماضي برا وبحرا وجوا تجاوز 621 ألف معتمر.