أيام معدودة ويحل شهر رمضان المبارك، ومعه يعقد الكثيرون النية على أداء العمرة، آملين في الحصول على ثواب عمرة مع المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبما أن أولى مراحل العمرة هي الإحرام من الميقات سواء من داخل المملكة أو خارجها، «عكاظ» الأسبوعية رصدت خلال جولتها على عدد من المواقيت بعض القصور في الخدمات على لسان عدد من المعتمرين الذين تصادف وجودهم في المواقيت، وطرقت أبواب الجهات المشرفة عليها، وكانت حصيلة الآراء على النحو التالي: ما إن يصل القادم من جهة الرياض أو من في حكمه إلى ضاحية الحوية حتى ينتهي به الطريق السريع ويكون مجبرا على السير لمسافة 30 كم عبر طريق السيل الصغير السيل الكبير حتى يصل للميقات وهو طريق خطر جدا وكثير المنعطفات وبين جبال شاهقة وعلى مسارين فقط. وبحسب المواطن مرزوق حامد العضياني القادم من محافظة الدوادمي في المنطقة الوسطى والمتجه إلى مكةالمكرمة لأداء العمرة، فإن الطريق يثير القلق للمعتمرين، ويشهد الكثير من حوادث السير خصوصا في ظل وجود الشاحنات التي تدخل في سباق مع المركبات الصغيرة على نفس الخط. وأضاف: رغم قصر المسافة على هذا الطريق، إلا أن الوصول للميقات يحتاج لأكثر من ساعة بسبب كثافة الحركة، ودعا وزارة النقل إلى توسعة هذا الطريق خصوصا أنه لا يخلو من حركة المعتمرين والحجاج على مدار العام، وخلص إلى القول: رغم أن الميقات شهد في الأعوام الماضية تطورا كبيرا في عدد من المرافق، إلا أنه لا يخلو من بعض الملاحظات التي نأمل من الجهات المعنية تلافيها من أجل راحة الزوار والمعتمرين. الوافدون والمستلزمات عند دخول المعتمرين لميقات السيل الكبير، يصطدم المرء بالأيادي التي تلوح والألسن التي تنادي بعبارات مبهمة لجذب انتباه سائقي المركبات، أبطالها عمالة وافدة تروج لمستلزمات الإحرام المعروفة، وقال محمد شهنيد (بنغلاديشي) ويدير محلا تجاريا، إن الدخل اليومي للمحل يتجاوز 700 ريال، ويتضاعف في شهر رمضان وموسم الحج إلى أكثر من ثلاثة أضعاف هذا المبلغ، ويلاحظ المرء تفاوتا في الأسعار من محل لآخر وذلك ما يشير إلى غياب الرقابة، فيما طالب المعتمر محمد بن علي (من سلطنة عمان)، أصحاب المحال بعدم ترك مستلزمات الإحرام والسلع الاستهلاكية في العراء وتحت أشعة الشمس لأوقات طويلة حتى لا تتعرض للتلف وتأتي بنتائج سيئة على المستهلك. دورات النساء يشد انتباه الداخل من بوابة الميقات الرئيسية على جهة اليمين، مشروع حديث تحت التنفيذ لدورات مياه خاصة بالنساء على أحدث المواصفات، مزودة بجلسات داخلية ومظلات وتكييف مركزي وتتسع لأكثر من 1000 حاجة أو معتمرة في وقت واحد، غير أن ما يثير التساؤل والاستغراب هو أن هذا المشروع لم يسمح باستخدامه حتى الآن رغم الانتهاء منه منذ فترة. وهنا قالت المعتمرة حنان النومي من منطقة القصيم، إن دورات المياه القديمة أصبحت لا تتسع للأعداد الكبيرة من النساء، وهو ما جعلها ورفيقاتها يستخدمن دورات مياه الفنادق والشقق المفروشة المجاورة وبرسوم مالية ليتجنبن الزحام، وأضافت: آمل أن أرى في زياراتي المقبلة الاستفادة من هذا المشروع. مستوصف للحج فقط! ميقات مزود بمستوصف للطوارئ ولكنه لا يفتح أبوابه إلا في موسم الحج، وهنا تساءل خالد الحسيني (من محافظة شقراء)، عن الأسباب التي تمنع عمل المستوصف على مدار العام خصوصا أن هذا الميقات لا يخلو من الزوار كونه مقصد المعتمرين والحجاج من المنطقة الوسطى والشرقية والقصيم وغيرها من مناطق المملكة - على حد قوله، وطالب بتشغيله على الأقل في شهر رمضان الذي يشهد كثافة في أعداد الزوار والمعتمرين. شاحنات في المواقف ضمن الإجراءات التطويرية شهد الميقات إنشاء مواقف سيارات جديدة في الجهة الجنوبية من الميقات وهي مواقف مسفلتة ومزودة بالإنارة، وهو ما أسهم بشكل كبير في استيعاب أكثر من 2000 مركبة إضافية، إلا أن سائقي الشاحنات التجارية والآتية من المناطق الوسطى والشرقية والقصيم والمتجهة إلى جدة استغلوا هذه المواقف الجديدة للراحة والمبيت وهو ما أكده محمد الثبيتي من السكان المجاورين للميقات. تواجد أمني عدد من الجهات الأمنية شاهدنا تواجدها في الميقات منها الدفاع المدني، الشرطة، وهنا أكد العريف محيا المرشدي، تواجد الدوريات الأمنية في الميقات على مدار العام، فضلا عن تعزيزات إضافية في مواسم الحج والعمرة. وكشفت جولة ميدانية ل«عكاظ الأسبوعية» على مواقيت مكةالمكرمة، تنفيذ أعمال صيانة وإنارة وتكييف، وإزالة مخلفات في ميقات جعرانة وفي محيط المسجد. وأكد أحد المشرفين على فريق العمل الانتهاء من إنشاء مجمع جديد لدورات المياه ملاصق للمسجد ليستوعب عددا أكبر من زوار الميقات، إضافة إلى أعمال الرصف وتنظيم المداخل لكافة جوانب المسجد. قصور خدمات وفي ميقات مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها في حي التنعيم ومسجد الميقات في جعرانة التي تقع على أطراف مكةالمكرمة، أبدى عدد من المعتمرين من مختلف الجنسيات امتعاضهم الشديد من قصور بعض الخدمات، وبين المعتمرون أنه رغم تحسن مستوى الخدمات في الميقاتين المذكورين، إلا أنه يفتقر إلى مياه الشرب الباردة والمظلات التي تحميهم من أشعة الشمس الحارقة. وهنا، أبدى المعتمر حسام السكري (سوري) انتقادا لعدم توفر مظلات حول مسجد الميقات في جعرانة تحمي المعتمرين من لهيب الصيف الحارق خصوصا كبار السن والأطفال الذين يعانون كثيرا من آثارها. وقال زميله فهد الحلبي، إنه قدم إلى مسجد الميقات في جعرانة قبل يومين وبعد الانتهاء من نسكه ليلا، تفاجأ بعدم وجود مياه شرب في المكان لأن ثلاجات المياه الكهربائية لا تعمل وحتى المتاجر قد أغفلت أبوابها. غياب التنظيم من جانبهم، أبدى كل من أحمد الدمشقي (سوري) أمير محمد خان (باكستاني) ومحمد وهيب (هندي الجنسية) تذمرهم من عدم توفر المواصلات عند مسجد الميقات في جعرانة، حيث يمكث المعتمر وقتا طويلا في انتظار سيارات تقله إلى الحرم المكي الشريف في ظل غياب الحافلات المخصصة لنقل المعتمرين على حد قولهم، وأشار المعتمر محمد حسين فؤاد (مصري) إلى غياب التنظيم في دخول وخروج المعتمرين في مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها في حي التنعيم، وقال: إن المسجد يعاني من غياب الموظفين الذين يتولون النواحي التنظيمية وهو ما ينتج عنه ازدحام شديد جراء الكثافة العددية للمعتمرين، ويوافقه في الرأي محمد هارون حافظ (سوداني) الذي أشار إلى بعض المخالفات المتمثلة في افتراش البعض داخل وخارج المسجد والطرقات المحيطة به رغم توفر كافة الخدمات في الميقات. 3 محاور أما في المدينةالمنورة، فإن الفرق الميدانية تعتمد ثلاثة محاور رئيسية في إنجاز مهماتها المتعلقة بتسيير الحافلات القادمة والمغادرة في جامع الميقات في المدينةالمنورة خلال المواسم، ويشهد ميقات آبار علي الذي يقع على مخرج المدينة باتجاه طريق الهجرة توافد عشرات الحافلات يوميا تقل زوارا في طريقهم إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك العمرة، وخلال شهر رمضان يدلف إلى جامع الميقات أكثر من مليوني زائر يحظون بأقصى درجات العناية والرعاية، تحت أنظار مئات الكوادر الأمنية والخدمية والفنية والتشغيلية. 110 آلاف حاج وأوضح ل«عكاظ الأسبوعية» رئيس المؤسسة الأهلية للأدلاء الدكتور يوسف بن أحمد حوالة أن موسم الحج الماضي سجل أكبر حالات تفويج الحجاج عبر جامع الميقات بلغت في الثامن من ذي الحجة من العام الماضي 110 ألف حاج تدفقوا على دفعات إلى جامع الميقات «آبار علي» قبل انطلاقتهم إلى مكةالمكرمة، مبينا حرص الجهات المعنية على تسهيل وصول المعتمرين إلى مكةالمكرمة. كاميرات مراقبة إلى ذلك، انتهت الجهات الأمنية من تشغيل كاميرات المراقبة الأمنية في الجامع بهدف خدمة الزوار والحجاج وحفظ الأمن في المكان، ويتكون المشروع الذي دشنه أمير المدينةالمنورة العام الماضي من 32 كاميرا، منها ست كاميرات متحركة مخصصة للساحات الخارجية، و26 ثابتة للمواقع الداخلية، وجهازي تحكم وتشغيل، وشاشتان لمراقبي الكاميرات، ويساعد مشروع كاميرات جامع الميقات في مراقبة مواقع الزحام وحركة رواد الجامع والمركبات في الساحات والمراقبة الأمنية. مشروعات تطويرية («عكاظ» الأسبوعية) نقلت حزمة من الملاحظات إلى مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية في الطائف الشيخ عبدالعزيز المدرع، الذي أجاب على الكثير منها كاشفا عن مشروعات تطويرية جديدة للميقات، وأرجع المدرع عدم تشغيل مشروع دورات مياه النساء الجديد لكون هذا المشروع خاص بمواسم رمضان والحج فقط، أما في باقي أيام العام فيكون الاستخدام لدورات المياه القديمة التي تخضع كذلك للتطوير والتحسين، كما أرجع مسؤولية إقفال المستوصف إلى وزارة الصحة التي قننت عملهم في الحج دون باقي الأيام، فيما حمل مسؤولية مراقبة الأسعار ونظافة البوفيهات للبلدية. وبين الشيخ المدرع، حزمة من المشاريع التطويرية في الميقات، منها إضافة مواقف جديدة شمالية وجنوبية، وإنشاء محطة تنقية لدورات المياه يعاد تدويرها واستخدامها في أعمال التشجير والنظافة، إضافة مواقف جديدة شمالية وجنوبية وكذلك إنشاء محطة تنقية جديدة لمياه دورات، تنفيذ محطة لتنقية مياه الآبار لتزويد الميقات بمياه صالحة للشرب، فضلا عن إنشاء سوق نموذجية وفق أحدث المواصفات بديلا عن المحلات الموجودة حاليا والتي سوف يتم إزالتها فور الانتهاء من السوق الجديدة والمتوقع البدء في ذلك قبل نهاية العام الجاري، مبينا استمرار عمليات التطوير عاما بعد آخر. شركات متخصصة من جهته، بين مصدر مسؤول في وزارة الشؤون الإسلامية في مكةالمكرمة، تعاقد الوزارة مع شركة متخصصة لتنفيذ أعمال الصيانة والتشغيل الكامل للمواقيت قبل فترة طويلة، وتشمل النظافة والصيانة العامة، الحراسات الأمنية، تأمين العنصر النسائي المعني بأعمال تنظيم ومتابعة المعتمرات.