حذرت وزارة الحج 51 شركة عمرة من الوقوع تحت طائلة العقوبات في حال إخلالها بضوابط مغادرة المعتمرين، وطالبت بضرورة التأكد من قرب موعد رحلات الطيران للمغادرين لمنع التكدس في صالات المغادرة في مطار الملك عبد العزيز في محافظة جدة. كما وضعت الوزارة نقطتي فرز على طريق مكةجدة السريع لمراقبة التزام شركات العمرة بمواعيد مغادرة المعتمرين وفقا لجداول رحلات الطيران، لمنع تكرار تكدس المعتمرين في مطار الملك عبد العزيز، كما حصل أخيرا، إضافة إلى تشكليل لجنة من قبل اللجنة الوطنية للحج والعمرة لإعداد تقرير يرصد أبرز الإيجابيات والسلبيات التي شهدها موسم العمرة، تمهيدا لرفعه لوزارة الحج ووزارة الداخلية وإمارة المنطقة ولجنتا الحج العليا والمركزية لتعزيز الجوانب الإيجابية وإيجاد الحلول الجذرية لتصحيح السلبيات لضمان عدم تكرارها مستقبلا. واعتبرت مصادر مطالعة، أن أزمة تكدس المعتمرين في مطار الملك عبد العزيز في جدة، خلال أيام عيد الفطر، والملاحظات المرصودة على بعض شركات العمرة من أبرز سلبيات الموسم، مشيرة إلى أن موسم العمرة الذي استمر قرابة ثمانية أشهر بلغ خلالها عدد المعتمرين أكثر من خمسة ملايين معتمر، سجل نتائج إيجابية كبيرة يأتي في مقدمتها أرتفاع عدد المعتمرين بزيادة 35 في المائة عن العام الماضي، ولم يشهد أي حوادث أو ظواهر سلبية. لا تخلف للمعتمرين وأوضح رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة سعد بن جميل القرشي، أن موسم العمره الحالي يعد أكبر موسم عمرة تشهده المملكة، ومع ذلك فنسب تخلف المعتمرين تكاد لا تذكر، بل نستطيع أن نقول بأنها «صفر» في المائة، لكننا لا نستطيع الجزم بعدم تسجيل نسب تخلف إلا بعد أن انتهاء موسم العمرة في العشرين من شهر شوال الحالي، مرجعا تراجع نسب التخلف إلى تنظيمات وزارة الحج الصارمة، والتي تصل إلى عقوبة إيقاف شركة العمرة في حال تسجيلها نسب تخلف، إضافة إلى التزام شركات العمرة بالضوابط والإجراءات التي تؤكد على ضرورة أخذ ضمان بنكي وضمان حضوري للمعتمر من بلده قبل قدومه للمملكة. وأضاف القرشي، تم تكليف لجنة من شؤون الحج والعمرة لإعداد تقرير شامل عن موسم العمرة وما تم تسجيله من إيجابيات وما تم رصده من سلبيات، وسيتم رفعه للجهات المعنية بشؤون الحج والعمرة، وسيتضمن التقرير التوصيات التي يراها أعضاء اللجنة محققه لرغبات المعتمرين وتطلعات المسؤولين الذين يراقبون إداء كافة الجهات المعنية لضمان تقديم خدمات راقية ومتميزة لضيوف الرحمن. وأعتبرالسلبيات التي شهدها موسم العمرة لهذا العام ضئيلة جدا لكنها تظل سلبيات يجب تلافي حدوثها مستقبلا، مؤكدا أن تكدس المعتمرين في مطار الملك عبد العزيز الدولي خلال أيام عيد الفطر المبارك أمر مقلق للغاية، كونه ليس أمرا طارئا بل تكرر حدوثه في الأعوام الماضية وأسبابه ناتجة عن عدم التزام خطوط الطيران بمواعيد الرحلات وخاصة المغادرة منها لأسباب معلومة لدينا، حيث تسعى شركات الطيران إلى محاولة الاستفادة من جنى أرباح على حساب الإخلال بمواعيد الرحلات، والسلبيات الناتجة عن تأخر رحلات المعتمرين تؤثر بشكل مباشر على نجاح الموسم ولولا حدوث أزمة الطيران الناتجة عن تأخر الرحلات لكان موسم العمرة الحالي موسم عمرة متميزا بكافة المقاييس، فلم نرصد سلبيات خلال الموسم مطلقا. متابعة المغادرة وتوقع رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة، عدم تكرار ما حدث كون الموضوع يحظي بمتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، والذي وجه بتشكيل لجنة لمراقبة رحلات الطيران ومغادرة المعتمرين، وبناء عليه شهدت الأيام الماضية انسيابية في حركة المغادرة وتسيير أفواج المعتمرين، كما وضعت وزارة الحج نقاط فرز للتفتيش حافلات نقل الحجاج للتأكد من مواعيد رحلات الطيران ومغادرة المعتمرين الذين تقلهم الحافلات المغادرة من مكة لضمان عدم تكدسهم في صالات المغادرة قبل فترة طويلة من موعد الرحلة، وطالبت شركات العمرة بالتأكد من تطابق مواعيد الرحلات مع مغادرة المعتمرين الفنادق السكنية لمنع حدوث التكدس. وقال موسم العمرة كان قياسيا بكل المعايير، وهو الأعلى من حيث عدد المعتمرين، ولم تؤثر الاضطرابات التي تشهدها عدد من البلدان العربية على أعداد الزوار بل شهد توافدا كثيفا من بلدان مصر وليبيا وسوريا وإيران، كما حقق موسم العمرة الماضي تشغيل الفنادق المصنفة من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، ووصلت نسبة التشغيل 100 في المائة، كما سجلت المنطقة المركزية والمسجد الحرام كثافة في إعداد المعتمرين والزوار منذ مطلع شهر ربيع الأول من العام الحالي واستمرت بوتيرة واحدة حتى منتصف شوال، حيث اعتمدت الجهات العاملة في موسم العمرة بأن لا تتجاوز أعداد المعتمرين ربع مليون معتمر طوال أيام موسم العمرة لضمان تقديم خدمات متميزة وتحقيق إنسيابية في الحركة من وإلى المسجد الحرام وداخل المطاف وبين الصفا والمروة.