في المواسم السياحية وأثناء الإجازات والمناسبات تلعب أجهزة السحب والخدماتية البنكية (الصرافات) دورا مهما في إمداد الزوار والمصطافين إلى جانب السكان المحليين بالمبالغ التي يحتاجونها في الصرف على الوحدات السكنية والفنادق وغيرها من الخدمات السياحية، وبالتالي تؤدي تلك الصرافات دورها في إنجاح الموسم السياحي لأي منطقة من مناطق المملكة، إلا أن المفارقة التي صاحبت الموسم السياحي في محافظة بلجرشي أن الزوار والمصطافين، إضافة لمواطني المحافظة، لم يجدوا في صرافاتها الكثيرة والمنتشرة ما يلبي احتياجاتهم العاجلة للنقد، حيث لم يتمكنوا من السحب منها؛ إما بسبب نفاد المبالغ المودعة بها أو بسبب أعطالها، فيما عانى الكثيرون من عدم تمكنهم من الصرف من بعض الصرافات ببطاقات بنكية مغايرة للبنك الذي يصرفون منه. «عكاظ» عايشت المشكلة في أكثر من موقع، حيث لوحظ عدم التمكن من الصرف في أغلب صرافات المحافظة لخلوها من المبالغ والإفادة دائما بعبارة «لا يمكن إعطاؤك النقود في الوقت الحالي» باستثناء صراف وحيد تجمهر عنده العشرات. يقول عبدالله الحليف أحد السكان والذي تصادف تواجده في أكثر من موقع «ضقت ذرعا من اللف والدوران حول الصرافات في المحافظة»، مشيرا إلى أنه دار أغلب صرافات الطرق العامة وداخل المحافظة وعجز عن الصرف، مطالبا البنوك بمتابعة الأمر، والمسؤولين في المحافظة بإيجاد حل للمشكلة. ومن جانبه أكد عبدالله بنان الحمراني أن جميع الصرافات تفيد بعدم إمكانية السحب، وفي ظل إغلاق البنوك أبوابها بانتهاءالدوام، يتساءل: «من أين نسحب احتياجاتنا؟». وأشار كل من وليد الحمراني وعماد وسعد وناصر الغامدي، إلى أنهم ظلوا يجوبون جميع المواقع في سبيل العثور على صراف يعمل دون جدوى، وإذا ما وجدوا صرافا يعمل فإنه لا يصرف إلا لمن يحمل بطاقة البنك التابع له. بنقل معاناة المواطنين والمصطافين من الصرافات إلى محافظ بلجرشي الدكتور محمد بن جمعان الغامدي أوضح أن كثافة زوار المحافظة من المصطافين قد أدى لسحب مبالغ طائلة من الصرافات على مدار الساعة، غير أنه أشار إلى أن البنوك هي المعنية بتغذية هذه الصرافات بالمبالغ الكافية، وعليها القيام بواجبها في متابعة الصرافات التابعة لها والعمل على مقابلة الطلب المتزايد عليها خلال موسم الصيف لراحة المواطنين والمصطافين وعدم تكليفهم بالسحب عبر الصرافات الفارغة، متوعدا بمتابعة الوضع ومحاسبة المقصرين.