صديقي .. بالتأكيد أمر محبط للإنسان إذ يطالب بالعدل فيتم الهجوم عليه وعلى صفحته في «الفيس بوك» فتعطل، ثم تأتيه اللعنات على «إيميله» بالشلل والعمى له وثمة من يأخذ أسرتك بأكملها معك رغم أنهم لم يكتبوا معك المقال، ولا أنت استشرتهم: هل أطالب بالعدالة أم لا؟ محبط أكثر يا صديقي لو أنك أخذت كل اللعانين على حدة، وسألته: هل تحب العدل وتطالب به؟ سيقسم لك أنه يقدس العدل لحد تطبيقه على ابنه، وأغلبهم سيقولون لك: «قدوتنا من أكد أنه لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها»، ولكن عليك ألا تراقبهم؛ حتى لا تصدم أكثر إذ تجد بعضهم يبحثون عن واسطة لإبعاد العدل عن أقربائهم. صديقي .. لم يدهشني الغضب الذي طالك من مقال السبت «المرأة السعودية والصيف» مع أن المقال لم يطالب بشيء فقط كان يصف مشهدا ما لا أكثر ولا أقل، لكنه أي المشهد مثير للغضب لأسباب أتفهمها، فهي نفس الأسباب التي تجعلنا في لحظة ضعف ما حين يقال لنا إننا أخطأنا، يأتي غضبنا كتبرير وهرب من مواجهة أنفسنا. هو نفس الغضب الذي طالك إذ قلت في مقال الإثنين: «إن كان لدى العريفي دليل على الخونة فليقدمه ليحاكموا، إن لا، عليه أن يحاكم لقذفه الناس بالخيانة والرشوة». هو نفس الغضب الذي طالك من مقال «احذروا أطباء اليمن» مع أن من كان يحذر ويؤكد أنه لن يعالج عندهم لم يطالبه أحد بالاعتذار. ومع هذا يا صديقي سأؤكد لك أن ردة الفعل الأولية لكشف خطأ تعود الناس على ممارسته دون أن يعيدوا التفكير فيه دائما تكون الغضب والثورة، ولكن ما أن يهدأ الإنسان ويعيد النظر، سيصحح مساره لأن الإنسان جبل على حب الخير والعدل، مع ملاحظة أن هناك دائما وفي كل مجتمع أشخاصا غاضبين ومهمشين ومحبطين، هؤلاء يعشقون كل وقح يشتم ويقذف الناس، كعشق مجانين أمريكا لذاك السفاح الذي كان يحاكم، وكانت رسائل الإعجاب تصله وتؤكد له أنه قدوتهم. التوقيع: صديقك [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة