لست أدري لِم كل مرة أقرأ للكاتب صالح الشيحي مقالا يطالب فيه بإقامة حد ما، أتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «أما بعد، فإنما أهلك الناس قبلكم: أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد»؟ آخر مرة حدث لي هذا في مقاله المعنون ب «إلى خالد الفيصل مع التحية»، وكان يطالب فيه ب«أن يصدر حكم تعزيري رادع»، وختم مقاله: «يجب أن يتم قتله وصلبه في ذات المكان الذي اقترف فيه فعلته». والمراد صلبه هنا سائق أجرة غير سعودي كاد يخطف طفل امرأة كانت تركب معه، وكانت قد أجلست طفلها «ولي أمرها» في المقعد الأمامي. حين هبطت المرأة من السيارة، وتقدمت لفتح الباب الأمامي لينزل «ولي أمرها»، استغل السائق الفرصة وانطلق هاربا، وخلال دقائق من تبليغ شرطة جدة، تم القبض على سائق الأجرة وعاد «ولي الأمر» لوالدته. هذا السائق لا بد من محاكمته على الجريمة التي اقترفها، والذي أنا علي يقين، أن المدعي العام لم يفكر بمطالبة المحكمة بالصلب. لهذا، أتمنى من صحيفة الوطن أن تحاول إقناع كاتبها بأن يخفض من حماسه قليلا، وألا يكتب مقالاته وهو مفزوع أو مرتبك، كما قال هو في مقاله. كذلك على الصحيفة الغراء أن تنبهه لأمر مهم جدا، والذي بسبب فزعه وارتباكه وحنقه من الضعفاء لم ينتبه له، وأعني هنا مطالبة الأمير بإصدار قرار بقتل وصلب سائق الأجرة. فهو بهذه الحماسة الساذجة يرسل إشارات خاطئة للخارج بأنه يمكن لمسؤول ما أن يوقع عقوبة جنائية «تصل حد الإعدام» دون الرجوع للمحكمة، وهذا ما لا أعتقده، بل ولدي يقين أن الأمير سيسعى أن يكون للمجرم محامٍ إن لم يستطع سائق الأجرة إحضار محامٍ، ليكتمل مثل العدل «القاضي المدعي العام المحامي»، وأن دولة القانون والمؤسسات تختلف عن العصور القديمة، إذ يأتي «الشيحي» عند شيخ القبيلة راميا عقاله متضرعا: «يا شيخ طالبك تصلبه أو تعفو». أما مسألة قتل إنسان لردع الآخرين الذي يطالب به «الشيحي»، فأنا لا أطالب صحيفة الوطن بأن توضح له أن الحكم لتحقيق العدل، وليس لتخويف البشر، فأنا حاولت معه ذات مقال لكنه ما زال يريد ردع الضعفاء بصلب الضعفاء. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة