قدر مستثمرون في صناعة السفر والسياحة نسبة المكاتب التي تمارس العمل بدون رخصة من الهيئة العامة السياحة والآثار بأكثر من 25 في المائة من إجمالي المكاتب العاملة في المنطقة الشرقية، مشيرين إلى أن الإجراءات التي تتخذها الهيئة حاليا ستضع الأمور في نصابها الصحيح. وقال سامي العبدالهادي (مستثمر) إن الهئية العامة للسياحة والآثار، بعد استلامها ملف وكالات السفر والسياحة من هيئة الطيران المدني التي كانت تصدر تراخيص رسمية لوكالات السفر، عمدت إلى إعطاء كل الوكالات رخصة مبدئية لمدة ثلاثة أشهر، من أجل تلبية كل المتطلبات للحصول على الرخصة الرسمية، والتي تشمل تأثيث المكاتب وتوفير العمالة وغيرها من التجهيزات المطلوبة، وكذلك الضمان البنكي بقيمة مليون ريال، وهو أحد الاشتراطات الرئيسية للحصول على رخصة من «اياتا»، بيد أن البعض يصعب عليه توفير هذه السيولة، ما يدفعه إلى ممارسة النشاط دون غطاء قانوني، بحيث يتم الاتفاق مع وكالات أخرى مقابل نسبة من الأرباح. وأضاف أن الهيئة العامة للسياحة والآثار لاحظت استمرار بعض وكالات السفر في ممارسة النشاط بعد انقضاء فترة الرخصة المبدئية دون قدرتها على توفير المتطلبات الأخرى، الأمر الذي دفعها إلى توجيه إنذارات أولية بضرورة تصحيح الأوضاع، مؤكدا أن الهيئة عمدت إلى فرض غرامات مالية بقيمة 10 آلاف ريال على عدد من الوكالات بعد انقضاء المهلة المحددة لتصحيح الأوضاع، فضلا عن إغلاق أكثر من ثلاث وكالات للسياحة والسفر في المنطقة الشرقية خلال الفترة الماضية. وأوضح أن الهيئة تقوم بإصدار الشهادة الأصلية لوكالات السفر والسياحة التي تقوم بتوفير كل المتطلبات وعلى رأسها الضمان البنكي بقيمة مليون ريال. وذكر أن خطورة التعامل مع الوكالات غير المرخصة تكمن في عدم القدرة على استرداد الأموال، خصوصا بالنسبة إلى الوكالات التي تعمل على الترويج للبرامج السياحية في الدول الخارجية، مثل تأجير الفنادق وتنظيم الرحلات الجماعية بشكل وهمي، الأمر الذي يكبد السياح خسائر مالية كبيرة، مضيفا، أن الهيئة العامة للسياحة والآثار وكذلك «اياتا» لا تضمنان حقوق السياح في حال التعامل مع وكالات غير مرخصة. وكانت الهيئة حذرت المكاتب غير المرخصة من ممارسة نشاط وكالات السفر والسياحة والذي يتضمن بيع وشراء تذاكر السفر داخل المملكة وخارجها وكذلك بيع وتسويق البرامج والرحلات السياحية دون الحصول على التراخيص النظامية، مشددة على ضرورة الحصول على التراخيص النظامية وفقا للوائح المنظمة لنشاط وكالات السفر والسياحة، مشيرة إلى أن المنطقة الشرقية تحتضن حوالى 250 وكالة سفر وسياحة.