«إذا كانت لديك معاملة في جوازات منطقة مكةالمكرمة هذه الأيام، لا نملك إلا أن نقول لك كان الله في عونك؛ لأن رحلتك ستكون طويلة وشاقة».. هذه العبارة قالها أحد المراجعين الذين إلتقتهم «المدينة» يوم أمس الأول الاثنين، مضيفًا أن الزحام المروري المحيط بمبنى إدارة الجوازات بسبب ضيق الطريق ووجود إدارة حكومية خدمية أخرى بجوارها (مكتب العمل) من شأنه إستنزاف جهدك ووقتك. وزاد: «ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ستجد نفسك موعودًا مع زحام آخر داخل إدارة الجوازت فضلًا عن سوء المعاملة من بعض الموظفين، والعبارة السائده (راجعنا بكرة) تتكرر كثيرًا على مسمعك كذريعة لعدم استقبال المعاملا ت وإرجائها إلى الغد، وربما بعده دون مبررات واضحة، يحدث ذلك في قطاع حكومي مهم أوجد لتيسير خدمة المواطن وتسريع إنجاز معاملاته».«المدينة» وقفت على الوضع ميدانيًّا من خلال جولة في إدارة الجوازات والتقت عددًا من المواطنين واستمعت إلى شكاويهم وآمالهم وتمنياتهم. مشكلة الزحام بسام العقاد قال: الزحام الشديد يكفي وحده ليكون مشكلة تواجه المراجع، ولكن مع كل هذا الزحام هناك سوء معاملة من قبل البعض بشكل يخرج الإنسان عن طوره، يحدث هذا رغم أننا ننتظر إنجاز معاملاتنا منذ وقت مبكر وقضينا الساعات في انتظار دورنا. ويتفق معه عبدالقادر فرحان قائلًا: الصعوبة التي نواجهها هنا كما ترى أبرزها الزحام، سواء كان زحام المراجعين وتكدسهم داخل وخارج الجوازات، أو زحام السيارات في الشوارع المحيطة وصعوبة المواقف. راجعنا بكرة وبكلمات حزينة قال فواز بو سعيد: منذ خمسة أيام وأنا أراجع الجوازات، والرد دائما هو (راجعنا بكرة)، لماذا يحدث كل ذلك من أجل إنهاء معاملة لا يحتاج إجازها فيما أظن سوى إلى دقائق معدودة؟ وأشار توفيق العبدلي إلى أنه واجه من خلال تعامله مع إداراة الجوازات معاملة سيئة، ولمس تكاسلًا وعدم جدية من بعض العاملين في إنهاء معاملات المراجعين.ويضيف خليل الملا إلى السلبيات التي ذكرها سابقوه، تأجيل استقبال المعاملات من المراجعين بمعنى رفض استلامها وإرجائها إلى الغد، ويتساءل «هل يعلم هؤلاء كم بذلت من جهد لأراجعهم في هذا اليوم، قبل أن يصدر الموظف منهم حكمه ويتخذ قراره بكل سهولة بالتأجيل؟ فأنا مثلا لا يمكنني المراجعة في اليوم الثاني لأسباب عملية». روتين ممل أما أكرم العطاس فقد تمنى على الجوازات أن تغير هذا الروتين الممل الذي يواجه به موظفوها المراجعين، وأن تتغير للأحسن بدلًا من التراجع إلى الوراء - حسب وصفه - ، وأضاف مستدركا «نحن لا ننسى أهمية الجوازات إدارةً وعاملين وما يقدمونه من خدمات جليلة، وما نرجوه أن يعرف موظفوها هذه الأهمية وإعطاءها حقها الكامل، وذلك بأداء الواجب المنوط بهم على أكمل وجه». لا مكان سوى الشارع وأخيرا يقول عبدالله الفهد: هذا العدد من المراجعين متوقع سلفًا لإدارة كالجوازات، ومع ذلك لا توجد أماكن للجلوس داخل مبناها على غرار إدارات حكومية أخرى، فلا مكان للانتظار سوى الشارع أو الرصيف تحت لهيب الشمس المحرقة هذه الأيام، لماذا لا تكون هناك أماكن انتظار واسعة تتسع لجميع المراجعين واضعين في الاعتبار زحام هذه الأيام وغيرها في المواسم؟ وأضاف يجب أن يكون الموقع والمبنى مهيأين لإدارة بحجم جوازات منطقة مكةالمكرمة وهذا العدد الكبير والمتزايد من المراجعين وفي ظل هذه الظروف المناخية القاسية، فضلاعن الصيام؟ نحن نتطلع لذلك ونأمل أن يتحقق في أقرب وقت ممكن.