تعود زاويتي لهذه الجريدة الرائدة بكل فخر وشرف ومعزة بكلمات جميلة عن رجل جميل الشيخ جميل محمد موسى خوجة (يرحمه الله) لم أعرفه قبل دخوله لمكتبي منذ حوالي عشرين سنة يمشي بصعوبة لكبر سنه ويتعكز بعكاز من ناحية وبابنه عدنان من الأخرى. فعجبت لهذا الرجل الذي يأتي لمكتبي بصحبة ابنه وهو في هذا الوضع الصحي من حيث تقدم سنه. قمت وقبلت الرجل بكل تقدير وحييته ورحبت به ثم سألت ابنه عن سبب تعرض أبيه لهذه المشقة لكي يأتي به لمكتبي. قال الأستاذ عدنان إن والده أصر إصرارا شديدا أن يحضر معه عندما عرف أنه سيأتي لمقابلتي وقال الرجل الجميل الشيخ جميل لابنه عدنان: سأحضر معك إلى مكتب الدكتور عبدالعزيز بن معتوق حسنين لأن والده كان من أحب الناس لي وللناس فكان صديقا حميما عونا جزيلا لي أثناء عملي في وزارة المالية فلا بد أن أذهب معك لكي أسلم على ابن السيد معتوق. فحمدت الله على أن أمة محمد لا تزال بخير وتظل بخير إلى أن تقوم الساعة طالما أن هناك رجالا بهم هذا الجمال من الوفاء. عرفت آنذاك أن جميل محمد موسى خوجة كان جميلا وتأكدت من تلك الصفة عندما قرأت خطابا كان موجها للرجل الجميل من فضيلة الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين بتاريخ 24/4/1399ه في خطابه يقول فضيلة الشيخ: أخي العزيز الأستاذ جميل – جميل القول والوجه والعقل بعد التحية. ويكمل الشيخ خطابه. هكذا كان وصف فضيلته للراحل الشيخ جميل محمد موسى خوجة. نعم جميل كان جميلا حتى بوفائه لأصدقائه وفي مماتهم لأبناء أصدقائه. فلقد تحدث القرآن عن جمالات في الإنسان. تحدث كتاب الله عن عفافة الإنسان واعتصامه بحبل الله، وعن أمانته ووفائه ودعوته لله وعن تأويله للرؤيا وعن قدرته في إدارة الحياة، ليلفت انتباهنا إلى أن القيم الحقيقية والجمال الحقيقي الذي يفنى الجمال الظاهري ويبقى هو. هذه القيم التي لا ينبغي أن يشغلنا عن التفكير بها أي شيء فالحسن الأول أي حسن الوجه هو هبة الله لعبده ولا إرادة للعبد فيه، أما الحسن الثاني أي حسن الخلق فهو صناعة الإنسان نفسه وتتويج من توفيق الله وهدايته. لذا فإن الحسن الأول لا دخل لنا فيه إلا بمقدار ما ندخله من بعض التحسينات الطفيفة أي أن مجال الحسن الأول ضيق ومحدود مهما حاولنا، وأما مجال الحسن الثاني فهو واسع وعريض وقابل للتنمية والإثراء والتطوير بلا حدود، فليتنا جميعا نعمل بالجمال الذي عمل به الشيخ جميل محمد موسى خوجة فقد كان جميلا في قوله ووجهه وعقله وعمله طيلة خدمته لبلده في وزارة المالية من 1/6/1366ه إلى 30/6/1417ه عندما قدم له شهادة تقدير وشكر نائب وزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ جبارة الصريصري. نصف قرن من جمال الخلق والعقل والعمل والحياة. نعم جميل محمد موسى خوجة كان جميلا يرحمه الله. أسال الله أن يكون جميل خوجة ممن حبهم الله لأن الله جميل يحب الجمال. للتواصل فاكس :6079343 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة