رفضت مصادر طبية في جدة، الإفصاح عن الرقم الحقيقي، الذي سجلته مستشفيات جدة، لعدد الإصابات بحمى الضنك، إلا أنه أكدت في الوقت ذاته تخطيها حاجز ال12 إصابة أسبوعياً، وهو أعلى رقم سبق وأن سجل لعدد الإصابات في مستشفيات جدة. وأكدت المصادر ذاتها أن عدد الإصابات في تزايد مستمر، بعد أن سجلت انخفاضاً ملموساً في الأسابيع الماضية، حيث انخفض المعدل إلى 10 إصابات أسبوعياً، ثم 8 إصابات، إلا أن عدد الإصابات عاد وارتفع بشكل مفاجئ. يذكر أن محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، في وقت سابق، وجه أمانة المحافظة، والإدارة العامة للشؤون الزراعية، ومديرية الشؤون الصحية، بالعمل بصورة عاجلة لإزالة مسببات تزايد الإصابات بالضنك. وكان البرنامج الوقائي لمكافحة حمى الضنك، الذي تنفذه وزارة الصحة، من خلال علاج المصابين والتوعية الصحية، والاستقصاء الوبائي للحالات، والتعاون المشترك وتنسيق المستمر في أعمال المكافحة مع أمانة جدة، وفرع وزارة الزراعة بالمحافظة، له الأثر الأكبر في انخفاض معدلات الإصابة بالمرض. وأوضحت المصادر الطبية أن الضنك استوطن في مدينة جدة بسبب العوامل البيئية للمدينة، وطالب المسؤولين في الصحة، بتعاون المواطنين والمقيمين، من خلال الوعي الصحي بطرق انتقال وانتشار العدوى ومكافحة الناقل للمرض. فيما كشفت الإحصائيات بأن المنطقة الوسطى في محافظة جدة، سجلت أعلى عدداً بالمصابين بحمى الضنك، لتزايد المستنقعات، وأعمال مشاريع الصرف الصحي فيها، حيث رفع السكان شكواهم إلى الجهات المعنية لكثرة المستنقعات ومياه المجاري التي تقبع في الشوارع وطالبوهم بالعمل الجاد للتخلص منها. وقال أحمد حواس إن الأمانة والمياه تتحملان مسؤولية ارتفاع الإصابات بحمى الضنك، لعدم معالجتهم طفح مياه المجاري والمياه الجوفية، وعليهم وضع دراسات وخطط جديدة للقضاء على البعوض، إذ إن الخطط القديمة لم تنجح وعليهم الاستعانة بخبرات دولية قبل تفشي المرض بصورة كبيرة. وقال عابد الحربي إنه يخاف من الأمراض التي تنتج من تلوث المياه والمستنقعات الراكدة ومن الإصابة بحمى الضنك، وأوضح أن معظم أحياء جدة لا تزال متأثرة بالمياه الجوفية المتسربة في الشوارع، التي سببت أضرارا كبيرة. وقال عبدالغفار السلمي إن معظم سكان الأحياء متضجرون من المستنقعات والمياه الراكدة في الشوارع، التي أضرت بهم وطالب بسحبها من قبل الجهات المسؤولة. من جهتها، قالت الأمانة إن مهام وأعمال المياه والصرف الصحي في المحافظة، تتوزع بين الأمانة وشركة المياه حسب التنظيم الجديد، وتتولى الأمانة مشروع الصرف الصحي في شرقي جدة، والمشاريع التطويرية، وبإشراف من إمارة منطقة مكةالمكرمة، وتسير هذه المشاريع على الخطة المرسومة لها، بالإضافة إلى بعض الأعمال في مناطق مختلفة في المحافظة، وتتولى الشركة الوطنية للمياه بعض الأعمال في المياه والصرف الصحي في بعض المواقع، وأيضاً تقوم بأعمالها على أكمل وجه وتسعى للقضاء على مسببات حمى الضنك في المستنقعات والمياه الجوفية.