لم يخف رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي الناقد والإعلامي محمد بن عبدالله بودي في حواره مع «عكاظ» حالة الحزن الناجم عن الأذى الكبير الذي يتلقونه في مجلس الإدارة والذي يقول بودي إنه يكال بمجانية في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي من بعض المثقفين والصحافيين مؤكدا: «لقد سكتنا مرارا تجنبا للدخول في الردود وذلك إيمانا منا بأن الرد الحقيقي هو أن نمضي في إتمام مشاريعنا الأدبية وبرامجنا الثقافية وهذا هو الرد الماثل والحقيقي» . ونبه بودي إلى أن المتابع للأسماء المنتقدة للنادي منذ فتح باب العضوية يلاحظ أن معظمها تربطهم صداقة ويتواجدون في منتدى ثقافي مشترك، لافتا إلى أن هذه الحالة هي صورة من صور التكتل السلبي الذي يؤثر على نزاهة العملية الانتخابية.. وإليكم نص الحوار: • أمضيت قرابة خمسة أشهر وقطعت على نفسك عهدا بأن تمضي بنادي الشرقية الأدبي على نحو ترضي وتلبي فيه مطامح ورغبات مثقفي ومثقفات المنطقة فهل أوفيت بهذا العهد ؟.. وهل ترى منطقيا أن الوقت كافٍ لتحقيق وعودكم؟ هذا ما يسعى مجلس الإدارة لتحقيقه والعمل من أجله فالمفاجأة التي واجهتنا في مجلس الإدارة أن كل الرغبات وكل الملفات مطلوب من مجلسنا أن ينهيها خلال اثني عشر شهرا كأقصر فترة لمجلس إدارة لنادٍ أدبي في تاريخ الأندية الأدبية في المملكة فالجمعية العمومية وبناء مقر للنادي عوضا عن المبنى المستأجر الحالي والوفاء بديون النادي المرحلة لنا من الإدارة السابقة وتشكيل اللجان والعمل على تقديم حراك ثقافي نوعي يرضي طموح المثقفين وكذلك استكمالنا لدفع مشروع الترجمة للعمل مجددا بعد توقفه ودعمه والبحث عن ممول له واستمرار النشاط المنبري بعد توقفه لاستقالة الزملاء في الإدارة السابقة، كل هذا وجدناه أمامنا، وبحمد الله أغلقنا معظم هذه الملفات المتعثرة بنجاح. التنوع • هل استوعب النادي كل الأصوات وفتح لجانه وفعالياته للإبداع بمختلف أطيافه أم أنه مارس نوعا من التمييز والوصاية ؟ نعم استوعبنا الجميع وفعاليات النادي خير شاهد فقد وجهت الدعوة لمختلف الأطياف الثقافية للمشاركة في البرنامج الثقافي للنادي فقد استضفنا شعراء القصيدة العمودية والتفعيلة والنثر مثل حسن السبع وأشجان هندي ومبارك الربيح وغرم الله الصقاعي وصالح العمري وأحمد بن راشد بن سعيد وناجي حرابة وأحمد العلي وطلال الطويرقي ومحمد خضر، واستضفنا كذلك شعراء عربا كبارا مثل المنصف المزغني من تونس ومحمد الشرفي من اليمن وحسن الأفندي من السودان وعدد من القاصين، فيما استعرضته ما ينفي أي تهميش لتيار على حساب آخر في مناشط النادي. • كان من أولى قرارات مجلسكم إلغاء اللجنة النسائية من النادي والاستعاضة عنها بمنتدى نسائي ثقافي فما المغزى من هذا القرار؟ غير صحيح، اللجنة لم تلغ ولكن تم تغيير مسماها إلى منتدى ولادة بنت المستكفي الثقافي المنعقد دوريا في قاعة المحاضرات في برنامج الأمير محمد بن فهد للسيدات وتشرف عليه الدكتورة أمل الطعيمي إلى جانب مشاركة المثقفات ضمن فعاليات النشاط المنبري في مقر النادي. الانتقادات • واجهتم سيلا من الانتقادات إبان توليكم رئاسة النادي من بعض مثقفي المنطقة حيال انتهاجكم بعض الرؤى والأساليب الثقافية التي تعملون عليها فما تفسيرك لمفاد هذه الانتقادات ؟.. وهل تشعر حقيقة بأنك محارب في عملك الثقافي ؟.. وهل يضيق صدرك وتتضجر من النقد وتتحاشاه في هذا الوقت ؟ أبدا، إن النقد حق مشروع للجميع ولكن المؤلم هو الأذى الكثير الذي تلقيناه ولايزال حيث كان مثار دهشة واستغراب بالنسبة لي ولزملائي أعضاء المجلس لاسيما أن أعضاء مجلس إدارة النادي وأعضاء اللجان يمثلون مختلف الطيف الثقافي المتنوع وقد تحملنا الكثير من الأذى الذي كيل لنا بمجانية في بعض الصحف والمنتديات والفيسبوك من بعض الصحافيين والمثقفين وسكتنا مرارا بهدف تجنب الدخول في الردود إيمانا منا بأن الرد الحقيقي هو أن نمضي في إتمام مشاريعنا الأدبية وبرامجنا الثقافية. • يقال بأن إدارتكم الحالية تعمل على فرض الرؤى واعتمادها بشكل تعسفي، ولا تخضع فيه للمناقشة والمداولة بل وتضعون العقبات أمام الآراء المخالفة لرأيكم فهل هذا صحيح ؟.. وما صحة اتخاذكم القرار دون معاضدة مجلس الإدارة ؟ أستغرب مثل ذلك الطرح، فرئيس مجلس الإدارة هو في النهاية عضو في المجلس ليس له إلا صوته وبالتالي فأي قرار اتخذه النادي فهو قرار المجلس وليس قرار الرئيس وهناك لائحة تنظم العمل وليس بوسع أحد القفز عليها. • شروط وضوابط التسجيل في الجمعية العمومية التي اعتمدها مجلس الإدارة لاقت معارضة وانتقادا من مثقفي ومثقفات المنطقة فما معاييركم التي اعتمدتموها في ذلك ؟ نحن في مجلس إدارة النادي ملتزمون حرفيا باللائحة وقد هالني التعاطي الصحافي لعدد من صحفنا المحلية في صياغة عناوين صحافية لمحاور عن العضوية في النادي مثل (شروط عضوية أدبي الشرقية تهمش الكثير ) وفي صحيفة أخرى (تثير غضب المثقفين) حيث يظن القارئ والمتابع وإن بعض الظن إثم أن هذه الشروط ابتدعها مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي وهذا غير صحيح إطلاقا فشروطنا جاءت طبقا للائحة الأندية الأدبية. لا تضييق • اشتراطكم الشهادة الجامعية للعضو أليس فيه تضييق وتفويت للفرصة على المبدعين والمهتمين بالشأن الثقافي من غير الحاصلين على الشهادة الجامعية ؟.. وما رأيك حيال من يقول إن هذا الشرط ورقة للعب في أجندة الانتخابات ؟ المبدع صاحب الإنتاج الأدبي المطبوع سواء أكان صدر له ديوان شعري أو مجموعة قصصية أو رواية أو كتاب نقدي أو دراسة عن شاعر أو أي تأليف يمس الفنون الأدبية ليس بحاجة إلى أن يكون لديه مؤهل علمي بل اشترطنا المؤهل العلمي الجامعي لمن لا يملك إصدارا أدبيا، وبالتالي أصبح ديوان شعر يقع في مئة صفحة أو مجموعة قصصية تقع في مئتي صفحة تعادل شهادة البكالوريوس في أي تخصص. ومن يقول إن هذا الشرط ورقة للعب في أجندة الانتخابات فسيقول نفس الكلام حتى وإن وضعنا شرط المؤهل الثانوي، فالكل يضع له منذ البداية أسبابا ليبرر خسارته فيما لو فشل في الترشح لعضوية المجلس. • هل ستمنحون بعض الأعضاء الراغبين في التسجيل الذين لا ينطبق عليهم الشرطان تزكية واستثناءات، خاصة من يثبت اهتمامه وتعاطيه مع الأدب والثقافة حتى وإن لم يملك منتجا ثقافيا ؟ من لا ينطبق عليه أحد الشرطين (المؤهل الجامعي أو الكتاب الأدبي المطبوع) وله اهتمامات ثقافية وأدبية مثل المبدع الذي نشر قصائده أوقصصه في الصحف والمجلات الثقافية وله حضور ثقافي أو من كان من كتاب الرأي والزوايا الصحافية أو من أصحاب المنتديات الثقافية فلهم أن يتقدموا بطلب استثناء ويقوموا بتعبئة استمارة العضوية وللمجلس الموافقة على قبولها حيث منحته اللائحة الصلاحية في الاستثناء من أحد الشرطين.. وأود أن أؤكد لكل المثقفين والمثقفات أن اللائحة لن تتسبب إطلاقا في عدم قبول أحد مثقفي أو مثقفات المنطقة الشرقية في عضوية ناديهم. • التحالفات والتكتلات الشللية عند الانتخابات كيف ستقفون أمامها؟ لائحة الأندية الأدبية تمنع التكتلات، ولكنها واقعة الآن على مرأى ومسمع الجميع فالمتابع للأسماء التي تنتقد النادي وتشترك في محور صحافي واحد منذ بدء فتح باب العضوية للجمعية العمومية للنادي يجد أن معظمها وليس كلها تربطهم صداقة أومنتدى ثقافي مشترك أو بمعنى آخر صورة من صور التكتل أو الشللية وعليهم الانتباه فهذا الاحتشاد قد يؤثر على نزاهة العملية الانتخابية فهم يوفرون بكل بساطة الفرصة لمنافسيهم من المرشحين الآخرين الذين يرصدونهم للطعن في ترشحهم لمخالفتهم اللائحة التي تمنع أي مظهر أو صيغة مباشرة أو غير مباشرة للتكتلات، ومع ذلك فالمثقف الناخب في النهاية لن يختار إلا ما يراه قد يخدم المشهد الثقافي.