لعل «أدبي الدمام» أكثر الأندية الأدبية تعرضاً للتساؤل والاستفسار بعد «التراشق» الأخير المتبادل بين مجلس إدارته ومثقفين بعضهم أعضاء سابقون في إدارته. وتردد أخيراً أن مجلس الإدارة تنحصر مهمته في «تشكيل اللجنة العمومية» وأن الإدارة سعت إلى أن يتعثر هذا التشكيل، وفرضت شروطاً تعجيزية للانضمام لها، أو «استفزّت» بعض المثقفين من أجل إبعادهم عن المنافسة في الانتخابات المقبلة، أو أنها تسعى لتكتلات أو صراعات من نوع ما. حول هذا الموضوع حاورت «الحياة» رئيس النادي محمد بودي... إلى نص الحوار. يؤكد مثقفون أن مجلس إدارة النادي مهمته الرئيسية التجهيز للجمعية العمومية، لكنه تأخر كثيراً في إعلانه فهل لدى النادي المبرر لذلك؟ - إطلاقاً لم نتأخر فمجلس إدارة النادي هو أسرع مجلس إدارة في فتح باب العضوية بعد تشكيله على مستوى مجالس الأندية الأدبية في المملكة التي تم إعادة تشكيلها خلال الخمس سنوات الماضية، لكن قبل ذلك دعني أعترض على المقولة، فبعد استقالة مجلس الإدارة السابق أعاد وزير الثقافة والإعلام تشكيل مجلس إدارة النادي ولم يرد فيه أن مهمة هذا المجلس تشكيل الجمعية العمومية، وتم عقد جلسة انتخاب رئيس المجلس وأعضاء الهيئة التنفيذية للنادي بحضور المدير العام لإدارة الأندية الأدبية، ولم يرد في محضر الاجتماع أن مهمة المجلس الأساسية تشكيل الجمعية العمومية، بل الحث على مواصلة العمل الثقافي، وبعدها عقد وزير الثقافة والإعلام اجتماعاً مع رؤساء الأندية الأدبية على هامش ملتقى نادي القصيم الأدبي في بريدة تمخض عنه تشكيل لجنة من رؤساء خمسة أندية أدبية لإعادة صياغة ومراجعة اللائحة الأساسية للأندية الأدبية، وانتظرت مجالس إدارات الأندية انتهاء اللجنة من أعمالها، وبعد الموافقة وصدور التعميم قمنا في اليوم عينه باجتماع مجلس إدارة النادي للإعداد لفتح باب العضوية في النادي تمهيداً لتكوين الجمعية العمومية، والذي أطلق منذ الثاني من شهر رجب الحالي عبر إعلان صحافي لافت وعبر موقع النادي الإلكتروني وصفحة النادي في «فيسبوك» وبذا يتضح أننا لم نتأخر بل كنا الأبكر في فتح باب العضوية بعد ورود اللائحة المعدلة للنادي. شروط وإجراءات التسجيل في الجمعية العمومية التي اعتمدها مجلس الإدارة لاقت معارضة وانتقاداً من عدد من مثقفي ومثقفات المنطقة، فما معاييركم التي اعتمدتموها في ذلك؟ - نحن في مw جلس إدارة النادي ملتزمون حرفياً باللائحة، هذا جوابي المختصر. لكن هذا يخالف تماماً الاعتراضات التي ثارت ضدكم واتهمتكم بتهميش المثقفين وإثارة غضبهم. - هالني التعاطي الصحافي لعدد من صحفنا المحلية في صياغة عناوين صحافية لمحاور عن العضوية في النادي مثل «شروط عضوية أدبي الشرقية تهمش الكثير» وفي صحيفة أخرى «تثير غضب المثقفين»، لأنها توجه القارئ وتجعله يظن أن هذه الشروط ابتدعها مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي، وهذا غير صحيح إطلاقاً فشروطنا جاءت طبقاً للائحة الأندية الأدبية. المشكلة ليست بالضرورة في الشروط، بل تتركز في غلظة و «جلافة» بعض الإجراءات كإجراءات الضبط وتسجيل العضوية، بخاصة قضية «إعادة استمارة العضوية»؟ - ناقش مجلس الإدارة في النادي في اجتماعه قبل الأخير إجراءات ضبط وتسجيل العضوية وإعداد استمارة العضوية واستمع المجلس لأراء أعضائه وعليه تمت الموافقة على تشكيل لجنة مهمتها الإشراف على إجراءات وضبط وتسجيل العضوية، وأقرت اللجنة في اجتماعها الأول الإجراءات المتعلقة بالعضوية وشروطها كافة والإعلان عنها واستمارة العضوية وتطبيق الشروط في الحقول التي يقوم عضو النادي بكتابتها في الاستمارة. لماذا اشترطتم المؤهل الجامعي فيما هناك أدباء ومثقفون معروفون في جميع أنحاء العالم العربي وليس محلياً فقط لا يحملون مؤهلاً جامعياً، هل يتحدد الأديب والمثقف بالشهادة الجامعية؟ - بخصوص تحديد المؤهل الجامعي أو كتاب أدبي مطبوع، جميع مجالس إدارات الأندية الأدبية ال15 في مختلف مناطق المملكة حددت المؤهل العلمي بالمؤهل الجامعي، ونحن في المنطقة الشرقية لسنا بأقل منهم فالمنطقة الشرقية تحوي أربع جامعات والعديد من الكليات. ما رأيكم في الأندية التي أضافت شرطاً يقيد بشهادة بكالوريوس اللغة العربية؟ - معظم الأندية أضافت شرطاً آخر وهو التخصص في اللغة العربية، وبعض الأندية أضافت الماجستير والدكتوراه لغير حاملي البكالوريوس في اللغة العربية، وناد آخر اشترط في الكتاب الأدبي أن يكون مضى على صدوره عام واحد على الأقل قبل التسجيل في العضوية، لكن أدبي الشرقية منضبط، وقد التزم باللائحة وجعل المؤهل الجامعي في أي تخصص والكتاب الأدبي المطبوع لم نحدد لصدوره زمناً معيناً. لا تكفي الإجابة بالإجمال على إجراءاتكم المعقدة والمغضبة للمثقفين بأن تقولوا: نحن ملتزمون، لماذا تعيدون الاستمارات وتمارسون «بقرطة» الإجراءات بطريقة مستفزة؟ - الذين اعترضوا علينا لأننا طلبنا منهم مطابقة شهاداتهم بالأصل، وفي ما يخص هذا الأمر، يكفيني ما تفضل به أخي وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية ناصرالحجيلان في تصريحه حول طلب نادي المنطقة الشرقية الأدبي مطابقة شهادة المتقدم للعضوية بالأصل، وهي شهادة البكالوريوس، حيث ذكر«أن طلب المطابقة القصد منه رفع اللبس وتجنب الطعون في ما بعد، إذ يتم التثبت من بيانات المتقدمين للعضوية لا أكثر، وهذا سيجعل العملية الانتخابية أكثر مرونة وسلاسة من دون أية منغصات». الأصوات الناقدة لكن مع ذلك فالمثقفون والأكاديميون اعتبروا هذا الأمر مهيناً؟ - أستغرب جداً الأصوات المنتقدة، فللعلم كثير من الأدباء الذين اتخذوا مواقف حادة من شروط عضوية وإجراءات التسجيل في النادي لم يطلعوا على اللائحة بل من خلال سماعهم من هنا وهناك مع أن اللائحة بثتها وكالة الأنباء السعودية ونشرتها معظم الصحف المحلية. هناك مثقفون يتهمون مجلس إدارة وبالتحديد أنت بأنكم تسعون بشتى الوسائل لتكوين تكتلات وخلق صراعات للاستحواذ على المجلس القادم؟ - هذا ادعاء لا صحة له، فهذا المجلس منذ تشكيله من وزير الثقافة والإعلام وهو يتلقى أذى كثيراً والغارة تلو الغارة من بعض الصحافيين والمثقفين، والمحزن هو الأذى الكثير والإسفاف في الكتابة وفي التصريحات الذي تلقيناه ولا يزال، وهو مثار دهشة واستغراب بالنسبة لي ولزملائي أعضاء المجلس، وقد تحملنا الكثير من الأذى الذي كيل لنا بمجانية في صحف ومنتديات و «فيسبوك» من صحافيين والمثقفين كأخبار كاذبة القصد منها محاولة إلصاق وصف الفشل بمجلس الإدارة ولجان النادي. أنتم تدعون استمرار الأنشطة، دعنا ندخل في التفاصيل إذاً، حتى الآن لم تصدر مجلة «دارين» في عددها ال23 بعد آخر عدد عن الإدارة السابقة، فلماذا التوقف وهل هناك (كما يتردد) محاولة لتغيير مدير تحرير المجلة، أي الشاعر محمد الدميني؟ - المجلة الآن في المطبعة ومدير تحريرها الأستاذ الشاعر محمد الدميني، وهو رئيس تحرير مجلة القافلة، ووجوده يعطي المجلة ميزة، ولا صحة لتوقفها، ألم أقل لك إننا نتلقى أذى كثيراً وتنسج علينا أخبار كاذبة؟ كيف تكون أخبار كاذبة وقد أعلنتم عن عدد من المشاريع الثقافية الكبيرة حين توليكم رئاسة مجلس إدارة النادي ومن ذلك تنظيم أول ملتقى ثقافي بمسمى دارين وغيرها من المشاريع، فجأة ومن دون دراسة؟ - بل درسنا حاجة المشهد في المنطقة لفعل ثقافي تعززه تلك المشاريع، ومنها كما أشرت تدشين ملتقى دارين الثقافي الأول والذي يعد الأول تنظيماً من نادي المنطقة الشرقية الأدبي ويحمل في نسخته الأولى عنواناً مهماً وهو «المجلات الثقافية في دول مجلس التعاون الخليجي وتنمية المعرفة»، في شهر ذي القعدة الموافق لشهر تشرين الاول (أكتوبر) القادم وتقام على هامشه فعاليتان: الأولى معرض المجلات الثقافية الخليجية والثانية الاجتماع التنسيقي الأول لرؤساء تحرير المجلات الثقافية الخليجية. وهل هناك صحة لما يتردد عن مشروعكم لترجمة مئات النصوص الأدبية السعودية؟ - بلا شك، وتم التوقيع على عقد استكمال المرحلة الثالثة لمشروع الترجمة مع عدد من الأكاديميين البريطانيين في جامعة مانشستر لترجمة نحو 100 نص شعري وقصصي لمبدعين سعوديين وقد اكتمل ونحن الآن بصدد طباعتها.