أصبحت بعض المقابر القديمة في مركز تنومة (شمال منطقة عسير) مرتعا للحيوانات الضالة بسبب عدم تسويرها وصيانتها، وعدم إيجاد مقابر جديدة تخدم الأحياء والكثافة السكانية المتزايدة يوما تلو آخر، وطالب أهالي قرية القذال الواقعة جنوب تنومة بتسوير المقبرة التي أصبحت مشرعة أمام الدواب ترعى فيها كما تشاء، وممرا للسيارات. وناشد عبدالله الشهري (أحد سكان القرية) المسؤولين في البلدية سرعة تكملة المشروع الذي شرعت في تنفيذه قبل أربع سنوات وأقامت قواعد عليه وتركته دون أي سبب يذكر. وتساءل المواطن سعد الجهضمي «أين حرمة الموتى والقبور من وطأة أقدام العابرين وبعض الحيوانات التي ترعى في هذه المقبرة وتعبث برفات أجدادنا وإخواننا وأبنائنا». وأضاف «من يتأمل واقع أغلب المقابر يجدها تفتقر إلى التسوير الجيد، مع أننا نرى إعلانات، ومناقصات في صحفنا عن تسوير المقابر، ولكن لا نرى ذلك بشكل واضح على أرض الواقع، فبعض المقابر ليس عليها أسوار، وإذا وجدت هذه الأسوار فهي غير محكمة، وغير عملية». من جانبه، أوضح المواطن سعد الشهري أنه يوجد في قريته (بني جار) المجاورة لقرية القذال عدد من المقابر التي كما يقول أهملتها بلدية تنومة، مع كثرة المطالبات والشكاوى العديدة بتسويرها والحفاظ عليها من وطأة الإهمال، وأضاف «كم أنا حزين وأنا أشاهد الإهمال طال مقابر قريتي». ناصر شرعي من أهالي منصبة (68 كم شرق تنومة)، يرى أن بلدية تنومة ارتكبت خطأ فادحا بتسويرها لمقبرة داخلها مسجد العيد، واستغرب ذلك القرار غير المنطقي من قبل الشؤون الفنية في البلدية بتجاهل المسجد الذي يقع داخل المقبرة المستحدثة وعدم مراعاة شعور الأهالي. واستغرب علي عبدالرحمن الشهري موقف البلدية مما وصفه بالاعتداء على أرضه التي يمتلكها بصك شرعي في قرية الشرف وتسويرها لتكون مقبرة، وقال «بعد ما اتضحت لهم الرؤية بأن هذه الأرض أمتلكها بصك شرعي هدموا السور وكأن شيئا لم يحدث، أطالب بتدخل هيئة الرقابة والتحقيق والمباحث الإدارية لإنصافي من ذلك التخبط غير المبرر». من جانبه، أوضح ل «عكاظ» أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل أن زيارته التفقدية المقبلة لبلديات المنطقة ستكشف الكثير من جوانب التقصير، مطالبا رؤساء البلديات بالتجاوب مع الإعلام على أن تكون هناك شفافية بين الطرفين، مبديا تذمره من التمجيد والمديح الذي يجده من الإعلاميين، مضيفا أن الإعلام الصادق هو المرآة التي نستقي منها المصداقية والوصول بالخدمات والمشاريع لمستوى أفضل، وتحقيق توجيهات ولاة الأمر بخدمة المواطن وتحقيق تطلعاته في جميع محافظات ومراكز وهجر المنطقة.