12 يوما كانت فترة تغيب مقيم يمني عن منزل أسرته في تبوك لتكتشف السلطات الأمنية أن الغائب راح ضحية لجريمة قتل على يد واحد من أبناء جلدته. هذه الواقعة حدثت في 5/3/1432ه، حيث تلقى مركز شرطة الخالدية بلاغا من مقيم عن تغيب شقيقه عبدالجبار (26 عاما) عن المنزل لأكثر من 12 يوما، وبادرت أجهزة الأمن على تمرير المعلومات إلى مختلف القطاعات الأمنية ومن بينها إدارة البحث والتحريات، والتي تقصت عن ظروف الاختفاء وملابساته، مع استجواب كافة معارفه وأصدقائه، وأثمرت التحريات المكثفة عن التوصل إلى أول الخيوط بعدما تبين أن المختفي كان له خلاف مع أحد مواطنيه يدعى خالد في العشرينات من العمر، وبعد جمع المعلومات والتقصي تبين أنه غادر إلى خارج المنطقة بعد اختفاء عبدالجبار. القاتل يناور تتبعت سلطات الأمن المتهم الذي يدعى خالد، وبعد ضبطه وتوقيفه ومواجهته حاول إنكار أية صلة له باختفاء عبدالجبار، لكن محاصرته بالدلائل المتوافرة دفعته إلى التراجع السريع، حيث أقر بقتل خصمه بمشاركة ثلاثة يمنيين ومواطن، اعترف جميعهم بالتورط في جريمة قتل عبدالجبار. وبحسب المعلومات، فإن الجاني حاول تضليل رجال الأمن وتهرب من إرشادهم عن مخبأ جثة القتيل التي قال إنه طمرها في منطقة برية على مسافة 120 كيلو مترا عن تبوك، لكنه تراجع عن مزاعمه وأرشد إلى مقبرة عبدالجبار قرب المنزل الذي يقيم فيه، وأقر المتهم وشركاؤه بأنهم حفروا في عمق نصف متر وأخفوا الجثة وأهالوا عليها التراب ووضعوا عليها كميات كبيرة من الأخشاب بغرض إخفاء جريمتهم. الخمر يلعب بالرؤوس وروى القاتل ورفاقه تفاصيل الجريمة، وقالوا إنهم كانوا يتسامرون في شقة مجاورة إلى أن لعب الخمر برؤوسهم، حيث وقع خلاف بين الطرفين عندما اتهم الجاني الأول ضحيته بسرقة أدوات تقطير خمر من مصنعه للخمور، وتطور الخلاف اللساني إلى اشتباك عنيف ونال القتيل على إثره ضربات متتالية بسلك حديد ومدفأة حتى سقط مغشيا عليه، وفي الحال بادر المتهم الأول إلى إطلاق رصاصة على المغشي عليه كانت سببا في رحيله، وأضاف المتهم الأول في اعترافاته أنهم غطوا الجثة ببطانية ورفعوها في سيارة أحدهم ودفنوا جثته قبل أن يتواروا عن الأنظار لكن الشرطة كانت أسرع منهم. شارك في متابعة القضية مدير شرطة منطقة تبوك اللواء حمد الحواس، مدير إدارة الضبط الجنائي العقيد مبارك العقبي، مدير البحث الجنائي العقيد عبيد الدعرمي، المقدم علي العطوي مدير مركز شرطة الخالدية، النقيب عبدالله الوكلة المحقق في إدارة البحث الجنائي، الملازم محمد الزهراني من قسم شرطة الخالدية، بالإضافة إلى فنيي الأدلة الجنائية والطب الشرعي وهيئة التحقيق والادعاء العام. سرعة البلاغ وأبلغ الناطق الإعلامي المكلف في شرطة منطقة تبوك النقيب محمد سعود العنزي «عكاظ الشباب»، أن العثور على الجثة كان إثر بلاغ سابق تقدم به شقيق المجني عليه لمركز شرطة الخالدية حيث كثفت شرطة المنطقة ممثلة في البحث الجنائي جهودها في جمع المعلومات عن المجني عليه لكشف ملابسات القضية، وتم التوصل للجناة ومحاصرتهم بالأدلة حيث اعترفوا وأحيلوا جميعا إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. فيما أوضح رئيس الجالية اليمنية في تبوك أمين المجيدي أن «ما حدث كان صدمة للجميع من مواطنين ومقيمين من الجنسية اليمنية، خصوصا طريقة القتل وإخفاء الجثة جوار منزل الجاني»، مؤكدا أن السفارة اليمنية في المملكة تابعت مع الجهات الأمنية في المنطقة تطورات القضية، وقدمت الجالية شكرها لرجال الأمن على كشف غموض وملابسات القضية.