كشفت سلطات الأمن في تبوك سر اختفاء اليمني «عبدالجبار» الذي توارى عن الأنظار قبل 12 يوما، إذ تبين أن أربعة رجال أجهزوا عليه ودفنوا جثته وغطوا القبر بكميات من الخشب والحشائش البرية في محاولة منهم لإخفاء معالم جريمتهم. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «عكاظ»، فإن الجريمة التي حدثت وقائعها في حي الخالدية قبل نحو ثلاثة أسابيع بدأت بخلاف بين الجناة والمجني عليه في جلسة منكر واتقف الرباعي على التخلص من خصمهم ودفنه، لكن الشرطة استخرجت جثته أمس الأول، وقبضت على المتهمين. وأوضحت محاضر الشرطة تفاصيل الحدث، وذكرت أن مقيما يمنيا أبلغ مركز شرطة الخالدية عن اختفاء شقيقه عبدالجبار (26 عاما) في ظروف غامضة. وفي الحال مررت سلطات الأمن وقائع البلاغ وتفاصيله إلى مختلف القطاعات وبينها إدارة البحث والتحريات الجنائية التي أجرت عمليات بحث وتمشيط موسعة في منطقة اختفاء المقيم اليمني، كما استجوبت السلطات الأمنية عددا من معارف المتغيب وأصدقائه قبل أن تتوصل إلى خيط رفيع عن شخص من ذات الجنسية تربطه علاقة مع المجني عليه غادر إلى خارج المنطقة. وضعت الأجهزة الرجل المشتبه تحت المراقبة والرصد الكثيفين وتابعته حتى وصوله إلى تبوك في بداية الأسبوع وتم ضبطه في الحال وإخضاعه للاستجواب فحاول في بادئ الأمر إنكار أية صلة له باختفاء عبدالجبار، غير أنه عاد وتراجع تحت سيل الأسئلة واعترف بقتل خصمه مع ثلاثة يمنيين ومواطن. استجلبت الشرطة المتهمين الأربعة وأخضعتهم للاستجواب المكثف فأدلى كل منهم بتفاصيل دوره في الجريمة، وحاول المتهم الرئيسي تضليل رجال الأمن وعدم كشف موقع الجثة المدفونة فزعم أولا أنها دفنت في منطقة برية، فانتقلت إلى المكان فرقة أمن بقيادة مدير الضبط الجنائي العقيد مبارك العقبي ومدير البحث الجنائي العقيد عبيد الدعرمي، وبعد الوصول إلى المكان الذي يبعد عن وسط مدينة تبوك بنحو 120 كيلو مترا بدأ المتهم في التخبط والتردد، لكن مواجهته بمزيد من الأسئلة دفعته إلى إعلان مخبأ الجثة قرب منزله في حي الخالدية. انتقل رجال المكان إلى الموقع الجديد وعثروا على قبر القتيل قرب جدار المنزل وتم استخراج الجثة من عمق نصف متر. المتهم وأعوانه اعترفوا بتفاصيل الجريمة، وقالوا إنهم كانوا في حالة غير طبيعية في شقة مجاورة برفقة القتيل وحدث خلاف طارئ بينهم فبادر المتهم الأول بضرب خصمه بمدفاة وسلك كهربائي ثم أطلق النار على صدره. تواصلت اعترافات المتهم الأول وشركائه وقالوا إنهم أخفوا الجثة في غطاء ثقيل ونقلوها بسيارة أحدهم إلى ذات الموقع حيث دفنوه. وأبلغ الناطق الإعلامي المكلف في شرطة منطقة تبوك النقيب محمد سعود العنزي أن عملية العثور على الجثة جاءت إثر بلاغ سابق تقدم به شقيق المجني عليه إلى مركز شرطة الخالدية. وكثفت وحدة البحث الجنائي جهودها في جمع المعلومات لكشف ملابسات الحادث. وتم التوصل للجناة ومحاصرتهم بالأدلة حيث اعترفوا بالواقعة وتمت إحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. فيما تم إيداع الجثة ثلاجة المستشفى. شارك في المتابعة مدير شرطة منطقة تبوك اللواء حمد الحواس، مدير إدارة الضبط الجنائي العقيد مبارك العقبي، مدير البحث الجنائي العقيد عبيد الدعرمي، المقدم علي العطوي مدير مركز شرطة الخالدية، النقيب عبدالله الوكلة المحقق في إدارة البحث الجنائي، والملازم محمد الزهراني من قسم شرطة الخالدية، بالإضافة إلى فنيي الأدلة الجنائية والطب الشرعي وهيئة التحقيق والادعاء العام .