في الوقت الذي تنطلق فيه مناسبات الأفراح تنطلق المحاورات الشعرية متزامنة معها «الحرب الباردة» التي تدور رحاها بين عدد من الشعراء في ساحة المحاورة .. وفي الوقت الذي يقول فيه شعراء ومقربون من المحاورة إن تلك الحرب غير موجودة يؤكد آخرون من الشعراء أن الحرب الباردة تدور منذ عدة أعوام وتهدأ عواصفها بين صيف كل عام، وها هي تعود مجددا بين الشعراء. ولخص عدد من الشعراء أسباب نشأة الحرب تلك في «حسد الشعراء» والخوف من تفوق شاعر على آخر، وهذه الأسباب كلها ضعيفة وغير مقبولة ولا نتمنى أن تتزايد فصول تلك الحرب بين زملائنا الشعراء، وأشار البعض من الشعراء إلى أن رفض شاعر مقابلة شاعر آخر طريقة أصبحت مألوفة وغير جديدة، وقد اكتشف البعض أن تلك الممانعة مجرد طريق لخلق جو تنافسي بينهما حتى يكون للقائهما في المهرجانات الكبرى صدى واسع، ولدى بعض كبار الشخصيات رونق خاص وحضور يلفت انتباه الجميع بدلا من لقائهما الدائم والذي قد يحرق حضورهما كبقية الشعراء. وأشار عدد من الشعراء إلى تفشي ظاهرة السب والشتم والإسفاف بين بعض الشعراء مما لا يخدم الموروث، وقال أحد الشعراء، والذي رفض الإفصاح عن اسمه، إن من يقول مثل هذه الأبيات لا يمكن أن يخدم الموروث ويكون شاعرا يستحق التقدير، يقول شاعر على سبيل المثال حينما بدأ: تعال يا ... لك كلمة عندي ما انته بساري بليا علم يا أفندي لو كان تومي برأسك كأنك الهندي. ورد عليه زميله: إن جيت والله لا شوتك شوتة الكورة إلى أين فالأرض تأخذ لك مية دورة يا طيب الصوت مدري طيب الصورة. ويقول آخر : لا تحدى العرب منته بكفو التحدي انت ورع (ن) من الورعان منته بقدي. وأكد من جهته الشاعر والناقد محمد القصير صاحب أحد مكاتب تنظيم الحفلات، وجود تلك التكتلات بين الشعراء وتطورها، وقال هناك شاعر من الشعراء الكبير يرفض مقابلة شاعر شاب اشتهر بالشتم والسباب وعدم إجادة فن المحاورة الشعرية، وهذا نجده من حقه حينما يرفض أن يكون شريكا في الإسفاف وجرح الآخرين، أما أن يمتنع شاعر عاقل عن مقابلة زميل له لا يقل عنه شاعرية فهذا حسد لا نتمنى أن يتفشى بين الشعراء. ونفى القصير وجود تحالفات مخفية بين الشعراء في تحديد اللحن والقافية والمعنى قبل كل حفلة مدعوين إليها، وقال لا أعتقد وجود تلك المزاعم مؤكدا أن كل شاعر بإمكانه المحاورة بشكل مباشر بعيدا عن تلك المزاعم. وقال القصير «تقوم المكاتب بجهود كبيرة لخدمة الموروث من خلال فريق عمل متخصص في حذف الكلام الخادش وعدم توزيعه ونسخه في الأشرطة احتراما للذوق العام وعدم الإسفاف بالموروث». وأكد الشاعر زيد العضيلة وجود التكتلات بين الشعراء وممانعة البعض عن مقابلة زملاء لهم، مؤكدا أن سبب الممانعة للبعد عن الإسفاف وتجريح الآخرين، وقال إنه امتنع مؤخرا عن مقابلة 4 شعراء يرى أن المحاورة معهم لا تفيد الموروث بعد أن تزايد إسفافهم وعدم احترامهم لأنفسهم، لذا فضلت والحديث له أن أمتنع عن المحاورة معهم. وحول وجود تحالفات بين شعراء المحاورة لتحديد اللحن الأفضل والمعنى الجيد والموال الأقوى قبل الحفلات اعترف العضيلة بوجود تحالفات بين الشعراء ولكن أثناء المحاورة فيما يخص اللحن والموال أما المعنى فقد أكد أنه يظل ملك صاحبه لا يمكن الإفصاح عنه. وقال جساس الميزاني أحد منظمي حفلات المحاورة إن التكتلات موجودة وتزايدت بشكل كبير بين الشعراء، وأكد أنها لن تخدم الموروث، مشيرا إلى أن تلك التكتلات زادت حتى طالت مكاتب تنسيق الحفلات، متمنيا من الشعراء عدم التكتل ومشيرا إلى أن هناك شاعرين امتنعا عن مقابلة بعضهما في حفلات الأفراح واتفقا على لقائهما في المهرجانات الكبرى في تحالف سري بينهما. من جهتها، حاولت «عكاظ» الوصول لكل من الشاعر تركي الميزاني وحبيب العازمي وسفر الدغيلبي وملفي المورقي وعبدالله عتقان إلا أن إغلاق هواتفهم حال دون أخذ رأيهم في الحرب الباردة التي نشبت بينهم مؤخرا.