أسهم انتشار الفضائيات الشعبية وكثرتها في وصول عدد من الألوان الشعبية إلى المشاهدين، وأحد أهم هذه الألوان (المحاورة) الشعبية التي تحظى بمتابعة كبيرة، حيث يرى كثير من المهتمين أن الفضائيات أسهمت في انتشارها بين أوساط لم يعرفوا هذا الفن إلا بعد وجود القنوات الشعرية التي رفعت من انتشارها وبروز شعرائها على مستويات كبيرة، فيما رأى البعض الآخر أن الفضائيات أساءت إلى المحاورات الشعرية من خلال تكرارها بشكل أفقدها قيمتها.. “شمس” فتحت ملف الفضائيات والمحاورة واستمعت إلى تعليقات عدد من الأطراف. جلبت الإساءات في البداية، أوضح الشاعر زيد العضيلة أن كثرة القنوات أسهمت في انتشار محاورات لا تستحق الاحتفاظ بها، مضيفا أن بعضها أسهم في نقل “الطواريق” التي تحدث فيها تجاوزات أخلاقية وغير مرضية شعريا، بينما هناك البعض الآخر نقلها بشكل جيد، موضحا أنها أساءت بشكل مباشر إلى هذا الفن. وذكر العضيلة أن نقل الحفلات عبر القنوات الفضائية أسهم في عزوف الجماهير عن حضورها مباشرة في الاحتفالات الرسمية والحفلات الخاصة، وذكر أن الحلول هي مقاطعتها من قبل شعراء المحاورة، وأضاف: “أو الاكتفاء بقناة أو قناتين فقط، ويكتب عليها شروط بأن تبث المحاورات الصالحة للنشر، وألا يكون البث باستمرار، ويكون الرأي موحدا”. أضرت ب.. الحفلات من جهته، طالب الشاعر وصل العطياني المستثمرين في هذه القنوات بتوظيف أصحاب الاختصاص، وذلك لدرايتهم بما هو صالح للنشر من عدمه، مضيفا أنها أسهمت في خفض نسبة حضور الاحتفالات، وذلك من خلال عدم حرص الجمهور على الحضور إلى الميادين التي تقام بها الاحتفالية، وذلك بسبب عرض القنوات لها في وقت لاحق. وأوضح العطياني أن شعراء المحاورة لن يكون لهم موقف محدد في اتخاذ إجراء تجاه هذه القنوات، وقال: “لن يجتمع الشعراء على قلب واحد لاتخاذ أي موقف موحد طالما هناك مصالح يراعيها البعض على حساب أي طرف”. مضيفا أن تكرار المحاورات أفقدها قيمتها وأسهم في تسلل الملل إلى متابعي هذا الفن والمهتمين به. تثير العنصرية من جانبه قال الشاعر مستور العصيمي: “القنوات الفضائية أسهمت في انتشار فن المحاورة بشكل أوسع من فترات ماضية، ولكن يجب على القائمين عليها التفريق بين الغث والسمين، وعدم عرض المحاورات التي تثير النعرات القبلية التي تعتمد على الشتم والسب والتجاوزات الممقوتة وتسيء إلى الشاعر نفسه وإلى جماهيره بشكل مباشر، وتزرع في نفوس الشباب المحبين والمتابعين لهذا الفن الكراهية للبعض، بينما هذا الفن يقوم على الحوار والنقاش اللذين يدوران بين شاعرين على موضوع معين من خلال الرمزية”. وذكر الشاعر صقر السلمي أن جماهيرية المحاورات خفتت بعد عرضها لمدة 24 ساعة وعرض الغث والسمين منها وعدم (فلترة) التجاوزات، مطالبا بمقاطعة السيئ منها. الشعراء هم السبب وشدد الشاعر سفر الدغيلبي على أن بعض الشعراء هم من أسهموا في خفض جماهيرية المحاورة من خلال كلاسيكيتهم وقال: “يستطيع الشعراء إعادة توهج المحاورة من خلال الفكر المتجدد والإبداع ولفت أنظار الجماهير والمتابعين من خلال ذلك، والسلبيات التي نواجهها قطع أبيات شاعر على حساب شاعر آخر دون مبرر، وأن هذه القنوات أصبحت مرتعا خصبا لهواة نشر الشائعات عبر الشات”.