صعدت قوات النظام السوري حملتها لقمع الاحتجاجات استباقا للمظاهرات التي دعت إليها المعارضة اليوم (الجمعة) الذي أطلقت عليه مسمى «جمعة الشيخ صالح العلي» الذي قاد الثورة السورية الأولى. وأفادت مصادر متطابقة بأن الجيش هاجم قرى قريبة من مدينة جسر الشغور أمس متسببا في نزوح العشرات باتجاه الحدود التركية. وقال سكان من قرية الشغور القديمة إن دبابات الجيش وصلت الساعة السادسة صباحا وتمركز القناصة مصوبين أسلحتهم باتجاه المنطقة وبدؤوا في إطلاق النار. كما نشر الجيش السوري قواته على مداخل مدينة خان شيخون. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن عشرات من الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وحافلات تقل جنودا انتشرت على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة أدلب والقريبة من حماة. ولفت إلى أن الجيش طوق المدينة من ثلاثة محاور في الشرق والجنوب والشمال. وفي هذه الأثناء يضاعف المعارضون في المنفى نشاطاتهم الهادفة إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. فبعد لقاء مصغر هذا الأسبوع في لندن سيرسلون وفدا اليوم إلى موسكو ويعقدون اجتماعا قريبا في الولاياتالمتحدة بعد مؤتمري انطاليا وبروكسل. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس أن الولاياتالمتحدة تزيد اتصالاتها داخل وخارج سوريا مع سوريين يسعون إلى التغيير السياسي في بلدهم. وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سبق أن خير نظيره السوري بشار الأسد بين قيادة الإصلاح السياسي في بلاده أو التخلي عن السلطة. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس في ساو باولو الرئيس السوري بشار الأسد إلى «وقف قتل الناس»، وذلك في الوقت الذي تتزايد فيه ردود الفعل الدولية الشاجبة للهجوم الواسع النطاق الذي يشنه الجيش السوري في شمال البلاد. وكذلك دعت تركيا سوريا إلى الوقف الفوري لحملتها العسكرية التي تهدف إلى قمع الاحتجاجات. بدوره، أفاد الصحافي التركي محمد علي بيراند أن تركيا درست إقامة منطقة عازلة عسكرية داخل الأراضي السورية في حال اندلاع حرب أهلية في هذه الأخيرة. وذكر: «بحسب ما قيل لي، فإنه إذا اندلعت حرب أهلية في سورية فإن بين 100 و200 ألف لاجئ سيتدافعون نحو تركيا وعندها ستتدخل الأممالمتحدة وستضطر تركيا إلى إغلاق الحدود وإقامة منطقة عازلة مستخدمة جيشها».