اعتادت الوقوف أمام مرآتها الفخمة ليلا طويلا، تسرح شعرها المنساب على وجهها القمري بإغواء، لا أضواء أخرى سوى شعاع ضئيل، ينبعث من أباجورتها المركوزة، في أقصى غرفة نومها، الشعاع يسير ببطء حتى شكل بؤرة ضوء ساطع ارتكز في وسط المرآة، مصحوباً بغمامة دخان أبيض، يحوم حول وجهها ويلف شلال شعرها الطويل، هي: تسمرت عيناها على الضوء الساقط وسط المرآة تارة، وعلى شعرها الفاحم الناعم تارة أخرى، وللوهلة الأولى بدت لها يدان كبيرتان مخبأتان بجوربين أبيضين تعملان على تصفيف شعرها بلطف! فارتعدت فرائصها هلعاً، وأوجست خيفة، ثم سكنت حيث هي بلا حراك، فجأة حدث شطبٌ في زاوية المرآة، سال دمٌ من ذاك الشطب، راح يتقطر على التسريحة العاجية في مشهد مخيف مريب، هي فغرت فاهها، وكتمت أنفاسها بكلتا يديها خوفاً، فاستجمعت قواها مرة أخرى، وفركت عينيها من! مشهد لفيلم خيالي! بدرية سعيد