عبر الاثير اتاني صوت يجهش بالبكاء المرير يقول لي متلعثماً عظم الله اجرك يا اخي محمد في غازي القصيبي فارتعدت فرائصي من هذا الخبر الاليم ولم أتمالك نفسي حيث فاضت عيناي بالدموع كيف لا؟ وهذا الوطن العربي يفقد أحد فرسانه العظام الذين ابلوا بلاءً حسناً في ساحة الادب وحملوا على عاتقهم لواء الكلمة المجنحة وبروتوكولات السياسة الدولية والحكمة والحنكة الادارية والمناصب الشاهقة التي لا يعتليها الا من كان في قامة (غازي القصيبي) فأنا حزين لفقدانك ايها الشاهق في كل شيء فبعدك ليس للشعر طعم ولا نكهة ولا مذاق ولا للكلمة المجنحة ولا للخيال مذاق لاننا نرى فيك (نزار) وأبو ريشة وايليا ابوماضي والاخطل الصغير مجتمعين جميعهم في قامتك المديدة فاليوم نحن لا نعزي انفسنا بقدر ما نعزي فيك هذا الوطن المكلوم بفقدك ايا المبدع، رحمك الله (ياغازي) بقدر ما اعطيت وطنك ومليكك ومحبيك من العطاء غير المحدود، وليس لي في خضم هذا الخطب العظيم الا ان اخاطب طيفك بشيء من جهد المقل يا راحلاً عمداً بدون وداع ماذا فعلت بمغرم ملتاع أضرمت نار الحزن بين ضلوعه وتركت مركبه بدون شراع وقتلت فرحته فصار قصيده نظم رتيب خافت الايقاع ترثيك اطيار الغصون وزهرها فأمنن عليها بنظرة ووداع